- الشهيد / أحمد منصور الشوافي

الجمعة, 10-أكتوبر-2014
صعدة برس -
*طه العامري
يقال أن الله يهلك الدولة الظالمة وأن كانت مسلمة وينصر الدولة العادلة وأن كانت كافرة , فالظلم ظلمات يوم القيامة , والله سبحانه وتعالى حرم الظلم على نفسه وعلى عباده , ويقول الله في حديث قدسي " من الكبائر الإشراك بالله والإضرار بالناس " وليس هناك أكثر من جريمة "قتل " ترتكب في وضح النار ولشخصية لها مكانتها في المجتمع ثم يتوارى القاتل وعصابته خلف سياج مراكز القوى والنفوذ في مجتمع محكوم بكل قيم التنافر والتنابز إلا قيم الله ورسوله وشرائعهما وسننهما وقوانينهما , بلد غيب فيه القانون الرباني والقانون الإنساني لصالح مراكز قوى نافذة جعلت من دماء الناس بمختلف مستوياتهم الاجتماعية بمثابة " لعبة " في روزنامة مصالحها ..
حدث هذا ويحدث في كثير من القضايا التي تحولت إلى مظالم تبحث عن سلطة عادلة ودولة يخضع كل من فيها لسلطتها وسطوتها وليس هي الخاضعة المطلقة لزمرة من أصحاب النفوذ والوجاهة السياسية والقبلية والاجتماعية ..
قبل أيام تابعت مناشدة لأسرة الشهيد الشيخ / أحمد منصور الشوافي مدير مديرية خدير ورئيس مجلسها المحلي الذي اغتيل غدرا وعدوانا على باب مكتبه في المديرية من قبل المدعو / أحمد عباس البرطي عضو مجلس النواب وعصابته ..حدث هذا صباح يوم 23 / 3/ 2009م ..أسرة الشهيد ناشدت حركة انصار الله بالعمل بما لديها من عوامل القوة والردع لتطبيق حكم العدالة الصادر بحق الجناة بعد أن عجزت السلطة القضائية وكل أجهزة الدولة في ضبط واحضار الجاني وعصابته المشتركين في الجريمة إكراما للقضاء وسلطاته وللدولة وهيبتها فالمجني عليه هو في الأخير موظف دولة وقبل أسرته كان الأحرى بالدولة أن تنتصر لمظلومية موظفها الذي سقط شهيدا على باب مكتبه وهو داخل ليقوم بمهمته الوطنية والدولة هي من عينته في هذه الوظيفة وبالتالي من أبسط مهامها هو حماية موظفها أن كانت هذه الدولة تحترم نفسها وتريد الناس أن يثقوا بها وبمؤسساتها وسلطاتها وقراراتها وقوانينها .. لكن كل هذا لم يحدث _ حينها _ ولا تزل العناصر المجرمة تعيش في أوكار مراكز القوى وتنتقل من وكر إلى وكر ومن كهف إلى كهف متحدية ليس مشاعر أولياء الدم والرأي العام في تعز وفي كل اليمن , بل تتحدي هذه العصابة المجرمة بقيادة المجرم الأول أحمد عباس البرطي سلطة وإرادة وقوانين وأحكام القضاء وكذا هيبة ومكانة الدولة وقوانينها بل ويتحدى البرطي دستور الجمهورية وكل قوانين وتشريعات مجلس النواب الذي لا يزل يحمل عضويته مع أن المجلس قد انتهى وانتهت شرعيته , لكن لا المجلس احترم الدم اليمني وقدسيته ولا الدولة عملت بواجبها ووفق قوانينها المعلنة بحماية موظفها ولا القضاء احترم من قبل مجلس النواب ولا من قبل الدولة نفسها التي يفترض أن تنتصر حتى لسلطة القضاء ..
ست سنوات خيمت خلالها قضية الشهيد / أحمد منصور الشوافي على سماء تعز وكل الوطن وحبس الناس أنفاسهم لكن تعقل أولياء الدم ولجوئهم إلى ساحة القضاء شكل خطوة حضارية متقدمة لم تكون متوقعة لكنها حدثت من قبل أولياء الدم الذين بموقفهم هذا فضحوا كل مراكز القوى والنفوذ الذين تاجروا ولا يزالوا يتاجروا بشعارات دولة النظام والقانون والاحتكام للقضاء وهو ما أقدم عليه أولياء دم الشهيد أحمد منصور الشوافي , ليتضح جليا أن من يتحدثون عن دولة النظام والقانون واحترام سلطات القضاء كانوا يسوقون الوهم للشعب , بما فيهم مجلس النواب الذي لم يحترم تشريعاته ولا قوانينه ولا لوائحه الداخلية , وكان أول من أخترق كل هذه التشريعات حين منح القاتل " حصانة" لا يملكها المجلس نفسه , لكن العقلاء من أولياء الدم حبذوا أن يتمسكوا بحقهم في العدالة بطرق حضارية راقية ليكرسوا من خلالها هيبة الدولة التي لم يهدرها الناس بل الدولة ذاتها داست على هيبتها كما مجلس النواب داس من خلال أعضائه على هيبته وحصانته وشرعيته ..لكل هذا لجاء أولياء مؤخرا لحركة " أنصار الله " اتساقا مع الطروحات المتداولة عن هذه الحركة في أوساط الرأي وأنهم أعادوا الكثير من المظالم لأصحابها خاصة في عمران والجوف وصعدة وفي أكثر من محافظة دخلوها , فكانت المناشدة اتساقا مع هذه الطروحات الشعبية المتداولة عن عدالة تنتصر لها ولقيمها حركة انصار الله , الأمر الذي دفعني لتناول هذه القضية مجددا كي أناشد بدوري حركة " أنصار الله " أن كان لديها القدرة في تطبيق العدالة خاصة وأن الجاني وعصابته قد صدر بحقهم حكم قضائي من المحكمة لكن علاقة الجاني بمراكز القوى بدءا من اللواء الهارب من العدالة علي محسن مرورا بآل الأحمر وأخيرا شوهد الجاني على طاولة رئيس الجمهورية وكأن الأخ الرئيس ذاته يتحدى مؤسسات الدولة التي يرأسها وأهمها القضاء فيما أجهزة الأمن واجهزة الضبط القضائي توجه مذكراتها باعتقال الجناة في كل الاتجاهات دون جدوى .. أولياء الدم لن ينجروا لمنطق " الثأر القبلي " ولوا كانوا يرغبوا بهذا المنطق لقاموا به منذ اللحظة الأولى للجريمة ليس خوفا فلديهم من عوامل القوة الوجاهية والاجتماعية ما تمكنهم من فرض خياراتهم وبالطريقة التي يريدون , لكن لأولياء الدم رؤيتهم الحصيفة خاصة وهناك من كان يريد أولياء الدم أن يتخذوا هذا المسار لحاجة في نفسه ورغبة في تحويل محافظة كمحافظة تعز إلى " محرقة " قد تمتد شراراتها إلى خارجها , فكان أولياء الدم أكثر وعيا لذلك سلكوا مسلك حضاري مدني وتمسكوا بالقضاء وعدالته رغم كل ما قيل ويقال بحق القضاء , كما تمسكوا بمبدأ تكريس شرعية الدولة التي لم يعترف بها رموز الدولة الكبار بدءا من الرئيس مرورا بمجلس النواب والحكومة ..!!
أن بمقدور انصار الله أن يكسبوا ثقة أبناء محافظة تعز في الانتصار لهذه القضية أن تدخلوا فعلا وانتصروا لدم شهيد برئ لا ذنب له ولا جريمة ارتكبها سوى إنه كان مثابر في خدمة أهله وناسه وابناء مديريته ومحافظته ووطنه .. وتم استهدافه لإثارة فتنة ما كان بمقدور احدا أن يوقفها لوا اشتعلت غير أن أولياء الدم قطعوا الطريق على الفتنة وتحلوا بعقلانية وضبط نفس فوق المحتمل تحمله .. وها هم بعد ست سنوات لا يريدوا من أصحاب الشأن سوى الانتصار للقانون ولعدالة القضاء , بعد أن فشل الرئيس والقضاء وكل اجهزة الدولة في ضبط قاتل فار من العدالة والذي لم يكلف نفسه حتى احترام مكانة وقدسية القضاء ..فهل يتكرم انصار الله وينتصروا للعدالة ولقدسية القضاء , خاصة وأن الجاني وعصابته هم من حاشية رمز الفساد والإرهاب الذي أوصل انصار الله إلى العاصمة ليدحضوا جرائمه وإلى الأبد ..نتعشم هذا ونترقب ..
طه العامري
ameritaha@gmail.com
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:16 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-22105.htm