صعدة برس-متابعات - بعد فشل الحملة القطرية الإخوانية ضدّ الإمارات، وفقا لموقع 24 الإماراتي، من خلال محاولة الترويج لخبر ملفق مفاده أن الإمارات شريك، بالتخطيط والتمويل، في الحرب الإسرائيلية على غزة، بدأت سهام المواقع التي أنشأتها قطر وتتولى تعميلها وإدارتها تتجه إلى المملكة العربية السعودية، والعنوان نفسه: السعودية شريك في قتل الفلسطينيين في غزة.
في الوقت الذي أوضحت فيه السعودية والإمارات والكويت أنها تدعم المبادرة المصرية للتهدئة في غزة، ولا تؤيد مساراً آخر تحاول قطر وتركيا الترويج له، وتوظيفه سياسياً، على حساب الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للقتل اليوميّ في القطاع، وإيصال هذه الرسالة إلى جميع الأطراف المعنية بالصراع، بدأت الحملة القطرية الإخوانية ضدّ دولة الإمارات، تتسع لتطاول هذه المرة المملكة العربية السعودية.
ميدل إيست آي
فقد نشر موقع "ميدل إيست آي" الذي أنشأته وتموله دولة قطر، في بريطانيا، تقريراً لمدير تحرير الموقع ديفيد هيرست، الذي يعدّ "حامل الراية" القطرية في الهجوم على دولة الإمارات منذ تأسيس هذا الموقع المشبوه، ويعدّ أيضاً مصدراً رئيسياً للمواقع القطرية الأخرى مثل "العربي الجديد" و"عربي و21" و"وطن يغرد خارج السرب"، يتهم فيه السعودية بأنها شريك في العملية الإسرائيلية ضدّ غزة.
يحمل مقال هيرست المنشور، اليوم الإثنين، في "ميدل إيست آي" والذي بدأت صحف أخرى تتداوله، عنوان "حرب إسرائيل على غزة جاءت بتكليف سعودي"، ويقول فيه: "هناك أياد كثيرة تقف وراء المجزرة الإسرائيلية في غزة، فأمريكا لا تشعر بالاستياء من الضرب الذي تتعرض له حماس... ولا مصر التي حمل وزير خارجيتها حماس مسؤولية سقوط مدنيين بسبب رفضها المبادرة المصرية"، قبل أن يصل إلى النقطة الجوهرية: "العدوان على غزة جاء بتكليف ملكي سعودي. وهذا التكليف يعدّ سراً علانياً في إسرائيل، والمسؤولون الحاليون والسابقون في وزارة الدفاع الإسرائيلية يشعرون بالاسترخاء حين يتكلمون عنه. وقد فاجأ وزير الدفاع الإسرائيلي السابق شاوول موفاز المذيع الذي يقابله عبر القناة الإسرائيلية العاشرة، بالقول إن على إسرائيل أن تحدد دوراً للسعودية والإمارات في نزع سلاح حماس، وحين سئل عن توضيح كلامه قال إن على هذين البلدين أن يعيدا بناء غزة بعد القضاء على حماس".
أما المصدر الثاني لهذا "التكليف" بحسب الصحافي المرتزق ديفيد هيرست فهو ما قاله مسؤول إسرائيلي آخر يدعى عاموس جلعاد: "العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج في أفضل أحوالها... هذه أفضل فترة للتعاون الأمني والدبلوماسي بيننا".
ويواصل هيرست مزاعمه بالقول: "هذا الاحتفاء متبادل"، أما دليله على ذلك فهو أن "الملك عبد الله أعلن للجميع بأنه اتصل بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي معلناً تأييده للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في غزة". وإذن، اتصال ملك السعودية بالرئيس المصري، وتأييده المبادرة المصرية هو دليل، بالنسبة إلى هيرست، على أن "السعودية شريك في الحرب على غزة".
تنسيق عسكري
ويضيف هيرست بعد تحليل ساذج عن التقاء المصالح السعودية الإسرائيلية حول إيران، وعن تحالف أمريكي بريطاني سعودي ضدّ تحالف قطري تركي إخواني، أن "البلدين – السعودية وإسرائيل – يقيمان تنسيقاً عسكرياً مباشراً للمرة الأولى في تاريخهما"، ويصل هيرست إلى القول: "إن السلام مرحب به من قبل الجميع، وخصوصاً في غزة، لكن ما يدعو إلى الشك هو طريقة الوصول إلى هذا السلام، الذي يريده حليفا إسرائيل السعودية ومصر، من خلال سحق حماس"، وليستنتج أخيراً: "الحلف السعودي الإسرائيلي يعمد بالدم، الدم الفلسطيني، دم أكثر من 100 مدني قتلوا أمس الأحد في الشجاعية".
يذكر أنه ومنذ بدء الحملة الإسرائيلية على غزة، بل قبل ذلك، دأبت مواقع إخوانية ممولة من قطر، على مهاجمة الإمارات ومحاولة زجّ اسمها في هذه الحرب، لكن الجديد اليوم، وبعد إعلان السعودية تأييدها المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في غزة، هو "تشغيل" الأقلام الغربية في الخارج ضدّ السعودية، في محاولة أخرى للابتزاز السياسي، في الوقت الذي تشعر فيه قطر أكثر فأكثر بالعزلة الخليجية، محاولة التعلق بـ "قشة حماس" لتحقيق مكاسب سياسية، مهما طال أمد الحرب في غزة، والمجازر بحق المدنيين الفلسطينيين. |