- الدرس الأساسي في العملية الإرهابية ضد الاسماعيليين..

الجمعة, 31-يوليو-2015
صعدة برس -
بقلم /أ-محمد عايش
مايجب أن يفهمه الحوثيون، خصوصا في صنعاء، أن أمنهم الخاص هو جزء من الأمن العام، وأن جهودهم الأمنية الواضحة حتى الآن تركز على أمنهم "الخاص"، عبر تشديد الإجراءات الأمنية بشكل أكبر في المناطق التي ينتشر فيها سكان أكثر من جماعتهم أو حول المساجد والمنشآت المحسوبة عليهم (مع أن المساجد في اليمن لا فرز فيها)..

قد يكون ذلك مبررا بالنظر إلى أن الجماعات الإرهابية تضع جماعتهم كهدف رئيس للعمليات، ولكنه مبرر على مستوى السطح، أما على مستوى العمق، فإنه لاقيمة لأية احترازات أمنية جزئية مالم تكن ضمن الأمن العام للمواطنين ككل.

هذا أولاً وثانياً أنتم من تصديتم لتحمل المسألة الأمنية، ومن المعيب واللاوطني ولا أخلاقي أن ينصب جهدكم على حماية أنفسكم فقط، أو أن يدفعكم "الإرهاب" وعملياته الإجرامية إلى الزاوية الضيقة التي لا تعودون تنظرون لأمن البلاد إلا عبرها.

رغم كل جهودكم الأمنية، ورغم كل الإعلانات التي تكررت مؤخرا عن إحباطكم لعمليات إرهابية قبل وقوعها؛ إلا أن الملاحظ لكل الناس أن العاصمة مثلا تعيش حالة فوضى أمنية غير مسبوقة:
- المسلحون يتجولون في كل الشوارع والأحياء جماعات وفرادى (وبينهم مجاميعكم التي يمكن لأي مسلحين أن يدعوا أنهم منها ببساطة).

- السيارت غير المرقمة، تنتشر في صنعاء كأن صنعاء معبر أو خمر!! نتيجة تعطيلكم طبعا لدور المرور الذي لم تعد لديه من مهمة غير تنظيم السير في الجولات دون أية سلطة (لم يعد الشرطي حتى قادرا على منح مخالفة مرورية).

- الدراجات النارية التي خاضت الحكومات السابقة معارك لتنظيم عملها، بعد استغلالها في كثير عمليات إجرامية؛ جئتم أنتم وأطلقتم لها كامل الحرية.

- الجهاز الأمني الحكومي بات شبه معطل إلا من المهمات التي توكلونها إليه، وإلا من الأولويات التي تضعونها له، من وزارة الداخلية حتى أصغر قسم شرطة.

- مكاتب مشرفيكم الأمنيين باتت سلطة موازية لسلطات الجهاز الأمني، على بدائية أدواتها وعدم امتلاكها أية بنية معلوماتية أو تقانة حديثة ولو بالحد الأدنى الذي كان قائما لدى الجهاز الحكومي.

الوضع الأمني في العاصمة، لكل ذلك وغيره، خطير جدا، ولا يغرنكم السكون الخادع والذي يظهر أن كل الأمور مستتبة وآمنة بينما هي على العكس تماما..
وأنتم المسؤولون، وليتكم تعرفون ما الذي تجنونه على أنفسكم وعلى اليمنيين بتعطيلكم لكل مؤسسات الأمن بدلا من تفعيلها وإصلاحها مادام تعتبرونها فاسدة، وهي كانت كذلك بالفعل، ولكن استبدالها بأذرع من مليشياتكم لن يقود إلا إلى المزيد من تدمير ماتبقى من دولة، عدا عن نسف أمن المجتمع برمته طبقا للطريقة التي يعمل بها عقلكم الأمني هذه الفترة.

لن تأمنوا مالم يكن المجتمع كله آمناً، هذه قاعدة لا تحتاج لكثير جدل.

نعم لأمن "الوطن" لا لأمن "الجماعة".
____
*رئيس تحرير يومية صحيفة الاولى اليمنية
نقلا عن صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:30 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-26020.htm