- انتخابات سوريا ترسم المستقبل وتعلن الانتصار

الأربعاء, 21-مايو-2014
صعدة برس -
*علي القحوم
على مدى ثلاث سنوات ونيف والمؤامرة الكبرى على سوريا لازالت مستمرة لكن هناك تغيرات جعلت المشهد السوري يتجلى لتتضح خيوط المستقبل والى أين ستتجه الأمور .. طبعا لا يسعنا الحديث في هذا المقام عما جرى لسوريا بالتفصيل لأنه سيطول بنا المقام ولا اعتقد انه لازال هناك من لم تتضح له رؤية ما جرى ويجري في سوريا .. سيما في الفترة الأخيرة بعد أن انكشفت كل أوراق أمريكا ودول الاستكبار العالمي واتضح للجميع بأنهم قادة الحرب الكونية على سوريا .. وفي الوقت نفسه انكشف الزيف والغطاء التي كانت أمريكا تتحجج به وتتستر خلفه فالأحداث والوقائع فضحت المشروع التدميري والتكفيري على سوريا لان العناصر الاستخباراتية المسماة بالقاعدة تعمل وفق المصلحة الأمريكية .. حيث تتخذها أمريكا ذريعة لاحتلال البلدان العربية فهي مسرحية ولعبة شيطانية تديرها أجهزة استخبارتية أجنبية وعربية .. فأمريكا تحاربها هناك وهنا في سوريا تدعمها وتمويلها وهذا يمثل ازدواجية في المعايير السياسية طبعا الاستهداف لسوريا هو يعود إلى أسباب كثيرة أهمها موقع سوريا الجيو سياسي والجغرافي الهام .. وكذلك اعتزازها بالعروبة والوطنية في الرفض والممانعة للالتقاء في تقاطعات السياسة الاستعمارية الصهيو أمريكية .. سيما وان هناك من زعماء دول عربية سارعوا في الارتماء في أحضان الأمريكان والصهاينة فيما سوريا رفضت ذلك وباتت ولا زالت تقف ضد الهيمنة الأمريكية والصهيونية وتدعم مشروع المقاومة والتحرر من الاستعمار .. فعلى مدى سنوات وهي تدرب وتدعم وتحتضن المقاومات الإسلامية كحزب الله وحماس وحركة الجهاد الإسلامي وكان لسوريا الدور البارز في الانتصارات التي حققتها حركات المقاومات الإسلامية في لبنان وفلسطين .. هنا لسنا بصدد ذكر ما قدمته سوريا العروبة للحركات المقاومة الإسلامية ولكن هذا للتذكير فقط لأننا لم نذكر إلا القليل فسوريا غنية عن التعريف فتاريخها يشهد بذلك .. عموما لكي لا نطيل الكلام في التعريف بسوريا نود أن نتحدث عن الانتخابات الرئاسية السورية والتي تمثل منعطفا تاريخيا في تاريخ سوريا لا سيما في هذه الظروف الصعبة وفي الوقت الذي تريد أمريكا وإسرائيل أن تفرض على الشعب السوري ما تراه مناسبا وموافقا لمصالحها وسياستها الاستعمارية .. لكن في المقابل الشعب السوري سيخرج في الثالث من حزيران للمشاركة في الانتخابات الرئاسية ويختاروا مستقبلهم بأيديهم .. فهذا اليوم سيمثل أهم الأحداث التاريخية لمستقبل سوريا على مدى عقود من الزمن فالشعب السوري في هذا اليوم سيقدم الملحمة الكبرى التي ستفاجأ العالم .. فسوريا بحاجة إلى كل صوت من أبنائها الوطنيون ليثبتوا للعالم اجمع بان سوريا لم ولن تخضع للمستعمر الأمريكي وقد دفعت فاتورة باهظة للحفاظ على العروبة والاستقلال لتنجلي صورة واضحة عن حضارية هذا الشعب ومعدنه الأصيل وكذلك تعتبر المشاركة صفعة كبيرة لكل من تأمر على سوريا .. وبهذا اثبت الشعب السوري معادلة الصمود والتحلي بالصبر والثبات والواعي الذي مكنه بان يتكاتف مع الجيش والقيادة .. فاستطاع أن يضرب أروع الأمثلة والنماذج التي من المفترض الاحتذاء بها وبهذا حقق الانتصار وفشلت المؤامرة وتساقطت أوراقها الواحدة تلو الأخرى .. وليس هذا فقط بل تساقطت أنظمة وحكومات تأمرت على سوريا وكانت جزء لا يتجزء من الحرب التكالبية التي لم يحصل لها مثيل في التاريخ المعاصر .. فالمشاركة الشعبية في الانتخابات الرئاسية ستكون رادفا قويا لما يقوم به الجيش العربي السوري في الميدان من انجازات كبيرة غيرت موازين القوى والمعادلات .. حيث حقق انتصارات لم يكن العدو يتوقعها سيما وان الحرب طال أمدها واعتقد العدو الأمريكي بان الجيش السوري في مرحلة الانكفئ والتراجع والإرهاق .. لكن ماذا تغير في الميزان العسكري والخطط الحربية التي قدمها الجيش والقيادة طبعا إدارة الحرب لم تكن بالسهلة وأثبتت الأيام أن القيادة السورية استطاعت أن تتعامل مع اعتى الحروب والتكالبات الدولية .. فكان نفس الحرب طويل والتعامل معها حذر فلم ترجم القيادة السورية كل أوراقها في البداية .. حيث ادخرت أهم الأوراق التي كسرت أهم فقرة في ظهر المشروع التآمري على سوريا .. ففي الوقت الذي أيقن العدو أن الجيش العربي السوري في الرمق الأخير بدا في التحرك بشكل علني وتخرج أمريكا إلى العلن وكذلك إسرائيل ليضغطوا سياسيا وإعلاميا على الحكومة السورية والجيش وفي الميدان تفجيرات وقتل للمواطنين ولأبناء الشعب السوري بالعشرات والمئات وهذا لكسر إرادته وتغيير مواقفه المساندة للقيادة والجيش .. لكن ما الذي حصل طبعا الذي كان بمثابة الزلزال الكبير الذي شق ارض المشروع وجزئه وقطع أوصاله .. فبدأ العد التنازلي لهبوط المشروع الأمريكي في سوريا حيث ابتدأ من الانجاز الكبير في القصير الذي اصعق إسرائيل وأخرجها من العمل من خلف الستار إلى العلن والتحرك بجنون ودراسة لما حصل .. وكلنا يتابع ذلك لتتوالى الانجازات في ريف دمشق وحلب ودرعا لتكون بعد ذلك المفاجئة الكبرى في الانجاز الاستراتيجي في طرد الرجس الأمريكي والتكفيري من اكبر المحافظات السورية وهي حمص .. طبعا حمص لها وقعها في الخارطة الجيو سياسية والعسكرية في ارض سوريا حيث كانت تمثل العاصمة للمشروع التدمير والتكفيري الذي ضرب سوريا .. وبهذا الانجاز الكبير توالت انهيارات في صفوف التكفيريين وبدا العد التنازلي للانهيار والاستسلام وليس هذا فقط بل تغيرت توجهات سياسية حيث بدأت أمريكا تخفض من صوتها وكذلك إسرائيل مترقبين لما سيحصل .. سيما قرب الانتخابات الرئاسية السورية وإعلان الرئيس بشار الأسد ترشحه في ظل التطورات الميدانية والتغيرات في السياسات الدولية .. فالرئيس بشار الأسد ليس بحاجة إلى تقديم برنامجه الانتخابي لان أكثر من 3 سنوات من عمر المؤامرة الدولية والعربية على سوريا قد كشف واتضح للشعب السوري وللعالم كل الحقائق وما تبقى إلا أن يتصدى الشعب السوري بصوته لما تبقى من جزيئات المؤامرة حتى يكون إعلان نتيجة الانتخابات هو الواقع الفعلي لنهاية هذه المؤامرة .. ويثبت الواقع الذي كانت عليه ضبابية وتزييف فيما جري في سوريا على انها حربا دولية كبرى قادتها أمريكا وإسرائيل وبمساندة دول خليجية وكذلك تركيا وفرنسا وبريطانيا .. وكانت العناصر الاستخباراتية المسماة بالقاعدة والتكفيريين والسلفيين والوهابيين وقودا لهذه الحرب التي كانت أمريكا تريد أن تجعل من سوريا كافغانستان .. عندما تحركت هذه العناصر الوهابية والسلفية في إعلان الجهاد في أفغانستان لمحاربة الروس الملحدين حد زعمهم والذي .. فعلا كان جهادا في سبيل أمريكا اليوم في سوريا كانوا يعملون كذلك حيث تدفق الآلاف من التكفيريين إلى سوريا وتجمعوا من أصقاع الأرض .. طبعا كلا كان له دورا في المشروع فهذا يسهل ويهيئ وصول هذه العناصر وهناك من يتكفل بالدعم المالي والعسكري ووووو إلى آخره في أخر المطاف فشل المشروع وانهارت أرضيته وبات قادة المشروع في تخبط واضح وعلني سيما الأمريكان الذي يسارع في لملمة الفضيحة الكبرى وترتيب الأوراق من جديد في المنطقة ..
alialsied@gmail.com

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 05:17 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-19677.htm