- الجلجلة..

الأربعاء, 24-ديسمبر-2014
صعدة برس -
*فيصل الصوفي
في المرحلة الانتقالية التي تلت إعلان الوحدة عام 1990، لجأت الحكومة إلى"خصخصة" سيارات حكومية، وبعد فترة أقدمت على "خصخصة" ممتلكات عامة.. وإلى اليوم لا تزال الشكوى قائمة من"خصخصة" مؤسسات حكومية، حيث قامت الحكومة بالتخلص من عبء مؤسسات نفقاتها أكثر من عائداتها، وذلك عن طريق خصخصتها، أي بيعها لرجال مال، تبين أنهم غير محترمين.. كانت الأخطاء التي وقعت فيها الحكومة، أنها أولاً: حولت المؤسسات المملوكة للدولة إلى ممتلكات خاصة برجال المال مقابل ثمن بخس يدفعونه للحكومة، وثانياً: أن رجال المال لم يبقوا على تلك المؤسسات ويطورونها حسب الاتفاق مع الحكومة، بل باعوا ما فيها، واحتفظوا بالأراضي التي كانت قائمة عليها، وهي أراض واسعة ومرتفعة الثمن.. فقد العاملون في تلك المؤسسات وظائفهم بسبب خساسة المخصص لهم، وانضم العاملون إلى السواد الأعظم من الشعب الذي به خصاصة. في المرحلة الانتقالية الحالية رصد المتابعون ظاهرة "خصخصة" من طراز انتقالي، هي "خصخصة" أموال عامة، بما فيها مساعدات خارجية قدمت للشعب اليمني.. وقد تابعت صحف محلية وعربية وأجنبية هذه الظاهرة.. يطلق بعض المتندرين على ظاهرة الخصخصة هذه اسم "الجلجلة"، نسبة إلى جلال، ابن الرئيس الجليل، الذي يقال إنه وأباه اختصا نفسيهما بأموال عامة، ومساعدات خارجية، تزن جبال جلاجل!! لم ينف الولد وأبوه ظاهرة "الجلجلة" ذات الشجون الكثيرة، وتتمثل أضعف تلك الشجون في قيام "الجليل" باقتطاع مساحة تقدر بنحو 500 لبنة من أراضي الجوية المجاورة لقصره وضمها إلى ممتلكاته بذريعة الدواعي الأمنية.. أما أشهر تجليات ظاهرة "الجلجلة" التي رصدها المتابعون، ووجدت طريقها إلى الصحافة المحلية والعربية والأجنبية، فتتمثل في "جلجلة" 435 مليون دولار قدمتها الحكومة السعودية لدعم شبكة الأمان الاجتماعي، و"جلجلة" 199 مليون دولار من المساهمة القطرية لصندوق تعويض الجنوبيين، إضافة إلى "جلجلة" 50 مليون دولار في المسافة بين الدوحة وعدن.. هذه "الجلجلة" هي التي دفعت حكومات مانحة إلى تجميد منحها لليمن، بعد أن اكتشفت أن مصير المساعدات المقدمة للشعب اليمني هو "الجلجلة". تعتبر "الجلجلة" الانتقالية المرادف اليمني لما يسميه بعض السفراء " الثقب الأسود" الذي يتطلب ملؤه كثيراً من الأموال، وهذا ما يفسر التكلفة العالية لظاهرة "جلجلة" الأموال العامة، والمساعدات الخارجية، في هذه المرحلة الانتقالية، وهي تكلفة يتطلبها الإنفاق السخي على الحاشية، والخاصة، والخصيان، والجلالة! وشراء الذمم، وتمويل صحف ومواقع إلكترونية، ومكافأة سياسيين وكتاب وإعلاميين، كل حسب استعداده للابتذال، وقدرته على رفع مكانة الوضيع، والحط من مكانة العظيم!
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:11 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-23181.htm