- ونكسر "قرن" (المقرن) عبد المنعم سليمان..

الجمعة, 09-أكتوبر-2015
صعدة برس -
ميرغني محمد الحسن
لم أكن أعرف من قبل ان "الدين الإسلامي" قد تسعّود ونال الجنسية السعودية.. ولم أكن أعلم بان كتاب الله "القران الكريم" قد أصبح وثيقة من وثائق وزارة الخارجية السعودية .. ولا يمكن ان أصدق بان الله عزّ وجلّ شأنه قد تنازل عن بيته الحرام لصالح المملكة السعودية ، وان البيت قد أصبح ملكاً حراً لها تدخل فيه من تشاء وتمنع من تشاء .. لم أكن أعلم كل ذلك إلا أمس حين قرأت ما كتبه الكاتب السعودي "عبدالله محمد المقرن" الذي تقول سيرته المبذولة على موقع "تويتر" : كاتب صحفي وشاعر سعودي .. نال بكالوريوس اللغة العربية من الرياض .. وماجستير الإدارة من أمريكا.. وانه مؤلف كتابين : (بين الوديان) و(الأحد والعنكبوت) !!
حيث كتب "المقرن" بعد ان كشف بـ"قرون" إستشعاره سبب سقوط أكثر من (700) قتيل/ة أثناء رمي الجمرات بالأراضي المقدسة .. قائلاً ودون ان يطرف له جفن ، بان (الحجاج الأفارقة) تسببوا في الكارثة ، وناصحاً حكومة بلاده: إلى عدم السعي وراء دعوة الأفارقة للإسلام، لأن الأفارقة : لم يسلموا نتيجة للحجج والبراهين ، بل بالمال والغذاء ! وانهم يأتون إلى الحج ولا يعودون إلى بلدانهم ، ويفشون الأمراض ويتسببون في الزحام والموت .. ولا يضيفون للأمة الا "خبالا" !! لذا طالب (الدعاة) بان يسعوا وراء دعوة الشعوب المتحضرة من اوروبا واليابان وامريكا للإسلام !!
وبالطبع مثل هذا الحديث العنصري الكريه لا يمكن أن يتفوه به سوى شخص منخور يفكر من أسفل لا من أعلى .. وينطق بـ"مؤخرته" لا بلسانه .. لأن الأفارقة الذين يقول عنهم بانهم يدخلون الإسلام من أجل المال والغذاء .. هؤلاء الأفارقة عندما دخلوا الإسلام كانت كل جزيرته العربية تقتات من زاد الحجاج الأفارقة .. وكان أجداده يأكلون بقاياهم ويسترون عوراتهم مما تبقى من لباس احرامهم .. وإلا فليكشف لنا الكاتب الجهبذ : ما هو المبلغ الذي دفعته مملكته لـلصحابي الجليل "بلال بن رباح" حتى تشتري إسلامه ؟ وكم طبق "كبسة" إلتهم وتجشأ حتى ينطق بالشهادتين " ؟ بل فليقل لنا أين كانت مملكته ذياك الزمان ؟؟ ومتى خرج زيتكم ونفطكم حتى يعرفكم العالم بعد ان كنتم عاراً على البشرية والإنسانية بل عاراً على دين الله تعالى الذي وصفكم بانكم : "أشد كفرا ونفاقا" ..
حديث السيد "المقرن" – أنظر الصورة المرفقة- مليئ بالإساءات والعنصرية والجهل .. ولكن ساءني وتألمت جداً لقوله : "الأفارقة أمة متخلفة لا يزيدونا إلا خبالا" .. ولا شك باننا كنا سنتفهم هذه العنصرية النتنة بكراهيتها لو انها أتت من "انجليزي" سمين يعيش في عزلة ريفية بأوهام امبراطوريته التي لن تغيب عنها الشمس .. ولكن ان يتفوه بمثل هذا الحديث سعودي "مقرن" فهذا ما يضاعف أحزاننا ويجعلنا نتساءل : يا ترى ماذا أضافت مملكته للبشرية والإنسانية سوى التفاهة والبذاءة وسوء الأدب وثقافة القتل والذبح والنكاح والسفاح واِرضاع الكبير ومفاخذة الصغير ونكاح الجهاد ومضاجعة الميت وتعدد الزوجات وزواج الصغيرات والعورة والوطء والغلمان ..الخ مفردات الشذوذ الجنسي كما الفكري ؟
وختاماً أقول للسيد "المقرن" ، انا - كاتب هذه السطور أفريقي ومسلم : برغم محبتي للرسول الأكرم (ص) ولآل بيته الكرام ، إلا انني لن أزور الأراضي المقدسة حتى أرى "سقيفة بن ساعدة" تهدم حجراً حجراً .. وحتى تُغسل أدران النفط والزيت و"الزفت" التي علقت بحوائط البيت العتيق .. وحتى اقرأ كلمة (ديمقراطية) ترفرف في أستار الكعبة فيهرب "ذي القرنين" ، ونكسر "قرن" (المقرن) .


كاتب وصحفي سوداني
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 25-نوفمبر-2024 الساعة: 07:36 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-26681.htm