- حيـن تطغــى المنفعــة علـى الحــق..

الإثنين, 06-أكتوبر-2014
صعدة برس -
*أحمد الشرقاوي
عندما أصبح مفهوم الأمن القومي في العقيدة الأمريكية يشمل الأمن والمصالح في كل مكان من العالم، حتى لو تعارضت مع مصالح الشعوب وحقوقها الأساسية.. أصبحت الإستراتيجيات التي تعمل على تنفيذها بتفان وإخلاص الإدارات المتعاقبة، لها غاية مشتركة واحدة، وإن إختلفت الأهداف المرحلية والتكتيكية، وتتمثل في الهيمنة على القرار السيادي للدول والشعوب، بمنطق القوة الغاشمة، ضدا في منطق الحق والقانون والأخلاق، وضدا في كل المبادىء الإنسانية والديمقراطية، والتي تحت مظلتها ترتكب أبشع الجرائم ضد الإنسانية.

وبذلك، أصبح ما يحدث في لبنان وغزة والعراق وسورية وأوكرانيا وهونغ كونغ… وغيرها من بلدان محور الممانعة والمقاومة، شأن داخلي تعالجه أمريكا بمعرفتها، كما لو أن الأمر يحدث على أرض من أراضيها.. إلى أن لم يعد للسيادة من معنى.

وهكذا، أصبحت أقصر طريق لكسب المعركة على النفوذ والثروة، هو أن تلبس أمريكا حينا جبة الحرب على الإرهاب، أو الحرب على الأنظمة الشريرة المارقة التي تنتج أسلحة الدمار الشامل وتهدد البشرية.. وأحيانا جبة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان لإقتلاع الأنظمة الممانعة والمقاومة لهيمنتها وفق معادلة “لكم الحكم ولنا القرار.. وإذا قبلتم، فافعلوا بشعوبكم ما يحلو لكم، أما إذا رفضتم، فسيطالكم الخراب.. لا مفر”.
مـن الحـروب المباشـرة إلـى الحـروب بالوكالـة

غير أن تجربة أفغانستان والعراق ولبنان وليبيا وسورية وغزة… كشفت عجز واشنطن وحدود قوتها، وفضحت زيف إدعاءاتها، سواء في ما له علاقة بالإرهاب، أو أسلحة الدمار الشامل، أو الحرية والديمقراطية، ففقدت مصداقيتها وهيبتها معا.. وكان لزاما على حكومة الظل التي تدير الولايات المتحدة والعالم أن تغير من سياساتها قبل أن تحل الكارثة بالنظام الليبرالي الغربي المتوحش، ليحل محله نظام رأس مالي شرقي إنساني أكثر عدلا.

فأتوا بـ ‘أوباما’ ليصحح المسار في أكبر خديعة عرفها العالم بعد خديعة 11 أيلول/شتنبر 2001، حيث أعلن عن عزم بلاده تغيير نهجها العنيف، واعتماد الحوار واليبلوماسية كوسيلة لحل الأزمات بالطرق السلمية، وفق ميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي، والشرعية “الأخلاقية” التي اكتسبتها زعيمة العالم الحر حين أنقذت أوروبا من النازية والفاشية، وأنقذت نظام القيم الغربي من الشيوعية، وها هي اليوم تخوض حربا ضد “الإسلام” باسم مكافحة الإرهاب، حيث تعتبر الحرب الأطول والأخطر في تاريخ البشرية، لأنها حرب ضد الله ودينه وعباده، وتتطلب “صبرا إستارتيجيا” قد يكلف العالم العربي جيلا من الدماء والخراب، كما قال ‘أوباما’ نفسه في تقدير يبدو بعيد عن الواقع بالنظر إلى طبيعة وخطورة الحروب الدينية التي عرفتها البشرية.

ولعله من نافلة القول التذكير هنا بما استنتجه عديد الخبراء، من أن سياسة ‘أوباما’ الذي يبدو ضعيفا “ظاهريا”، هي الأخطر التي عرفها العالم على الإطلاق، حيث شبهها بعضهم بسياسة “حافة الهاوية”.. والفرق بين الإستراتيجية القديمة زمن ريغن وبوش مثلا، والإستراتيجية الجديدة، يكمن في أن أمريكا وبسسب الهزائم والإنتكاسات التي أصيبت بها، والأزمات الإقتصادية والإجتماعية المركبة التي تعصف بها، قررت أن تعتمد أسلوب “إدارة الفوضى من الخلف” لأنه أسلوب غير مكلف، ولأن النظام يولد دائما من الفوضى، و”الحروب بالوكالة” المدفوعة الثمن من قبل الأدوات، خصوصا بعد أن فشلت في القضاء على الإرهاب في أفغانستان والعراق.. فما الذي سيجعلنا تعتقد أنها ستنجح في العراق وسورية هذه المرة؟..

هذا بالتحديد ما قالته روسيا على لسان وزير خارجيتها ‘سيرغي لافروف هذا الأسبوع، حين انتقد السياسات الأمريكية الإنتهازية والإنتقائية، وعاب على واشنطن عدم إستفادتها من تجارب الماضي وإعادة تقويم إستراتيجياتها على ضوء الفشل الذي راكمته في كل حملاتها العسكرية السابقة.
‘أوباما': نستطيــع التغييــر.. لكـن، نحـو الأسـوء فقـط

اليوم، يتضح جليا أن التغيير الذي تحدث عنه ‘أوباما’ في حملته الإنتخابية التي قادته إلى البيت الأبيض لا يمس الدور والطموحات، بل فقط الإستراتيجيات التي تحولت إلى ما اصبح يعرف اليوم بـ”التدخل الناعم” عبر قفازات من حرير بعد أن تكون الأدوات قد تورطت في حرب استنزاف مدمرة، وأنتجت بيئة من الفوضى الخلاقة تسمح لواشنطن بالضغط لفرض شروطها للحل وإعادة ترتيب خرائط الشرق الأوسط وآسيا الإستراتيجية والجيوسياسية.

بمعنى، أن أمريكا ولتنفيذ خطة معينة، تسمح لأداوتها بالمغامرة حد المقامرة، تغطيهم سياسيا وتسكت عن فسادهم الذي تزول من هوله الجبال، شريطة أن يتسلحوا بمليارات الدولارات، وتتغاضى عن إرتكاباتهم الإجرامية شريطة أن تصب النتيجة في مصلحتها ومصلحة “إسرائيل”، لدرجة أن السعودية والإمارات وغيرها مولوا كل حروب الصهاينة والأمريكيين ضد فلسطين ولبنان والعراق وسورية سعيا لمرضاة ربهم الأعلى في البيت الأسود.. فإذا نجحوا، تقطف هي النتائج وتوسع من مروحة النفوذ والأرباح، وإذا خسروا، تنقلب عليهم فيدفعون ثمن فشلهم، بل ويصل بها الأمر حد إتهامهم وتحميلهم مسؤولية زرع الفوضى وعدم الإستقرار..

وليس أدل على ما نقول من تصريحات المسؤولين السعوديين الذي أظهروا توجسا من النوايا الأمريكية الحقيقية حتى في ما له علاقة بالأنظمة التي تدور في فلكها، وها هو الأعور الدجال مفتي السعودية يغير من خطابه، ويقول في خطبة يوم الحج الأكبر، وعلم “داعش” يرفرف عاليا خفاقا فوق جبل عرفة، أن “دم المسلم وماله وعرضه على المسلم حرام”، وهو الذي كان يفتي بالجهاد ضد الشيعة والنصيرية وحزب الله من قبل، ويحرم الجهاد ضد إسرائيل..

ثم أضاف في ذات الخطبة، أن “أمريكا” من دون أن يسميها، “تسعى إلى تحويل أراضي المسلمين منطلقا لمؤامرات ضد بعضهم البعض”، ناسيا أن بلاده هي وكر كل المؤامرات الخبيثة التي حيكت ضد العرب والمسلمين منذ أن اعتلى جد آل سعود العرش في بلاد المسلمين وأهدى فلسطين لليهود “المساكين”.. والمفارقة هذه المرة، أن حاخام السعودية الأعور، لم يخص فلسطين المحتلة بالدعاء كعادته في مثل هذه المناسبات حتى لا يغضب اليهود.

ومهما يكن من أمر، فالمؤشرات تدل على أن السعودية بدأت بالفعل تتوجس خيفة من الإستراتيجية الأمريكية التي اتخذت خيارها بالإنخراط فيها، وهي تعلم علم اليقين أن نهايتها لفائدة الدور التركي ستكون تحديدا من مدخل هذه الإستراتيجية، لأن أمريكا وجدت في التركي مؤهلات وقدرات لا توجد في قبيلة آل سعود المتخلفة، التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها إلا بسلاح غيرها، فأحرى أن تلعب دورا إقليميا مؤثرا من دون اللجوء إلى شراء الذمم بالمال الحرام وقتال الأعداء بسيف الإرهاب.

وها هو نائب الرئيس الأمريكي ‘جو بايدن’ يقول الجمعة، في كلمة كاشفة فاضحة ألقاها في جامعة ‘هارفارد’ بولاية ماساتشوستس: “إن المشكلة ليست في الرئيس الأسد أو إيران أو روسيا، بل مشكلتنا الأكبر كانت في حلفائنا في المنطقة، فالاتراك كانوا رائعين وكذلك السعوديون وسكان الإمارات وغيرهم ولكن ماذا فعلوا؟.. إنهم خاضوا حربا بالوكالة، وقدموا مئات ملايين الدولارات وعشرات آلاف الأطنان من السلاح لكل من وافق على القتال ضد النظام في سورية”.

وبالتالي، أين يذهب أصحاب الوجوه الكالحة في مشيخات العهر بالخليح من هذا الكلام، وهم الذين جندوا تجار الحرف ومرتزقة الإعلام ليضللوا الناس باتهام إيران وسورية بالوقوف وراء “داعش” وأخواتها؟.

كل الحديث عن “الثورة السورية”، و”المعارضة المسلحة المعتدلة” و”الديكتاتور الذي يقتل شعبه”، و”الأسد مغناطيس جلب الإرهاب إلى المنطقة” وغيرها من الأكاذيب والأباطيل والترهات.. كانت مجرد حملة ماركتينغ خادعة لتضليل الرأي العام وشيطنة النظام السوري كما فعلوا مع النظام العراقي ويفعلون اليوم مع ‘بوتين’ الذي يشبهونه بـ’هتلر’، لما لهذا الديكتاتور الدموي من مكانة مخيفة في الوعي الجمعي الأوروبي.. وكأن الإرهاب ظاهرة جاءت من الفضاء الخارجي، ولا علاقة لها بالفكر السعودي الوهابي الذي يغذيها ويمولها وحاول إستعمالها كأداة لتحقيق أحلام الولايات المتحدة وأوهام “إسرائيل”.. لكنه فشل، فارتد الإرهاب اليوم على الجميع.

كلام ‘بايدن’ لم يأتي بناء على صحوة ضمير.. إطلاقا، فالرجل صهيوني العقيدة حتى العظم، لكنه مؤشر على أن من فشلوا في سورية ليسوا أهلا ليكونوا شركاء للولايات المتحدة في إدارة المنطقة، وأنهم اليوم أمام آخر فرصة لإثبات جدارتهم، لأن أمريكا غير مستعدة للتحالف مع الفاشلين.. لكنها لم تجد بديلا عنهم، لأن إيران ومحورها يرفضون التسليم بهيمنتها والإعتراف بـ”إسرائيل”.. وبالتالي، الأمر يتطلب تغييرا حذريا مهما بلغت خطورة التصعيد، لعدم وجود معالم حل ترضي الغرور الأمريكي والطموح الإسرائيلي.
إستراتيجيــة التصعيــد.. لمستوى الخطــر الشديــد

من هنا جاءت الحاجة للدور التركي العسكري، بعد أن فشلت السعودية ومشيخات الخليج في إحداث التغيير المطلوب برغم مساعدة إسرائيل لهم.. وهنا نصل إلى بيت القصيد، أي إلى معنى “الصبر الإستراتيجي” الذي بشر به ‘أوباما’ شعبه هذا الأسبوع…

وملخص الحكاية، أن الرئيس ‘أوباما’ بعد لقائه الإعلامي مع “النتن ياهو” في البيت الأبيض، عقد إجتماعا مغلقا ذكرت معلومات أنه أتسم بالحدة وانتقادات وجهها أوباما لرئيس حكومة الكيان الصهيوني حول رؤيته للسلام مع الفلسطينيين.. لكن المهم، هو ما تسرب عن تطابق وجهة نظر الرجلين، على أن الخيار الأفضل في هذه المرحلة يكمن في إستمرار التصعيد ضد محور المقاومة، وأن يتحول الحلف “السني” بمشاركة “إسرائيل” إلى قوة ضاربة ضد إيران ونفوذها الذي أصبح يشمل “مثلث بيرمودا المقاوم” الممتد من مضيق هرمز بالخليج الفارسي إلى باب المندب بالبحر الأحمر وصولا إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.. وهذا أمر ترفض أن تقبل به أمريكا وحلفها الأطلسي كما السعودية وتركيا.

لكن اللافت، والذي يكشف حقيقة الإستراتيجية الأمريكية الجديدة، هو ما قاله ‘أوباما’ لـ”النتن ياهو”، من أن المطلوب في هذه المرحلة، هو زيادة درجة الخطر ضد محور المقاومة حتى لو وصل إلى مستوى الخطر الشديد،، لأنه وفق رأيه، كلما زادت شدة وخطورة التهديد كلما سارعت مكونات هذا المحور إلى القبول بالشروط الأمريكية للسلام.. لكن، هل يتستطيع ‘أوباما’ وحلف النعاج أن يلعبوا هذه الورقة من دون أن تنفجر المنطقة؟..
إستراتيجيــة.. “إحــراق القريــة وإعــادة بنائهــا مـن جديــد”

الصحافة الأميركية وإستنادا إلى تقارير مراكز الدراسات الإستراتيجية، انتقدت حملة التحالف “الدولي” لمواجهة تنظيم “داعش”، وحذرت من تبعاتها على الولايات المتحدة نفسها، ومن مغبة حرب طويلة الأجل في العراق وسورية المرشحة للإنتقال إلى عديد دول المنطقة.

خبراء عسكريون كالأدميرال المتقاعد ‘جوزيف فيزي’ الذي يعمل باحثا لدى مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بواشنطن قال: “سياسة الضربات الجوية المتبعة ضد تنظيم الدولة في كل من العراق وسوريا، سيكون مصيرها الفشل كالذي لحق بالحرب الأميركية على فيتنام”، واقترح على ‘أوباما’ البدء بـ”مبادرة دبلوماسية في الدول الإسلامية لتظافر الجهود لقمع أيديولوجية التعصب والحقد، وللاتفاق على رؤية بديلة ومقنعة للإسلام كدين سلام حقيقي”.. وهذا هو المدخل الحقيقي لحل إشكالية الإرهاب في العالم الإسلامي، لكن مع ضرورة إجتثات نظام آل سعود الوهابي الرجعي الذي يجمع العالم اليوم على أنه المصدر الرئيس للتطرف والإرهاب التكفيري في العالم.

وطبعا لا نعتقد أن ‘أوباما’ الذي يعرف أصل المشكلة، ومنبع الشر، والطريقة الوحيدة والفعالة لمعالجة خطر الإرهاب، أنه سيبادر إلى شن حرب دولية فكرية وسياسية ودينية على الوهابية وإنهاء حياة أمراء آل سعود الصهاينة وحاخاماتهم اليهود، لسبب بسيط، أن أمريكا شريكة في إنتاج هذا الشر وتوظفه بفعالية في نشر الفوضى والخراب، لكنها حتما لن تستطيع التغلب عليه أو حتى تقزيمه كما يعتقد القادة في البانتاغون.

ويرى خبراء إستراتيجيون في هذا الصدد، أن الفشل الأميركي في هذه الحرب هو محقق، ويعود السبب إلى القرارات الخاطئة التي يتخذها صناع القرار الأميركيون، وإلى عدم جدوى سياساتهم على المدى البعيد، ويستشهدون في ذلك بنتائج الحروب السابقة في ليبيا واليمن وأفغانستان والعراق وغيرها..

وأشار الكاتب والمحلل السياسي ‘أندرو باسيفيتش’ في مقال له نشر بصحيفة ‘واشطن بوست’ الجمعة، إلى أن “مصير الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة هو الفشل، لإن أميركا ستلزم نفسها بمشروع مكلف وتكون نتائجه عكسية”. وخلص إلى القول، إن “مصير حرب الولايات المتحدة في الشرق الأوسط الكبير هو الفشل، في ظل اتباع سياسة إحراق القرية بغرض إنشائها من جديد”.

ويبدو أن حقيقة الإستراتيجية الأمريكية بدأت تتكشف شيئا فشيئا، وأن خطورتها تتجاوز كل ما عرفه ناريخ الحروب من ويلات ومآسي.. والسؤال الذي يطرح اليوم بإلحاح، هو: – كم ستكلف هذه الإستراتيجية الفاشلة السعوب العربية والإسلامية من أرواح ودمار؟.. وهل أعد محور الممانعة والمقاومة السبل والوسائل الناجعة لمواجهتها وتقليل الخسائر إلى الحد الأدني الممكن؟..

الجواب قد يكون في معادلة: “مقاومة الشعوب بدل الجيوش”، لأن إيران كما روسيا لن يقعا في الفخ، ويرفضان التورط في حرب مباشرة، لكن هذا لا يعني أنهم سيقعدون متفرجين يتلقون الضربات ويردون عليها بالإستنكار والشجب والإدانة كعادة العربان.. لأن الحرب، وكما وصفها سماحة السيد بدقة بالغة حين رسم المشهد الإقليمي السوداوي الذي يعد للمنطقة في خطابه ما قبل الأخير، هي “حرب وجود ومصير”.. وهذا معناه، أن على جميع مكونات المحور الإنخراط في معركة الدفاع عن الأمة..

أما كيف؟.. فالأيام القليلة القادمة ستفرز عن مفاجآت يحضر له في صمت.. ألم يأتي أوباما للمنطقة للقضاء على المقاومة من مدخل العراق وسورية، وقال، أنه لن يسمح لإيران بتفريخ منظمات على شاكلة حزب الله في دول المنطقة؟..

كلمة السر تكمن في المقاومة، لا في الجيوش ولا في الناس.. باستثناء سورية التي تعتبر حالة فريدة لم يعرف التاريخ لها مثيلا.
نقلا عن/بانوراما الشرق الاوسط
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 02:43 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-22051.htm