صعدة برس - يوجد في محافظة صعدة العديد من المعالم والآثار التاريخية، ولعل أبرزها الآثار الموجودة في جبل أم ليلى إلى الشمال الغربي من مدينة صعدة في مديرية باقم على بعد نحو 60 كيلو متراً من المركز الإداري للمحافظة.
إذ يرجع تاريخ المنشآت الأثرية في ذلك الموقع إلى القرن الثالث الميلادي أثناء فترة الصراع بين ملوك سبأ في العاصمة مأرب وصنعاء وما جاورها.
وكان الهدف من عمل تلك التحصينات على جبل أم ليلى هو حماية طريق القوافل التجارية القديمة التي عرفت قديماً بـ " درب أسعد الكامل " أو" درب أصحاب الفيل " ثم عرفت في العصر الإسلامي بـ " درب الحجيج ".
وقد تم استخدام هذا الموقع في عصور تاريخية متلفة قبل الإسلام وبعده، وتتجمع معظم الآثار والمعالم في قمة الجبل الذي يرتفع عن مستوى الوادي بحوالي 1000 متر، وقمة الجبل مستوية تبلغ مساحتها نحو 10 آلاف متر مربع، يمكن الوصول إليها عبر ممر وحيد مرصوف بالأحجار يربط قمة الجبل بالوادي.
ويحتوي الموقع على الكثير من المنشآت والمرافق الخدمية مثل خزانات المياه، ومدافن لخزن الحبوب منحوتة في الصخر، ومرافق أخرى.. وفي العصر الإسلامي تم بناء مسجد وملحقات أخرى.
ويعتبر النقش السبئي المحفور على صخرة عند قمة الجبل أبرز المعالم في الموقع وأكثرها قيمة، وقد تمت دراسة هذا النقش من قبل عالم اللغويات الفرنسي " روبان "..
وبحسب المؤرخين فإن النقش يعود إلى أواخر ما قبل الميلاد وأوائل ما بعد الميلاد، ويتكون من اثني عشر سطرا، ويعود إلى فترة التنافس بين ملوك سبأ وذي ريدان.
ويتعرض الموقع لماطر متعددة بسبب أعمال الحفريات والنبش التي يقوم بها مجهولون وأضرارها لا تقتصر على نهب ما يتم العثور عليه، بل يمكن أن تؤدي إلى انهيار بعض المباني القائمة كما هو الحال في الحفريات أسفل محراب المسجد التاريخي في ذات الموقع.
كما شكلت المواجهات العسكرية مع المتمردين والتي كان الموقع مسرحاً لها في أكثر من مرة خطراً إضافيا على الآثار والمعالم التاريخية من حصر أو تقييم الأضرار التي تعرضت لها مثل هذه المواقع. |