صعدة برس - عبدالله الصعفاني
هذا الهوس في السلطة أفسد المبادرة الخليجية وأفسد آليتها التنفيذية ، بدليل استحكام حلقات الضيق بعد أن كانت المبادرة وتسليم الرئيس صالح السلطة لنائبه هادي وتشكيل حكومة الائتلاف أعطى انطباعا بأن في اليمن حكمة وفيها عجلة قررت المضي إلى الأمام.
· لقد حددت المبادرة الخليجية الفترة الانتقالية بعامين يجري فيها تنصيب هادي رئيسا بانتخابات المرشح الوحيد الذي تنتهي ولايته في فبراير من العام الماضي 2014 .. لكن العبقرية الخارجية قالت عامين بشرط تحقيق الأهداف وتسوية الملعب ، وهنا لابد من ضرب الأهداف وتزويد الملعب بالمزيد من الأحجار .
· ومن سخريات الزمن أن مؤتمر الحوار الوطني الذي رأى الشعب فيه حلا تحول الى مزرعة لتخصيب النزاعات الصراعية والطائفية بعد أن كانت التشكيلة والإدارة وطبيعة الطبخات مدعاة للفشل، حيث لم تكن الأقلمة وطريقة التقسيم إلا مثلا على استدعاء العُقد الطائفية والعنصرية والنزاعات الاستحواذية التي استدعت أحداث 21 سبتمبر التي كشفت أكثر كيف أن ما جرى قبلها لم يكن غير هلع للأطراف التي اقتسمت مع هادي سلطة التمديد للرئاسة والتمديد لفرقة باسندوة والتمديد للحوار وللجنة الدستور ليجد الشعب نفسه أمام أربع سنين من الصراع والمواجهات ببركات مراكز وأسماء أضعفت الجيش والأمن لصالح القاعدة ووسعت الثقوب السوداء .
· وعندما يأتي لنا زمن التمديد ومؤتمرات ولجان إهدار المال العام بحكومة تتحدث عن عام 2015 للتعليم فإن ذلك يكشف هو الأخر عن انتعاش وتطور أكبر في فيروس التمديد وإلا كيف لحكومة مطلوب منها أن تسهل انتقال البلاد إلى انجاز دستور واستفتاء وانتخابات تخصص عام للتعليم وكأنها تمنّي النفس بالبقاء على قلوب المكلومين بهذا التردي الأمني المعيشي والصراعات التي تعمل كمظلة للفساد والقتل بالجملة ، وسرقة أموال البنوك والبريد ، وصفقات التهريب الداخلي والخارجي للمال والسلاح، والتهرب من الوفاء بحاجة البلاد إلى دستور يوحد ولا يمزق ، وانتخابات تفضي إلى شرعية تحصّن البلاد والعباد ضد شلل الكبار. |