السبت, 27-سبتمبر-2014
صعدة برس -
نبيل سبيع
طالما دعت توكل كرمان لـ"لخروج جماهيري كبير لشارع الزبيري واﻹعتصام (هناك) للمطالبه بخروج المليشيات من العاصمه صنعاء"، فتوقعوا ما يلي:
1- خروج جماهيري ضئيل: حتى لو كان ضخماً في حشوده، فإنه سيظل ضئيلاً في الخطاب والمصداقية والمشروعية وضئيل الروح والمعنى،
2- إعتصام طويل الأمد،
3- يسقط فيه مئات الشهداء (علي الفاضي)،
4- ينتهي في الأخير بتحقيق أهداف توكل وأهداف حزبها، وليس أهداف الإعتصام.
5- حصول ميليشيات الحوثي (التي يدلِّعها الحوثيون بـ"اللجان الشعبية") على اعتراف من توكل وحزبها بشرعية بقائها في العاصمة، وربما تحصل أيضاً على "الحصانة".
أي مظاهرة تدعو لها توكل كرمان وينظمها أو يقودها الاصلاح لن أشارك فيها حتى وإن كانت من أجل قضية نبيلة وسامية وكبيرة كقضية الدفاع عن عاصمة ودولة وجمهورية تنهار.
والسبب ليس أنني أكره توكل أو أكره الإصلاح، ولا أنني أحقد عليهما لسبب خاص أو عام. لا، طبعاً، لا علاقة للحب ولا الكراهية ولا الضغينة ولا الحقد بهذا الموقف. هناك أسباب أخرى وجيهة وكثيرة، منها:
1- لأن من خان ثقة الشعب والوطن والثورة في 2011 لن يكون محل ثقتك في 2014 إلا إذا كنت مغفلا.
2- لأن الإصلاح هو من أوصل الحوثي الى صنعاء، ومن الغباء الظن ولو لوهلة أن الإصلاح هو من سيخرجه من صنعاء.
3- لأن الاصلاح أكبر قوة منفرة للشعب وسائر قواه السياسية والاجتماعية، ولذا لن ينجح أبدا في قيادة أو إدارة أي اصطفاف وطني حقيقي، بل إنه لن ينجح في تشكيل أي نواة لاصطفاف من هذا النوع لأنه ببساطة قوة مثيرة للانقسامات وليس قوة التئام، وقد أصابت نزعته الإقصائية والانقسامية ثورة 2011 في مقتل، وخان هذه الثورة بتسوية سياسية كان هو أحد أبرز معرقليها بسبب تغليبه أجندته ومصالحه الخاصة على كل مصلحة وطنية، وخير مثال على هذا توكل كرمان.
4- لأن الاصلاح يشبه الحوثي في السوء ويتفوق عليه بكونه فاشلا خرج للتو من أمامه بسلسلة هزائم مخزية كبدت اليمن خسارة جيش وعاصمة ودولة وربما تكبده خسارة وجوده السياسي على الخارطة كبلد.
5- لأن الإصلاح "مَلْبَجَة الحوثي" من صعدة الى عمران الى همدان الى كوكبان الى شملان الى صنعاء، وهذا على سبيل التمثيل لا الحصر فقط. صورة الإصلاح ارتبطت في المخيلة الشعبية والوطنية لليمنيين بصورة "المَلْبَجَة"، "ومَلْبَجَة الحوثي" تحديداً. وهي كذلك طبعاً في مخيلة الحوثي الذي لم يخبر ويتقن شيئاً كما خبر وأتقن "لَبْج" الإصلاح مع "حُمَاتهم" التاريخيين "بيت الأحمر". فكيف يُعقل أن نسلم نحن الرافضين لوجود ميليشيات الحوثي في صنعاء زمام قضية المطالبة برحيلهم من صنعاء لهذا "المَلْبَجَة" الذي، لسوء الحظ أنه معروف أيضا بكونه "ذِرْبَة" و"كذاب" و"فاجر في الخصومة" و"خائن لحلفائه وشركائه" و"فاسد" و"غير محترم". الإصلاح ببساطة حزب بلا قيم ولا مشروع وطني، ويكفي أنه الحزب الذي خان شهداء ثورة 2011 وقضيتها أيضاً..
6- لأن الاصلاح هو من وفر للحوثي "الشرعية الوجودية" من صعدة الى عمران ومن ثم الى صنعاء بعد أن كان صاحب الدور الأساسي في إعدام "الشرعية الوجودية" للدولة، فكيف يعقل أن نثق به في قيادة أي حركة نضالية في الشارع لاستعادة "شرعية" و"وجوداً للدولة على الأرض" كان هو أول من فرط بهما؟
7- ولأنه- بعد كل هذا، وبعد كل ما اقترفاه من أخطاء وخيانات لشهداء ثورة 2011 وأهدافها ومشروعها بالكامل- المشاركة في مظاهرة واعتصام تدعو لهما توكل ويقودها الإصلاح- لا يمكن تصنيفها إلا ضمن "كُسْر ناموس"..
وعليه:
إذا كانت توكل كرمان تريد فعلاً خروج ميليشيات الحوثي من صنعاء، فعليها أن تصمت!
وإذا كان الإصلاح حريصاً فعلاً على تحرير صنعاء من قبضة ميليشيات الحوثي، فعليه أن لا يحاول أبداً تصدر مشهد النضال السلمي ضد هذه الميليشيات ولا حتى المسلح إنْ وصل الأمر الى هذا المستوى.. إذ يكفي أن الإصلاح "مَلْبَجَة الحوثي" كي يقود كل نضال أو معركة مع الحوثي الى الهزيمة واللاجدوى.
كأحد سكان العاصمة- وقبلها كمواطن يمني يرفض سيطرة ميليشيات الحوثي على العاصمة- أتمنى لو أخرج اليوم أو غدا السبت أو بعد غد الأحد أو في أي يوم كان للمطالبة بإخراج ميليشيات الحوثي من صنعاء وإنهاء سيطرته على مؤسسات ومفاصل الدولة واسترداد ما نهبه من ترسانة عسكرية من الجيش اليمني، وأظن كثيرين يشاركوني هذا التمني. لكنُ.. من سيدعو لها؟
ممكن المؤتمر الشعبي العام،
أو الحزب الاشتراكي،
أو أي حزب آخر غير الإصلاح.
وممكن أي يمني أو يمنية من شباب ثورة 2011 أو شباب المؤتمر أو أي ناشطين وناشطات غير توكل التي لم تعد تتمتع بأي قدر من الثقة وسط الناس..
يحزنني قول هذا، لكنْ على توكل وحزبها أن يتراجعوا الى الخلف في قضية احتلال الحوثي لصنعاء بالذات.. فهم، بفسادهم وفشلهم وخيانتهم لشهداء الثورة ولأهدافها وقيمها السلمية كما بخيانتهم للجيش اليمني الذي هاجموه في كل موقع، هم بهذا كله من أوصلوا الحوثي الى صنعاء. لذا، عليهم أن يتركوا هذه القضية لبقية الأحزاب والقوى وفي مقدمتها المؤتمر، فهي قضية أكبر وأخطر بكثير من أن يتم التعامل معها على هذا النحو ومن قبل شخصيات وجماعات محروقة المصداقية والذمة وفاشلة ومُفشْلَة لثورات و"دول" بحالها..
باختصار، "يكفي تقنفاز"!
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:40 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-21938.htm