صعدة برس - فائز سالم بن عمرو -
" عود الثقاب يشتعل في ثواني وينطفئ للأبد ، وكذلك هم الواهمون ؟ .. " ينطبق هذا المثل على دولة الرئيس حيدر أبوبكر العطاس الذي رفض رئاسة مجلس وزراء بلاده ووطنه ، وقبل بمنصب وهمي شكلي مستشارا لهادي وشرعيته المغردة في الرياض ؛ لينهي خمسة وعشرين عاما من الصيام السياسي الطويل عن الكراسي ؛ ليفطر على منصب وضيع بمشاركة زمرة من أطفاله التعساء بقرار حيك بغباء وسذاجة سياسية ككافة قرارات هادي وحكومته المصونة ، فالعطاس لم يحصل علي واحد من المائة مما استحصل عليه القادم الأغر على الساحة السياسية باحاح المكافئ بمنصب نائب رئيس الجمهورية ، رغم قربان الطاعة والسمع والتبرير والتطبيل والعمالة التي أسداها الساجد الجديد القديم لمالك الشرعية المصون وحلفائه.
حيدر عراب عاصفة الحزم والمتحمس لها سياسيا وإعلاميا وسياسيا الذي طالما منَّى نفسه بقطف ثمرة الانتصار الخليجي لتدمير اليمن التتويج ملكا شرعيا للجنوب وخادما لمشروع حرق الأرض النسل وجعل أرضنا وشعبنا حديقة خلفية لتسويق بضاعة آل سعود المسمومة والمشبوهة في الجنوب ، وحين طار التاج الملكي والمنصب راهن الملك الجنوبي على مؤتمر الرياض ونتائجه الهزيلة التي تخدم فكر ومنهج الإخوان ومشروعهم المتماهي مع خادم الشرعية سلمان القادم من مرجعيات الإخوان والوهابيين والسلفيين والجهاديين . تشبث الواهم بلقب أمير أو نصف أمير على حضرموت وحث أتباعه المتعصبين له من تيار القاهرة باستلام مدينة المكلا من القاعدة لحكمها ؛ ممن يسمون عند حيدر وأولياء نعمته " أبناء حضرموت " عبر " مجلس الخبراء " ، ليجد اللطمة الثانية من ولي الأمر التي أعطت السلطة السياسية للمجلس الأهلي الموثوق فيه سعوديا من الإصلاحيين والسلفيين والجهاديين .
صال السيد العطاس وجال وزبد ورعد ليغوي القيادات والشخصيات الجنوبية والحضرمية والإصلاحيين وإخوانهم من السلفيين والجهاديين ـ حلفاءه الجدد ـ ويمنيهم بانفصال الجنوب الواضح والمؤيد من دول الخليج بمؤتمر الرياض ؛ ليجدا الخيبة والوصاية الاخوانية السعودية على كل مفاصل ومقررات المؤتمر المتخذة تجاه مناصرة قضية الجنوب وشعبه واستعادة أرضه ، واستجاب التاجر الجنوبي ليواكب مواقف سادته مصرحا بقناة روتانا خليجية " بان الوقت ليس ملائما لنقاش القضية الجنوبية ، وان الأولوية لمحاربة الحوثيين الرافضة . واستعاد السياسي ماضيه التآمري ليوقع بالقائد الجنوبي العنيد البيض في أحبال السعودية والخليج ليضحي بتاريخه ومواقفه المتصلبة تجاه القضية الجنوبية ويرمي أوراقه على منصة مؤتمر الرياض ليسقط سياسيا وجماهيريا ، وتنتهي مغامرة الرياض بالهروب للنمسا غاضبا حانقا كعادته طوال تاريخه السياسي ليتمكن حيدر من تصفية أقوى القيادات الجنوبية وإبعاده عن الملعب السياسي ، ويدير المكايد لانقلاب أبيض وفاشل ضد رئيسه بتيار القاهرة علي ناصر محمد . وبعد أن رفض الجنوب المواقف السعودية المريبة لتمكين الإخوان من الجنوب ، انتعل التاجر الانتهازي دغدغة الشارع الجنوبي ؛ معاتبا آل سعود الذين اعطوا القيادة العسكرية لعاصفة الحزم لعلي محسن الأحمر وحزب الإصلاح ؛ ليأتي الرد السعودي قرصه إذن لأجيرها بتعينه رسميا في منصب وضيع مستشار لهادي ؛ كي لا يستطيع المزايدة أو الحديث إلا بإذن هادي والإخوان وعلي محسن .
أيها السياسي المتقلب من حقك أن تجمع الملايين وتستثمر دماء وأشلاء الشعب اليمني وأطفاله ونسائه لتزيد ثروتك صفرا أو صفرين أو ثلاثة أصفار ؛ لترقد بسلام على ملاينك وعقاراتك وأرصدتك لتفرخ عمالة وأهانه ومذلة ولعنات الأبرياء والجنوبيين ، لكن لا يحق لك أن تخطب فينا بشعارات الوطنية وتصنيف الشعب لشرفاء وعملاء وخونة وإرهابيين لتكون كالغانية التي تأكل من كد فرجها وتفتي بأنساب الناس وتنقية أصلابهم ؟ :
كمطعمة الأيتام من كد فرجها ... الويل لكي لا تزني ولا تتصدقي !؟
|