صعدة برس - *فيصل الصوفي
يسخر آل سعود مواردهم ونفوذهم لكل ما يدمر العرب والمسلمين، ولكل ما يخدم أمريكا والكبار.. سخروها للرجعية والاحتلال الأجنبي في مواجهة القومية العربية والتحرر الوطني، وسخروها ضد ثورات الشعوب في كل مكان حتى في أمريكا اللاتينية البعيدة، وسخروها للرأسمالية في مواجهة الاشتراكية، وسخروها لأمريكا في مواجهة الاتحاد السوفييتي، وسخروها لأمريكا والغرب في مواجهة إيران مرة، والعراق مرات حتى أخضع للاحتلال، وسخروها ضد الفلسطينيين، واليوم ضد سوريا واليمن.فيصل الصوفي* -
أرسلت بريطانيا، في بداية الحرب العالمية الأولى، رجل مخابرات ومثقفا يدعى الكابتن شكسبير، إلى عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود- وكان سلطانه يومئذ (1914) لا يزال محصورا في نجد والإحساء والقطيف والجبيل- وكانت مهمة الكابتن أن يقول له إن بريطانيا تطلب منه محاربة الأتراك في الحجاز وعسير، لإشغالهم ولإضعافهم أمام بريطانيا وحلفائها، في الحرب الكبرى الأولى، وبعد اللقاء بين عبد العزيز و شكسبير، رجع هذا الأخير يقول لحكومته: إن عبد العزيز بن سعود يقول إنه يخشى المواجهة مع الأتراك، إلا إذا تسلم من بريطانيا ضمانة بوضعه موضع التابع، فإذا ضمنت له بريطانيا ذلك تستطيع الاعتماد عليه، وهو مستعد لتسخير كل موارده ونفوذه في جزيرة العرب، إلى جانب بريطانيا، ليس في هذا الوقت فحسب، بل وفي المستقبل أيضا..
وقد كلفت بريطانيا الكابتن شكسبير، العمل خبيرا ومستشارا لعبد العزيز بن سعود، خلال حربه مع الأتراك في شمال الجزيرة، لكنه قتل عام 1915 في معركة حربية بين قوات عبد العزيز وقوات آل رشيد الموالين للأتراك، حيث كان شكسبير في هذه المعركة يتولى إدارة فرقة الوهابيين المكلفين بسلاح المدفعية، ويبدو أن الوهابيين لم يستريحوا لوجوده، فقال لهم:" أنا مأمور بأن أكون معكم، فإذا تركتكم أكون قد خالفت حكومتي، وما يحتمه علي شرفي، وعلي أن أبقى على كل حال"!
ومنذ أن قال عبد العزيز آل سعود لبريطانيا ضعوني في موضع التابع، وسأسخر مواردي ونفوذي في الجزيرة العربية، لمصلحتكم الآن، وفي المستقبل أيضا، طبع آل سعود بميزة صاروا يتوارثونها إلى اليوم.. مواردهم النفطية الهائلة مسخرة مرة لبريطانيا، ومرة لأمريكا، ومرة لفرنسا، ومرات للغرب جميعا، يرخصونها ويغلونها حسب الأوامر.. زيدوا إنتاج النفط لترخص أثمانه فتضعف روسيا، حاضر يا طويل العمر.. في مصر هناك حركة تحرر معادية لأمريكا، فتصرفوا يا آل سعود، حاضر يا طويل العمر.. وهكذا، وهكذا.. والمقابل - يا طوال العمر- اسكتوا عن استبدادنا، وعن وهابيتنا، وعن دعمنا للإرهاب، وعن انتهاكنا لحقوق الإنسان، وعن عدواننا..
يسخر آل سعود مواردهم ونفوذهم لكل ما يدمر العرب والمسلمين، ولكل ما يخدم أمريكا والكبار.. سخروها للرجعية والاحتلال الأجنبي في مواجهة القومية العربية والتحرر الوطني، وسخروها ضد ثورات الشعوب في كل مكان حتى في أمريكا اللاتينية البعيدة، وسخروها للرأسمالية في مواجهة الاشتراكية، وسخروها لأمريكا في مواجهة الاتحاد السوفييتي، وسخروها لأمريكا والغرب في مواجهة إيران مرة، والعراق مرات حتى أخضع للاحتلال، وسخروها ضد الفلسطينيين، واليوم ضد سوريا واليمن.
صحيفة اليمن اليوم
|