صعدة برس-متابعات - وجه فارس السقاف مستشار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي, أمس, رسالة شديدة اللهجة إلى جماعة الحوثي, مؤكداً أن سلطتهم لن تدوم.
وقال السقاف في تصريح نشرتها يومية (السياسة), “لا يمكن أن تدوم أي سلطة بالقوة تنكل بالخصوم وتؤسس لثارات وأحقاد وانتقامات في المستقبل وتتحول إلى أداة للظلم بعد أن كان الحوثيون يشكون من الظلم, وسلطتهم على هذا النحو لن تستمر ولن يتقبلها الناس”.
واعتبر أن استيعاب ميليشيات الحوثي في الجيش والأمن قد يضيف مشكلة إلى مشكلة إذا بقيت هذه الميليشيات بالعقيدة القتالية ذاتها والولاء لغير الدولة ولم تتخلص من ذلك حيث يكون ولاؤها الأول والأخير للوطن.
وأضاف “في كل محطة تتغلب فيها قوة يتم استيعاب أفرادها في الجيش والأمن, الأمر الذي جعل من الجيش جيش ميليشيات وليس جيشاً وطنياً, وكان الحوثيون يشكون معنا من هذا الوضع ومن هذا التجنيد في صفوف القوات المسلحة والأمن من جماعات معينة وذوي ولاءات عائلية ومناطقية وقبلية”.
ودعا إلى إعادة تأسيس الجيش والأمن بمعايير علمية ووطنية, قائلاً “بعد ذلك يتم استيعاب ميليشيات الحوثي على أساس توزيع جغرافي عادل وأن يخضعوا للتدريب وإلا فإن الجيش والأمن سيستوعب ميليشيات ذات ولاءات عدة لأن من سيتم ضمهم من الحوثيين كجنود يجب أن تتغير عقيدتهم القتالية وأن يكونوا ضمن قوام جيش وطني”.
وأكد السقاف أن جميع قرارات الدولة مدنية وعسكرية باتت تمر عبر اللجان الشعبية واللجان الثورية الحوثية, كما أن قتال الحوثيين تنظيم “القاعدة” يعني أنهم سلبوا الدولة واحدة من مهامها ويفترض أن يتم استيعاب اللجان الشعبية لقتال “القاعدة” في إطار قوات الجيش كما حدث في محافظة أبين, لافتا إلى أن قتال الحوثيين ل¯”القاعدة” يسمح بتماهي القبيلة والسياسة في هذه الحرب.
وأضاف “لا بد من تنفيذ اتفاق السلم والشراكة وإلا فإن أجهزة الدولة لن تحكم البلاد بل لجان الحوثي المسلحة هي التي تحكم وهي التي تسيطر على الدولة”.
واستنكر السقاف, ملاحقة مسلحي الحوثي الشيخ سام الأحمر وإجباره على تسليم نفسه والزج به في السجن حتى ولو كان ذلك لأجهزة الأمن آيا كانت تهمته, مضيفاً إن القبيلة قد تنكفئ على جراحاتها على ما أصابها من ضعف لكنه سيكون بذرة لحرب مقبلة على أساس مذهبي وقبلي, لأن الحوثيين يصدرون الأحكام في خصومهم وينفذون, فإلى من يحتكم الناس بعد ذلك?
ورأى أن “ما يجري حالياً ليس حرباً طائفية ولكن إذا استمر الحال على هذا المنوال فسيؤدي في المستقبل إلى استقطابات طائفية”.
وأكد أن ما يحدث في اليمن هو مشهد غاية في الإرباك والغموض وحالة لم تحدث في أي بلد ولا في أي تاريخ, متسائلاً “ماذا نسمي ما حدث عند دخول الحوثيين صنعاء وتواجدهم فيها على هذا النحو والتمدد إلى محافظات أخرى? هل نسميه انقلابا كاملاً? لكن رئيس الدولة موجود وغالبية مؤسسات الدولة قائمة أم انقلاب ناقص, فالحوثيون يقولون إنهم يستندون إلى كل ما يفعلونه إلى شرعية ثورية”.
وأضاف إن “الشرعية الثورية لا تبيح لك تعيين محافظ جديد خارج إطار قرارات الدولة ولا تبيح لك اعتقال من شئت ولا مهاجمة من شئت وعلى الحوثيين تنفيذ اتفاق السلم والشراكة لأن كل الناس ينظرون إليهم على أنهم مسؤولون عن كل ما يجري في اليمن لأن الجميع كان ينتظر أن تكون هذه حالة موقتة تنتهي بتنفيذ اتفاق السلم والشراكة ولا يحب أن نحتكم الآن إلى غير ذلك, ولهذا كلما استمرت هذه الأفعال وطال أمدها فستؤدي إلى أفول الحركة الحوثية قريباً”.
وأشار إلى أن “استمرار عمل اللجان الشعبية واللجان الثورية يتناقض تماماً مع اتفاق السلم والشراكة الوطنية, سيما وقد تشكلت الحكومة وتم تعيين مستشار للرئيس عن الحوثيين, وبقاء هذه اللجان يجعل منها سلطة تنازع سلطة الدولة مع أن الحوثيين يعترفون بسلطة الدولة”.
وأكد السقاف أن اليمن يواجه حالياً انهياراً اقتصاديا وأزمة مالية, متسائلاً “ما هي مسؤولية الحوثيين في هذا الموضوع خصوصاً وأن ما يقومون به يحول دون استعادة الاقتصاد لعافيته?”
|