- الوحدة وثقافة الحقد ..!!

الجمعة, 17-أكتوبر-2014
صعدة برس -
*طه العامري
لا حول ولا قوة إلا بالله ..أهم هدف في حياتنا وفي حلمنا كانت "الوحدة" هذه الوحدة التي ذهب لاجلها الكثير من روؤس الرجال إلى مشانق الأنظمة الشطرية , الوحدة التي تطايرت لاجلها ومن أجلها وفي سبيلها جثث الأبطال في أكثر من سهل ووادي وجبل .. هذه الوحدة التي تغزل بها الشعراء وغنى لها الفنانون وتحدث عنها المبدعون , وشرد من أجلها مثقفون وتعذب لاجلها الكثيرون من أبناء وطني في الشمال والجنوب ..هذه الوحدة لم تقم طبعا في العام 1990م لسبب بسيط لان ما حدث في العام 1990م لم يكون وحدة وهذا ما تكشفه اليوم تداعيات الأزمة التي أوصلتنا حد الكفر بالوحدة ومن كل الاتجاهات في " الجنوب " بشر يكفروا بالوحدة وكفروا الناس بها يحرضوا ويستهدفوا كل شي جميل ارزته الوحدة التي قيل انها وحدة ..! في الشمال بشر هانوا الوحدة كقيمة حضارية واخلاقية وكهدف وطني وقومي نبيل سعى إليه الكثيرون ودفع لاجلها الكثيرون حياتهم ..!
في العام 1990م ووفق معطيات راهن الحال في الازمة التقى " التعساء مع خائب الرجاء " لم يكن ( البيض ) غير هاربا إلى وحدة خوفا من مصير قاتم ولم يكن في الشمال سوى من يدرك عظمة الوحدة واهميتها إلا من باب "الفيد " وكم سيكون ربحه من الصفقة ..ظلمت الوحدة مرتين بل ثلاث مرات : الأولى حين اطلقوا على لقاء غرام الأفاعي الذي حدث العام 1990م وحدة ؟ والثانية : حين فسر الأخوة في الجنوب الوحدة على طريقتهم وفسرت في الشمال بطريقة الشيخ الأحمر وعلي محسن ؟ والثالثة حين نرى اليوم الوحدة محل جدل وشتم وتجريح ولعن وثقافة هابطة تفسر تداعيات اللحظة وكل الأوزار تلقى على الوحدة ..؟
ما حدث في 1990م هو التقى مصالح الانتهازيين فالوحدة لا يصنعها انتهازيون ولا متفيدون الوحدة يصنعها الوحدويون , ولم يكن هناك وحدويا في طاقم ترويكا السلطة والتسلط وأن وجد فلا قرار له ولا دور ولا مكانة فالكل اعتمد على اصحاب الولاءات وليس الكفاءات ..!!
ما وصلنا اليه اليوم هو أكبر دليل على أن ما حدث في 1990م لم يكن سوى خطوة انتهازية من قادة ما يسمى بالجنوب ورغبة في الفيد والتفيد من قبل قادة ما يسمى ب" الشمال " وها هو الشعب اليمني بأرضه وإنسانه يدفعان ثمن انتهازية وفساد وانانية شلة قتلة وفاسدين في تدليل على أن حتى الشعب لم يميز نفسه بل انخرط بعصبية كل يناصر القريب منه من رموز ليس فيهم شريف ولا نظيف للأسف .زماذنب الشعب اليمني اليوم وهو يدفع ثمن ثقافة حاقدة تشعل نيرانها في عقول وقلوب ووجدان بسطاء الناس من أبناء اليمن ؟ ما ذنب الوحدة كفكرة وخيار وحلم راق دفعت لا جلها وفي طريقها جبالا من الجماجم وانهارا من الدماء .. على الأقل دعوا الأحداث تأخذ مسارها بعيدا عن لغة التجريح وثقافة الكراهية إكراما لدماء شهداء اليمن ورموزها الذين قضوا حياتهم فداء لهذا الوطن ولوحدته ..أحترموا دم سالمين والحمدي وفتاح وعلي سالم الاعور وقحطان وعنتر وشائع وألأف من شهداء اليمن الذين قضوا نحبهم من أجل الوحدة أو دفاعا عنها ..
أحترموا أدمية وإنسانية المواطن البسيط الباحث عن الاستقرار الحالم بمجد وطن بطريقته .زأحترموا صلة الرحم والقرابة والنسب التي تربطنا بغض النظر عن بقاء الوحدة أو حدوث الانفصال .زدعوا ثقافة التحقير والإزدراء لبعضنا والانتقاص من بعضنا .. هل هذا ممكن على الأقل ليحترمنا الاخرون ويحترموا خياراتنا ..
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:52 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-22208.htm