صعدة برس -وكالات -
رحبت إيران، الاثنين، بقرار روسيا رفع الحظر عن تسليمها صواريخ مضادة للطائرات من نوع "إس-300"، واعتبرت أنه يمكن أن يساعد على إقرار "أمن دائم" في المنطقة.
وقال وزير الدفاع الإيراني حسن دهقان، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا)، إن "تطور التعاون الثنائي مع روسيا ومع الدول المجاورة في مجالات مختلفة يمكن أن يكون فعالاً جدًا من أجل الاستقرار والأمن الدائم في المنطقة"، في إشارة إلى "التهديدات من خارج المنطقة وازدياد النشاطات الإرهابية".
في حين أعربت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون " عن قلقها إزاء القرار الروسي القاضي برفع الحظر على بيع إيران صواريخ إس-300 المتطورة المضادة للطائرات.
وقال المتحدث باسم "البنتاغون" العقيد ستيف وارن للصحفيين «إن معارضتنا لبيع هذه الصواريخ قديمة وعلنية. ونحن نعتقد أن (بيع الصواريخ "لا يساعد".
فبما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف الإثنين إن المسؤولين الأمريكيين لا يعتقدون أن قرار روسيا تسليم منظومة صواريخ لإيران سيؤثر على وحدة القوى الكبرى في المحادثات النووية الجارية.
غير أن هارف ، أضافت ، ان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عبر لنظيره الروسي عن قلقه ازاء قرار موسكو.
وعربت إسرائيل الإثنين، عن قلقها إزاء رفع الحظر الروسي عن تزويد إيران بمنظومة صواريخ إس -300 .
ونقلت القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن تزويد إيران بهذه المنظومة قد يمنع شن أي هجوم عسكري ضد المنشأت النووية الإيرانية.
وأضاف المسوؤلون، في التصريحات التي أوردتها صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» على موقعها الإلكتروني أنه إذا ما تم المضي قدما في تزويد إيران بهذه المنظومة، فإن ذلك سيخل بتوازن القوة في المنطقة.
من جهة أخرى، قال وزير الاستخبارات الإسرائيلي يوفال شتاينتس :"هذه نتيجة مباشرة للشرعية التي تحظى بها إيران من الاتفاق النووي الذي يتم إعداده ودليل على أن النمو الاقتصادي لإيران الذي يعقب رفع العقوبات سيتم استغلاله لتسلح نفسها وليس لرفاهية شعبها.
وفي وقت سابق يوم الاثنين ، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن "منظومات الدفاع الجوي مهمة بالنسبة إلى إيران، خاصة في ظل الوضع في اليمن"، مؤكدا أن بلاده لا تنظر إلى الجوانب التجارية من توريد "إس-300" إلى طهران.
وأضاف لافروف في تصريحات صحفية يوم الاثنين، نقلتها وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية: "إن نظام الدفاع الجوي الحديث مهم الآن للغاية بالنسبة إلى إيران، خاصة في ضوء التصعيد الحاد للتوتر في الفضاء المحيط بها". وأضاف: "أن هذا يتضح من التطور السريع في الأسابيع الأخيرة للنشاط العسكري في جميع أنحاء اليمن".
وذكر لافروف وفق ما أوردته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية "أ ش أ" ، أن روسيا لم تعد ترى حاجة للحظر الطوعي الذي فرضته على توريد منظومات "إس-300" إلى طهران من أجل المساهمة في محادثات بناءة بشأن الملف النووي الإيراني ، حيث أكدت "السداسية" أن هذه المحادثات شهدت تطورا ملحوظا، وذلك على حد قول الوزير الروسي.
وأعلن الكرملين في بيان أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع اليوم الإثنين مرسوماً يلغي حظر تسليم إيران صواريخ إس-300 الذي كان الرئيس السابق ديمتري مدفيديف أصدره في 2010.
ولم توضح الرئاسة الروسية ما إذا كانت ستبيع أو تسلم فوراً صواريخ إس-300 لإيران. لكن المرسوم الرئاسي يمهد الطريق لتسليم شحنات بحراً وبراً وجوا.
وكان مدفيديف منع تسليم هذه الصواريخ إلى إيران بموجب عقد انتقده الغربيون والكيان الاسرائيلي، طبقاً لقرار الأمم المتحدة رقم 1929 الذي يفرض على إيران حظراً بسبب برنامجها النووي المدني.
ووقعت روسيا وإيران في 2007 اتفاقاً لتسليم هذه المعدات القادرة على اعتراض الطائرات والصواريخ في الجو، تبلغ قيمته 800 مليون دولار.
وبعد حظر تسليم الصواريخ، لجأت إيران إلى محكمة التحكيم الدولية في جنيف لمطالبة موسكو بتعويضات تبلغ أربعة مليارات دولار.
لكن في بداية السنة، وقعت موسكو وطهران بروتوكول اتفاق لتعزيز "التعاون العسكري الثنائي بسبب المصالح المشتركة"، بمناسبة زيارة إلى العاصمة الإيرانية لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو.
واقترحت روسيا حينذاك على طهران تسليمها صواريخ آنتي-2500 النسخة الجديدة من صواريخ إس-300 المحدثة.