صعدة برس-متابعات - دارت حول القيادة القطرية في الآونة الأخيرة الكثير من الشبهات التي هزت وخدشت سمعتها في الأوساط السياسية الإقليمية والعالمية، حتى وضعتها في مرمى نيران المنتقدين والخبراء والسياسيين، فقد تعمدت قطر الأخطاء المقصودة دون إتقان حتى أخذت تتباها بها، وعبثت بأمن الدول الصديقة والمجاورة، وتمادت كثيراً مستخدمة في ذلك المال في غير موضعه، حتى أصبحت مقصداً للجماعات المتطرفة والتخريبية، والأشخاص الخارجين عن القانون والشريعة الإنسانية، وفريسة للدول التي توظفها لاغتنام فرصها هنا وهناك، وتحقق غايتها للنيل من أمن واستقرار دول المنطقة حالها في ذلك حال "ودت الزانية لو أن كل النساء زوان"، فبدلاً من العمل بمقتضيات ومتطلبات القوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية، تقوم ببث السموم والنعرات في دول يعاني بعضها من عدم الاستقرار.
ففي مفاجأة مدوية فجرها أحد أعضاء مجلس إنقاذ الفلوجة السيد "سلمان حسن العبيدي" وتناقلتها الكثير من الصحف والمواقع الإخبارية، تحدثت عن تلقي الداعشيين أموالاً طائلة من الخزينة القطرية في دعم واضح منها لداعش وأفعالها داخل العراق وأماكن أخرى، فقد أكد العبيدي أن مقاتلي أبناء العشائر عثروا على وثائق تفيد بأن المخابرات القطرية شاركت في دعم وتدريب عناصر داعش وخصصت لكل واحد منها ألف دولار شهرياً، وقال في تصريح له "لقد عثرنا على وثائق وصور مؤكدة تفيد بأن المخابرات القطرية شاركت في تدريب داعش في الفلوجة، وخصصت لكل عنصر منها مبلغ ألف دولار شهرياً".
وأضاف العبيدي بأنه تم تزويد الجهات الأمنية العراقية بهذه الوثائق والصور لتتخذ التدابير اللازمة والضرورية مع هذه الدولة التي دمرت مدينة الأنبار عن طريق شرائها لذمم بعض الشخصيات العشائرية، والتي تبدوا هذه المرة أنها ستكون قاسية في تعاملها مع قطر، وتابع العبيدي قوله بأن داعش تعاني من مشاكل كبيرة في الفلوجة، منها قلة الذخائر والأموال والسلاح والانشقاقات الكثيرة.
وقد اتهم الكثير من المسؤولين العراقيين قطر مراراً بتمويل عناصر داعش في محافظة الأنبار، مشيرين في ذلك إلى وجود وثائق تؤكد أن المخابرات القطرية شاركت في تدريب عناصر من تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام المتواجدين في مدينة الفلوجة.
وفي نفس السياق أشار محمد الصميدعي عضو المجلس بأن تنظيم داعش عمل على تخريب مدينة الفلوجة، حتى هجرتها الكثير من عوائلها، وقامت بتفخيخ منازل النازحين وعطلت الحياة بشكل عام في المدينة، فهي لم تفِد أهل المدينة، بل ضرتهم وهجرتهم وقتلت ما يقارب 300 شخص من أهل المدينة دون سبب.
إن هذا الاستياء الذي تظهره هذه القيادات العراقية يقع أغلبه على عاتق القيادات القطرية، ويشير بشكل واضح إلى التدخلات السلبية القطرية في شؤون الآخرين، وإشاعة الفوضى والفتن والقتل والتخريب، كما أن تصريحاتهم تشير إلى وجود غضب من قبل السلطات العراقية سيصب في غير المصلحة القطرية بسبب أفعالها، فبعد نفاذ الوسائل الدبلوماسية العراقية في إقناع قطر بكف يدها عما يجري من أعمال تدميرية في الساحة العراقية وإيقاف تدخلها في شؤونه الداخلية، أخذت التصريحات منحى آخر تفوح منه رائحة التهديد والانتقام.
كما أن رغبة قطر لا تقف عند تدخلها في شؤون الدول التي تعاني أصلاً من اضطرابات وانقسامات داخلية لتزيد في ذلك الأمر تعقيداً وتهدر المزيد من دماء الأبرياء، لتحقيق بعض الأمور التي تراها بعينها المثقوبة أنها تصب في المصلحة القطرية، بل تمد يدها لتعبث في دول أنعم الله عليها بالأمن والأمان، فكانت مثالاً يقتدى به في الرقي والتقدم بعقول أبنائها وسواعد رجالها، وما الأفعال التي قامت بها ومازالت تمارسها القيادات القطرية بحق الدول العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص للنيل من أمنها واستقرارها، على الرغم من فشلها الذريع في ذلك، إلا جزءاً من السياسات القطرية الحاقدة والغشيمة.
مركز المزماة للدراسات والبحوث |