- "أسانج" السعودية في أول حواريكشف فيه عن ملفات سعودية ساخنة وموقفه من عاصفة الحزم..

السبت, 30-مايو-2015
صعدة برس -متابعات -
أخيرا تكلم "أسانج" السعودية أو "مجتهد" كما يسمي نفسه، لم يكن الطريق للوصول إليه بالسهل فقد تطلب وقتا وجهدا وانتظار دام طويلا.

في حواره مع موقع قناة "الحرة"، سلط "مجتهد" الضوء على عدة محاور وملفات ساخنة، وكعادته كان جريئا وواثق بالتغيير الذي سيطرق أبواب المملكة العربية السعودية، عاجلا أو آجلا حسب تعبيره.

من يكون مجتهد؟

موقع الحرة: يربط البعض اسمكم برئيس الحركة الإسلامية للإصلاح الدكتور سعد الفقيه فيما يرى آخرون أنكم أحد المقربين من الأسرة الحاكمة بالنظر إلى نوعية المعلومات التي تسربها، فمن هو مجتهد بالضبط؟

مجتهد: النظريات عن شخصية مجتهد كثيرة وأي سؤال في هذا الاتجاه لا يمكن الإجابة عليه.

-متى يتحول مجتهد من مجرد حساب في تويتر إلى شخصية حقيقية وسط الشعب السعودي؟

مجتهد: إذا بدأ حراك حقيقي ورأيت من المصلحة تغيير الدور نعم سيتغير الدور.

-كتاباتكم تدعو إلى إصلاح الأوضاع في المملكة العربية السعودية، كيف يرى مجتهد التغييرات التي بدأها الراحل الملك عبد الله واستمر فيها الملك الحالي سلمان بن عبد العزيز؟

مجتهد: ماهي الإصلاحات التي تتكلم عنها؟

-مثلا تشهد المملكة سياسة إشراك الشباب في المؤسسات والهيئات الحكومية، وولي العهد وولي ولي عهده من جيل الشباب. أليس ذلك جزءا من الاصلاح الذي تطالبون به؟

مجتهد: هل هذه تصنف إصلاحات بالمفهوم السياسي؟ لم يطرأ أي تغيير على إمساك آل سعود المطلق بالسلطة ولا في حصانتهم المطلقة من المحاسبة ولا في توسيع الشفافية ولا في استقلال القضاء ولا في حرية التعبير ولا حرية التجمعات، بالعكس التوجه في هذه الأمور للأسوأ، وخلال حكم الملك عبد الله صدرت قوانين تجرم حتى من يكتب في وسائط الاتصال الاجتماعي إذا كتب شيئا يخالف توجه الدولة، ولم يطرأ أي تغيير في محاربة الفساد المالي والإداري ولا تزال مشاريع الدولة ومناقصاتها وسيلة ممتازة لسرقات كبار المسؤ ولين..

-لكن هناك ما يقارب 150 ألف مبتعث سعودي في الخارج أليس لهم دور هؤلاء في الاصلاح والتغيير؟

مجتهد: إرسال هذا العدد من المبتعثين دليل على الفشل وليس على الإصلاح، لو كانت الدولة تسعى للإصلاح لسعت لاستيعاب هذه الأعداد في البلد بجامعات ناجحة باستخدام أموال النفط، لكن أن يمضي 80 عاما ولا تستطيع الدولة استيعاب مئات الألوف من الطلاب فهذه فضيحة، تصور أننا نرسل المبتعثين إلى الأردن وباكستان.

تصور أن المدن الكبرى حتى الآن ليس فيها شبكة مياه محترمة، والسكان يقفون في الطوابير الطويلة في جدة من أجل المياه التي تنقل لهم بالصهاريج، فأي إصلاح تتحدث عنه؟

لا خدمات لا جيش لا جامعات لا مشاركة سياسية لا محاسبة ولا شفافية لا حريات

أين الإصلاح!!

-الإصلاح في نظركم يكون ضمن العائلة الحاكمة أو بدونها؟ بمعنى الأولى إصلاح العائلة أو إصلاح الوطن؟

مجتهد: مشكلة العائلة الحاكمة أنها غير قابلة للإصلاح، لأن أي إصلاح حقيقي في اتجاه المشاركة السياسية والمحاسبة والشفافية واستقلال القضاء يعني ثورة الشعب عليها والمطالبة بمحاكمة كبار الأمراء، ولأنهم يدركون ذلك فهم يرفضون أن يبدؤوا بالخطوة الأولى وهي إطلاق سراح المعتقلين السياسيين دون قيد أو شرط، لأن إطلاقهم يعني حصانة للمعارضين ومن ثم جرأة على الأسرة الحاكمة ومن ثم ثورة شعبية تطيح بهم، كيف يعقل أن يسمح آل سعود بحرية التعبير والتجمعات وهم يعلمون أن أول من سوف يهاجم بهذه الحريات هو محمد بن نايف ومحمد بن سلمان.

تحريض أم عرض الحقائق

-هل هذا معناه أن مجتهد يطالب بثورة على آل سعود والخروج إلى الشارع؟

مجتهد: مجتهد يعرض الحقائق فقط، والشعب برموزه وتجمعاته يستفيد من هذه الحقائق حتى يدرك درجة التغييب ويتصرف بناء على ذلك، فإذا كان الشعب على قدر مستوى التحرك سيتحرك، و إن لم يكن فلن يحرضه مجتهد.

الربيع العربي في عيون مجتهد

- تزامن إطلاق صفحة مجتهد على موقع تويتر مع موجة الربيع العربي، كيف تقيمون تجربة الربيع بعد حوالي 4 سنوات وكيف للشعب السعودي أن يستفيد منها؟

مجتهد: الربيع العربي مسيرة باتجاه واحد حتى لو تعثرت وما يحصل لها من ثورات مضادة فهذا أمر طبيعي ومتوقع لكن ستنهزم كل هذه الثورات المضادة ويعود الربيع العربي أقوى وأكثر حسما وحزما واستئصالا للماضي الظالم الفاسد، لكن المؤسف هو مدى مساهمة بلادنا بثقلها المادي والديني مع هذه الثورات المضادة، ومدى اعتماد هذه القوى المضادة على الدعم السعودي والخليجي، وأعتقد أن انحسار نفوذ آل سعود سيعطي دفعة هائلة لعودة قوية للربيع العربي.

-تقولون ذلك رغم كل الدماء التي سالت في سورية والعراق ومصر وباقي البلدان؟

مجتهد: أقول ذلك لأني أقرأ التاريخ، وأعرف أن الثورة الفرنسية قبل أن تستقر وتنتصر دفعت ثمنا غاليا ومرت بمرحلة الثورة المضادة التي دعمتها الممالك الأوربية المتضايقة من الثورة الفرنسية، لكن عادت الثورة وانهارت كل ممالك أوروبا المتخلفة، وهكذا سيعود الربيع العربي وتنهار كل الحكومات العربية المستبدة.

- لكن المملكة ساندت الربيع في سورية

مجتهد: أين الدليل؟ هل تملك دليلا موثقا أم أن كلامك مجرد مزاعم؟

لم تدعم الحكومة السعودية إلا عملاءها سليم ادريس وجمال معروف وزهران علوش

وكانت المهمة الأولى لهذه الجماعات هي محاربة التيارات الجهادية قبل محاربة النظام.

- لكن المملكة طالبت بتسليح المعارضة منذ بداية الأزمة ؟

مجتهد:وكل هذه الجهات الثلاثة اعترفت أنها تحارب جبهة النصرة والدولة الاسلامية بل وحاربت فعلا، قلت لك المقصود بالمعارضة هذه الجهات المشبوهة المكلفة بمحاربة الجهاديين.

تفاعل السعوديين مع مجتهد

-كيف يتعامل الشباب السعودي مع تغريداتكم؟ وهل تعتقدون بقدرة وسائل التواصل الإجتماعي على التغيير؟

مجتهد: ليس الشباب فقط كل من يستطيع الوصول للتويتر من الشعب في بلادنا يهتم بهذه التغريدات ويعلم أن لها مصداقية عالية، وحسب ما يبلغني من مصادر في رصد وزارة الداخلية أنها تصنع رأيا عاما فعلا وأن كوادر المباحث في التويتر مكلفة 24 ساعة بإسقاط مصداقيتي بسبب الضرر الذي يصيب الأسرة الحاكمة، لكن هل التغريدات هي التي تصنع التغيير؟ طبعا لابد من وجود من يستفيد منها ويستثمر هذا الرأي العام الذي أثرت فيه، التغريدات ذاتها لا تصنع التغيير.

-هل هناك تجاوب إيجابي مع ما تكتبون؟

مجتهد: التجاوب الإيجابي في الجو البوليسي يصعب قياسه علميا.

لكن يبدو من انطباعات الناس أن التغريدات لها أثر كبير وهي حديث المجالس فعلا في كل الدوائر والمستويات.

-هل تصلك رسائل من قبل المواطنين السعوديين؟

مجتهد: كثيرة جدا هي الرسائل وتصلني بالإيميل طبعا وهناك من يشكر ومن يذم ومن يطالب بالمزيد ومن يطالب بأن أدعو لمظاهرات، وهناك من يريد أن أنشر مظلمته وقصته، وبعد نجاح التجربة تمكنت من استقطاب مصادر معلومات أخرى، وبالطبع هناك من هو مكلف بالتضليل والخداع يرسل لي معلومات كاذبة أو يحاول الاختراق.

-بعد نجاح هذه التجربة هل من تجارب أخرى في الأفق؟

مجتهد: نحن في طور إنشاء موقع لمجتهد، لمن يرغب في الحصول على المعلومات بطريقة أسهل، ما عدا ذلك الأمر متروك للقوى والفعاليات الشعبية في البلد لتستثمر الوضع.

مجتهد وعاصفة الحزم

-عاصفة الحزم خلقت ديناميكية على المستوى العربي لدرجة تأسيس قوة عربية موحدة، كيف ترى ذلك؟

مجتهد: عاصفة الحزم كشفت فشل النشاط الخارجي والاستخباراتي والسياسة الخارجية للسعودية، كان لدى السعودية حلفاء طبيعيين في اليمن من إسلاميين وقبائل سنية، قاطعتهم الحكومة السعودية وتحالفت مع علي عبد الله صالح واخترقت الثورة سنة 2011 وأعطت صالح حصانة وسمحت له بالتحكم بمعظم الجيش ودعمت الحوثيين ضد القاعدة، واستمر هذا التصرف إلى أن طرد هادي ودخل الحوثيون عدن. والقصف الجوي لم يحقق شيئا فاستمر الحوثيون بالتوسع والسيطرة على المدن وبقية الجيش، وتمكنوا من القصف داخل السعودية.

-لكن في المقابل تم صد الخطر الإيراني الذي أراد التغلغل في اليمن عبر الحوثيين.

مجتهد: بالعكس فتح المجال للتغلغل الايراني، حتى استولى على كل اليمن.

-كيف تنظر إلى مستقبل الشعب السعودي؟

مجتهد: العائلة الحاكمة في فترتها الأخيرة، ولا أعلم بعد محمد بن سلمان إن كانت ستدوم أكثر من عامين، خلاف العائلة والتحديات الإقليمية خطران يمكن أن يقضيا على العائلة، الشعب سيعاني وسيمر بمرحلة فوضى لكن سوف يستطيع ترتيب الأوضاع.

-هل ترى أن التقارب الأميركي الإيراني لصالح الدول الخليجية عموما والسعودية بالذات أم العكس؟

مجتهد: لا يوجد تقارب إيراني أميركي، هو اتفاق على برنامج إيران النووي فيه خضوع إيراني ساهمت في تحقيقه السعودية من خلال زيادة إنتاج النفط وتخفيض أسعاره وإجبار إيران على قبول الشروط الأميركية، الإتفاق ليس فيه أي إضعاف للخليج إلا رفع العقوبات فقط. ورفع العقوبات كان معروضا على إيران من عشر سنوات، وهي التي ترفض، الآن وافقت على كل الشروط فسترفع العقوبات، هذه كل الحكاية، إيران مشكلتها ليست مع دول الخليج، إيران مشكلتها مع صعود الحركات الجهادية التي نجحت في تحجيمها في العراق وسورية.

وربما لو انهار النظام السعودي فإن إيران تهزم نفسها، إيران لديها استراتيجية عسكرية وتخطيط وصناعة، ومتفوقة جدا ولذلك لو حاولت الهجوم على الخليج ستدمرها أميركا ولن تحاول بنفسها الهجوم على الخليج. لكن ستحاول من خلال الحوثيين والشيعة داخل دول الخليج وبهذا لن تستطيع دول الخليج المقاومة إلا ببعث جهاد سني داخل هذه الدول ضد إيران، مثلما حصل في العراق وسورية، في اليمن مثلا لم يتمكن من التصدي للحوثيين إلا القاعدة.

تفاؤل/تشاؤم

- هل أنت متفائل بمستقبل السعودية مع كل التحولات التي تشهدها العائلة الحاكمة؟

مجتهد: ليس تفاؤل أو تشاؤم. هي توقعات بناء على معرفة بالواقع فقط، آل سعود ليس لديهم القدرة على البقاء مع الآلية الحالية في الحكم.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:10 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-25243.htm