الأحد, 22-مارس-2009
محمد الشرعي -
قامت الدنيا ولم تقعد وطرحت العديد من التساؤلات لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء إقدام المملكة المغربية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية إيران الإسلامية في الصحف اليمنية على الرغم من أن ذلك لا يدخل ضمن اختصاص الشأن اليمني فقد تناولتها بعض الصحف بصورة أساءت إلى تاريخ المملكة المغربية وعلاقتها مع الدول العربية عموماً، فالمملكة المغربية لم تقطع علاقتها الدبلوماسية مع إيران على خلفية التصريحات الإيرانية بشأن مملكة البحرين فقط وإنما بسبب السلوك الإيراني ونشاطه عبر بعثته الدبلوماسية في الدار البيضاء.
فما يمارسه النظام الإيراني عبر بعثته الدبلوماسية ومراكزه الثقافية والصحفية في اليمن تحت غطاء" تبادل المصالح المشتركة" مستغلة العوز والحاجة والفقر في الترويج ونشر المذهب الشيعي في اليمن والتي وصل الحال بها إلى إحداث فتنة طائفية تطورت إلى أحداث دامية والمتمثلة بحرب صعدة التي أودت بحياة الأشخاص ولم تفرق بين طفل ومسن ودمرت الحرث والنسل وتحمل المواطن على كاهله كل تبعات ذلك هذه الحقيقة لا ينكرها إلا جاحد وقد اعترف الإيرانيون أنفسهم وفي أكثر من تصريح بتدخلهم المباشر وغير المباشر بالشأن اليمني ومنها دعم حركة التمرد في صعدة بل وما يؤكد ما نقوله هو المطالبة العلنية والصريحة لمجموعة من علماء المسلمين يتقدمهم الدكتور يوسف القرضاوي رئيس المركز العالمي لعلماء المسلمين جمهورية إيران بالكف عن دعم حركات التمرد الشيعي في البحرين واليمن والسعودية والكويت.
إذاً فالحال كذلك ينطبق على المملكة المغربية التي وجدت نفسها مجبرة أمام الأنشطة التي تقوم بها البعثة الدبلوماسية الإيرانية، والخارجة عن نصوص اللياقة الدبلوماسية، فالمملكة المغربية كما نعرف يطغى عليها المذهب السني التصوفي وبالتالي كان الرد سريع بقطع علاقتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية خوفاً من تجرعها السم نفسه الذي تجرعته العديد من الدول العربية ومنها اليمن والذي أدى معظمه إلى خلق حالة من عدم الاستقرار وتفشي صراع المذاهب والذي كانت نتائجه تلك الصدامات والعنف والعنف المضاد خدمة لأجنده خارجية ومحلية.
أما فيما يخص التضامن المغربي مع البحرين والمملكة العربية السعودية فإن أمن واستقرار المملكة العربية السعودية والبحرين جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار اليمن أولاً والموقف المغربي شأن يخصه فأنا هنا لست مدافعاً عن المملكة المغربية ولكنني هنا أدافع عن حق الدول العربية في تحديد المصلحة العليا لشعوبها أولاً وأخيراً.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:42 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-220.htm