صعدة برس-متابعات -
قيادي معارض ينتقد مرافقة عسكر الفرقة للمسيرات
دعا الدكتور محمد عبد الملك المتوكل – عضو المجلس الاعلى لاحزاب المشترك المعارض – قوات الفرقة الاولى مدرع المنشقة عن الجيش الى مغادرة ساحة الاعتصام باسلحتهم والاكتفاء بحماية مداخل الساحة فقط كما دعا الفرقة والجنود المنظمين لمطالب اسقاط النظام عدم السير وسط الشباب في المسيرات والا يظهروا امام وسائل الاعلام بالشكل الذي ظهروا به لانهم بهذا الظهور جعلوا الامر وكأنها حركة عسكرية وهذا خطأ واساء للمظهر الأول للثورة
ودعا المتوكل وهو أستاذُ العُــلوم السياسية والاقتصاد بجامعة صنعاء الى عدم عسكرة الثورة وأن يتم اعادة الشباب الذين قدموا أروع التضحيات لبناء دولة مدنية ديمقراطية الى انتخابات حرة ونزيهة تعبر عن إرادة المواطنين دون ترغيب او ترهيب مؤكدا ان بناء دولة مدنية هو ما يسعى الشباب لبنائه والذين خرجوا من أجله .
وعبر القيادي المعارض عن شعوره بالغيض لصدور بيانات عن العلماء تخوض في الازمة الراهنة قائلا : (لا يجوز أن نستخدم الدين لخدمة السياسة، بل يفترض أن نستخدم السياسة لخدمة الدين، ولهذا يتحمل كــُــلّ هؤلاء الذين أفتوا باسم العلماء في هذا الجانب، فهم الذين سنوا هذه السُّــنة السيئة.. الدين الإسلامي ليس فيه رهبنة، وليس من حق هؤلاء أن يقولوا: هذا حلال وهذا حرام. وكأنهم القرآن.. والشيء المؤسف أنهم يدَّعون أن لحومهم مسمومة، ومَن ينتقدهم فقد كفر).
ودعا العلماء الى تقوى الله قائلا : (أقول للعلماء جميعاً: إتقوا اللــَّــه، وابتعدوا عن استخدام الدين الإسلامي للعمل السياسي والمصالح الشخصية).
وفي حوار مع صحيفة (كواليس ) تطرق المتوكل إلى القضايا الوطنية والمصيرية العالقة، وإلى خفايا الخلاف الدائر والمتصاعد بين الأحزاب السياسية، مُــعَــرجاً على مواقفها المتضاربة تجاه عدد من المسائل الهامة، كالحوار والمبادرات المحلية والخارجية المطروحة على الساحة، بما فيها المبادرة الخليجية، والساعية في مُــجملها إلى الخروج من التأزيم السياسي الحاصل، وإخراج البلاد من مأزق الدخول في دوامة صراع وحرب أهلية وكارثة وشيكة.. إلى جانب رؤى عديدة، بما فيها بيان علماء الـيَـمَـن، وغيرها من القضايا الهامة.. هاكم إقراؤها..
(
صعدة برس) يعيد فيما يلي نص الحوار مع القيادي المعارض محمد المتوكل :
> كيف تنظرون إلى الوضع الراهن؟.
-هذا يعتمد على من يحمل القضية هناك من يسعى للتغيير الحقيقي وبناء الدولة النقيضة لهذا النظام وفي مثل هذه الحالة بالامكان ان نسمي مايجري ثورة والعكس صحيح لوكان مايجري هو استبدال عسكري بعسكري فهو انقلاب....
> هل ما يجري الآن في الساحة الـيَـمَـنية ثورة أم أزمة سياسية؟.
مايجري يحمل الأمرين معاً ولهذا لكي تظل ثورة ندعو الى عدم عسكرتها وان نعيدها اولئك الشباب الذين قدموا أروع التضحيات لبنا دولة مدنية ديمقراطية ترتكز على سيادة القانون والمواطنة المتساوية واحترام حقوق الانسان والتداول السلمي للسلطة من خلال انتخابات حرة ونزيهة تعبر عن ارادة المواطنين دون ترغيب او ترهيب وهذا هو المستقبل الذي يسعى الشباب لبنائه والذي خرجوا من اجله أما دخول القوات المسلحة والعسكرة والسلاح فهو امر يسيء الى سلمية الثورة امام العالم ويحول النتيجة الى انقلاب وليس الى ثورة ...ولهذا فأنا من الذين يدعون الفرقة والجنود المنظمون الذين يدعمون الثورة الا يدخلوا الساحة بأسلحتهم وانما يحمون مداخلها والا يسيروا وسط الشباب في المسيرات والا يظهروا امام وسائل الاعلام بالشكل الذي ظهروا به لانهم بهذا الظهور جعلوا الامر وكأنها حركة عسكرية وهذا خطأ واساء للمظهر الأول للثورة....
> هل طرحتم هذا ؟
لقد طرحته على المشترك بكل وضوح وطرحته في لقاءات مع الشباب وكان هناك تفهم لما ذهبت اليه لأن السلطة حاولت ان تشخصن الثورة وتعسكرها لكي تضعف من تأثيرها ومن تجاوب الشعب معها
> هل ما يجري الآن في الساحة الـيَـمَـنية ثورة أم أزمة سياسية؟.
>> هو يعتمد على من يحمل القضية، هناك من يسعى للتغيير الحقيقي، وبناء الدولة النقيضة لهذا النظام، ففي مثل هذا الحال فبالإمكان أن تصنع تغييراً جذرياً. إذا كانت عسكرة الأحوال، واستبدلنا عسكرياَ بعسكري.
> طيب كيف تراها أنت من منظورك الشخصي؟.
>> فيها الاثنان معاً، ولهذا أنا أقول: لا يجوز أن نعسكر الثورة، ويجب أن نعيدَها إلى أولئك الشباب الذين قدموا أروع التضحيات لبناء دولة مدَنية، ولبناء المستقبل الذي خرجوا يبحثون عنه.
أما دخول القوات المسلحة والعسكرة والسلاح فهذا أَمر يُسيء إلى الثورة التي هي ثورة سلمية سلمية حتى أمام العالم ينظرون إليها وكأنها انقلاب.
ولهذا أنا من الناس الذين أدعوا الفرقة التي تدعم الثوار أنْ لا يدخلوا الساحة إطلاقاً، وإنما يحمون مداخلها، وأن لا يسيروا وسط الشباب بالمسيرات، وأن لا يظهروا أمام وسائل الإعلام بالشكل الذي ظهروا به؛ لأنهم بمثل هذا الحال جعلوا الظاهر لهذه الحركة وكأنها حركة عسكرية، وهذا خطأ كبير، وهو إساءة للمظهر الأول للثورة.
> كيف ترَون المخرَجَ من الأزمة، وما هو السبيل لإنجاح الثورة؟.
>> في هذه المرحلة أعتقد أن الطريق الصحيح هو الإلتزام بما جاء بالمبادرة الخليجية، وبما تم الاتفاق عليه بين المشترك وجمال بن عمر والنائب.. الرئيس طالب بانتخابات مبكرة، والمشترك وافق على شرط تحييد القوات المسلحة؛ لأنه لا يمكن أن تتم الانتخابات والقوات المسلحة ممزقة بين المعارَضة والسلطة، وفي يد أشخاص متصارعين، وغير محايدين.. يجب أن يكون هناك جيش دولة جيشٌ للـيَـمَـن، وهذا هو الفارق بيننا وبين مصر التي جيشها جيش دولة، ونحن وليبيا وسوريا جيش طوائف وأشخاص، ويجب أن ننتهي من هذا ونعمل جيشاً وطنياً.
> هل الثورة الـيَـمَـنية إمتدادٌ لثورة الشباب في تونس ومصر؟.
>> الحقيقة الوضع في الـيَـمَـن يجعل لها خصوصية بطابع البيئة الـيَـمَـنية، إلاَّ أنها واحدة، يعني جميع الشباب متطلعون إلى القضية، إلى مستقبل أفضل، فما واجهه الشباب في مصر هو جيش دولة يمكن أن يتعامل مع الإرادة الشعبية بكل حيادية، وبالتالي نجحت ثورتهم.. عندنا لا يوجد جيش دولة فتعقدت، وهذا هو الفارق.
أما الطموحات فكلها واحدة وكلٌّ منهم يسعى لبناء دولة مدَنية.
> هناك من يصف الثورة الـيَـمَـنية وكأنها تصفية حسابات بين الرئيس وعلي محسن وأولاد الاحمر ما قولك؟.
>> بالحقيقة حاول الطرف الآخر الذي هو السلطة أن تشخصنَ الثورة، وكأن الصراع بينها وبين آل الأحمر وعلي محسن والسلطة، هم جُــزءٌ من الحلقة، كما كانوا جُزءً من النظام، ولا يمكن أن تكون الثورة هم كلها.. هؤلاء الشباب الذين في الساحات ما هم من هؤلاء ولا هؤلاء، ولهذا شخصنة الثورة وعسكرتها خطأ كبير لا نقبله، وقد ساهم فيها الإعلام، وساهم فيه التواجد العسكري..
أنا من الناس الذين يؤمنون بأن ليس هناك اليوم مذنب، هناك متهم والمتهم بريء حتى تتم إدانته، هم يوجهون التهم إلى المعارَضة وأشخاصها، والمعارضة يوجهونها إلى السلطة وأفرادها.. من الذي يحكم ليسوا هم القضاء، وليس لهم الحق أن يقولوا هذا حق، وهذا باطل.. والقضاء وحدَه هو من له الحق أن يقول، فعندما تأتي الدولة الديمقراطية أي مواطن يستطيع أن يقدمَ دعوته ضد أي فرد، وبالتالي القضاء المستقل العادل هو الذي يستطيع أن يحكم، فأنت لا تستطيع.
> هل أثرت تلك القيادات وبما تملكه من تأريخ على نجاح الثورة؟.
>> أن تقول لمن ينضمُّ أو يؤيد الثورة أنت غلطان هو أتى ليدعم، ولكن هنا نقول هل انضم للثورة للهيمنة عليها، أو انضم إليها لكي يشارك.. نفترض أنه غاضب من السلطة، أو اختلت مصالحه، أو أغراض أخرى.. على سبيل المثال نأخذ أُنموذجاً من الرسول صلى اللــَّــه عليه وآله وسلم نجد أن خالداً كان السبب في هزيمة المسلمين في غزوة أُحُد والتي قــُـتل فيها حمزة عم الرسول وسبعون من الصحابة.
البعض يقول هؤلاء جزء من الفساد، وعاشوا 33 سنة من الفساد، والفساد يعشعش من قمة رأسهم إلى أسفل قدمهم، وهذا إتهام بلا دليل، أين الدليل؟، لذا القضاء وحدَه من يقول كلمته.
ليس أَنت الحَــكـَــم؛ لأنك لا يمكن أن تكون الخصم والحَــكـَم، ولهذا أقول كــُــلّ هذه القضايا يجب أَن تأجل إلى أن نبني دولة مدنية وبعدها نرفع الدعوة على أي واحد منهم، وهذا ما يُنادي ويسعى له شباب الثورة وهم مستوعبون لمثل هذه القضايا.. ولكن أريد منهم أن يستوعبوا أهمية العمل السياسي.. نحن نريدهم أن يكونوا في يسار المشترك، والمجلس الوطني، لكي يساعدوهم على الضغط في الحوارات، يجب أن يفهموا العمل السياسي؛ كونه سيحد من الكلفة وسيصلهم إلى الغاية التي خرجوا من أجلها بأقل الخسائر، ولو قلنا لازم من الحسم العسكري يعني أنت استبدلت عسكري بعسكري.
> كيف تنظر إلى الفتوى الأخيرة التي أصدرها العلماء؟.
>> أشعر بغيظ كبير جداً من هذا البيان الذي أصدره العلماء، وكــُــلّ الفتاوى والذي كان على رأسها فتاوى الأخ عبدالمجيد الزنداني.. فقد تلقيت رسالة من الجنوب يقول هؤلاء الذين حكموا على الجنوب أنهم خوارج اليوم يُــفتي عليهم بأنهم خوارج.. لا يجوز أن نستخدم الدين لخدمة السياسة، بل يفترض أن نستخدم السياسة لخدمة الدين، ولهذا يتحمل كــُــلّ هؤلاء الذين أفتوا باسم العلماء في هذا الجانب، فهم الذين سنوا هذه السُّــنة السيئة.. الدين الإسلامي ليس فيه رهبنة، وليس من حق هؤلاء أن يقولوا: هذا حلال وهذا حرام. وكأنهم القرآن.. والشيء المؤسف أنهم يدَّعون أن لحومهم مسمومة، ومَن ينتقدهم فقد كفر.
ألا ينظرون إلى عمر بن الخطاب رضي اللــَّــه عنه الذي يقول: رحم اللــَّــهُ امرءً أهدى إليَّ عيوبي. هذا الذي انتقدته امرأة داخل المسجد وأمام الناس، وقال: أخطأ عمر، وأصابت امرأة.. أبو بكر رضي اللــَّــه عنه قال أيضاً: إذا رأيتم فيَّ إعوجاجاً فقوِّموني.. هؤلاء هم رجال الإسلام..أما هؤلاء عندما تنتقدهم يقولون: لا، لحوم العلماء مسمومة. ولهذا سمموا المجتمع، ومعظم هؤلاء العلماء الذين حضروا اليوم قد سبق وأن حضروا مع الزنداني قبل ذلك ليفتوا بنفس الفتاوى.
> ما رسالتك للعلماء؟.
>> أقول للعلماء جميعاً: إتقوا اللــَّــه، وابتعدوا عن استخدام الدين الإسلامي للعمل السياسي والمصالح الشخصية.
أنتم أهل الذكر لديكم معلومات عن الدين ولستم المشرِّعين، ولستم من تحدودن هذا حرام وهذا حلال لهذه القضية، وإنما أنتم من قرأ ولديه شيء من العلم يعبر عن رأيه وللآخرين آراؤهم.. اليوم المجتمع حائر لم يعد يعرف أين هو الإسلام المطلوب.. وأين هم العلماء.. إذن نحن نشكك في ديننا بمثل تلك الممارسات.
> ما هو الحل للخروج من هذه الأزمة؟.
>> أتفق أن المبادرة الخليجية وبالتعديلات التي تمت، وقضية الانتخابات المبكرة، والرئيس يعطي صلاحياته الكاملة لنائبه، وتتم السيطرة على القوات المسلحة وتحييدها قبل إجراء الانتخابات وَتشكيل الحكومة واتخاذ الإجراءات ولو تمت انتخابات رئاسية اليوم.. إنتخابات توافقية ممكن نتفق مثلاً مع النائب أو أي شخص آخر، وبالتالي بعد سنة نكون قد قمنا بالتعديلات الدستورية ونقيم بعدها انتخابات.
> أين مشكلة الرئيس الحقيقية؟.
>> مرة اتصل بي وتكلمنا حول البيض الذي كان معتكفاً حينها في عدن بسبب إختلافه معه، فقلت له: كيف عملت (وطعفرت به) وهو كان بيدك حتى أَن بعض الإشتراكيين كانوا يصيحون أنه أصبح معك، وأنه في جيبك، قال: المشكلة أني أتراجع والبيض ما يتراجع، وأرجوَأنه لا يزال يحتفظ بهذه، وأنه قادر على التراجُع، وأن يدرك أن الزمن قد تغير، وأن الأوضاع تتطلب أن يحمي نفسه وَأسرته.
> هل يعني أَن الرئيس لم يستوعب هذا بعدُ؟.
>> أعتقد أَن تقول له رحلك.. ما هيش عملية سهلة.. هو حكم في ظل نظام فردي مطلق.. الشيء الثاني شعوره العزة بالإثم، عندما يأتي الذي كان يعتبرهم معه كعلي محسن وأولاد الأحمر وغيرهم يأتون اليوم يقفون ضده، وبالتالي ينتصرون عليه أيضاً هو شـَــعُـر (بالقِـــمْــر)، هذا صعب عليه.. الشيء الثالث الذي يفكر به الآن هو أين موقع أولادي في المستقبل.. والحقيقة لا يوجد مانع أن يكونوا شركاء في العمل السياسي، والمتهم بريء حتى تثبت إدانته.. فإذا أولاده مقتنعون أولاً بالمبادى الأساسية أن يكون هناك جيش للـيَـمَـن، والأهم أن يقتنعوا بهذا وبعدين الشعب الـيَـمَـني شعب عاطفي، وبصراحة انتقد الذين يتكلمون عن العائلة، ففيها أطفال ونساء لا ذنب لهم فيما يحدث، واللــَّــه تعالى يقول: (ولا تزر وازرة وزر أخرى).. يجب أَن نسمي الأشياء بمسمياتها، قال يوسف: (معاذ اللــَّــه أن نأخذ إلاَّ من وجدنا متاعَنا عنده)، بمعنى أن نخص بكلامنا من توجد مشكلتنا معه، ولا يجوز تعميمُ الأمور كما هو حاصل الآن..
الإمام هاشمي إذن كــُــلُّ الهاشميين زفت، الرئيس زيدي إذن كــُــلّ الزيود زفت، الرئيس سنحاني إذن كــُــلّ سنحان زفت، وهذا الأمر لا يجوز ولا يقبله ديننا الحنيف..
> صالح حكم طوال 33 سنة.. هل من المعقول أَن هذا الرجل لا يحمل اي ايجابيات؟.
>> دعنا في قضية الحرية أن نقارن بين الثمانينيات والتسعينيات، خذ صحيفة من ذلك الوقت وذلك الوقت هل تجد الفارق وبالأخص بعد 95م وبدء التفرد بالحكم.. إحتفظ بقضية الأحزاب، واحتفظ بهامش الحرية، واحتفظ بالكثير من المرونة، وما يعجبني فيه أنه لا يزال يحمل بساطة القرية، ولهذا كان يتعامل بهذه البساطة، ولا تشعر معه بالوحشة، والشيء الآخر كان لا يعاقب الناس بالأمور المالية، يعني إحبسه أحياناً يصل الأَمر أَن يقتله، لكن القضية المالية هذه لا.. مثلاً كان يقول: لا تعاقب الجندي بمرتبه، إحبسوه.. عاقبوه.. وهذا أمر نابع مما كان يمر به أثناء فقره وإحساسه من مثل هذه الأمور الإنسانية.. أيضاً قبوله للنقد وسعة صدره، ولو قارننا بينه وبين عدد من أساتذة الجامعة أو عدد من قيادة المعارضة رغم امتلاكه للدبابة والسلاح والطائرات، ومع هذا كان يتقبل، ولهذا شوف الفارق بين نظام الإمامة ونظام علي صالح.. نظام الإمامة كانت الدنيا مقفلة، وكان لا بد من الانقلاب عليه.. هنا في عهد صالح تنمو مؤسسات المجتمع المدني، تنمو الأحزاب، تنمو كــُــلّ هذه المؤسسات.. هذا التغيير كله ناتج لهذا الانفتاح.. الأحزاب في البداية كانت محدودة، فبدأت تنمو حتى وصلت إلى مرحلة لم يعد علي صالح يفهم التغيير، وقـَبِــلَ بالديمقراطية التي لا تغيِّرُ موقعاً ولا تحط من سلطته ولا تتجاوز الخطوط الحمراء الخاصة به، فنمت الصحافة في النقد، نمت المؤسسات وتجاوزت الكلمة الخطوط الحمراء، والأحزاب بدأت تنافسه 2006م على الموقع، ولم يستطع أن يستوعب وظل محتكراً السلطة والثروة ولم يستوعب التغييرات، وهذا هو خطأه الذي وقع فيه، ولا يجوز نفي هذا الأمر، أما الإنجازات أو التنمية أو الطرقات التي يتحدث عنها الإعلام، فهذا كلام غير مقبول، فالسعودية أحسن منك، وعُمان تطورت أفضل منك وهي بعدك.. كم الإنفاق، وكم العبث المالي، وهذا ليس إنجازاً، فالحاصل كان أمر طبيعي أن يحدث.
والمفروض أن تطورنا معهم، فعُمان تطورت وهي بعد ثورتنا، ومع ذلك تطورت وتقدمت خطوات كبيرة جداً، فالتطور الموجود كان سيحصل سواء بعلي عبداللــَّــه صالح أو الإمام أو غيره، كان يمكن أن يتم في ظل البدر، ولكن الشيء الذي أقارن به هو المناخ أو الهامش الديمقراطي إبتداءً من الميثاق الوطني كــُــلُّ هذه الأمور ساعدت على التغيير.
لكن للأسف علي صالح وقف ولم يرتفع مع تغيير المجتمع، وكم نصحته ولو قرأ مقالتي لوجد أني كنت أعتبره واجباً نحوه ونحو وطني، لا سيما أنني لم أنسَ جميله الذي قدَّمه له يوماً ما..
الآن وقت أن يتراجع حكم 33 سنة.. الآن وقت يريح نفسه، ويريح ويساعد الـيَـمَـنيين على الانتقال وبناء دولتهم، وهذا شيء إيجابي يحسب له.
> تأخر نجاح الثورة الـيَـمَـنية.. هل أَنت مقتنعٌ بكسر العظم أَوْ استخدام السلاح كحل أخير لإنجاح الثورة الـيَـمَـنية؟.
>> لا لا لا .. مهما طال الوقت وطال زمن الثورة .. فأنا ضد الثورة المسلحة.. كنت أتمنى من المعارضة التي ألومها على تقصيرها أن تنزل إلى المناطق التي تساقطت وينظموها ويعملوا فيها انتخابات ويربطوها بالمجلس الوطني كبديل للنظام، وكلما أصبح لديك أرض وبشر كلما بدأ العالم يتعامل معك وكلما اتسعت المساحة التي تديرها فكلما أصبحت أنت الدولة والطرف الآخر هو المتمرد.. ولكن للأسف أَن المعارضة لم تجد الشجاعة إلى اليوم لعمل ذلك.. جالسين (يلووون) في الشوارع، وهذا لا يفيد ولا ينفع، ولا أعلم ما هو السبب..
شوف اليوم صعدة والجوف معظم المناطق سقطت، كان الأحرى أن تقام فيها انتخابات، يُنتخــَــبُ فيها مدير المديرية، وينتخبون المحافظ، وبعدين أربطهم بك.. البعض يتخوف من الحرب، أقول ما فيش حرب؛ لأن الجيش مش قادر يخوض حرب.. يا اللــَّــه يحموا مراكز قواهم، وهنا أخشى التأخر فينمو تجار الحروب والمصالح في تلك المناطق التي سقطت..
> ثورة شباب الـيَـمَـن.. هل هي امتدادٌ لثورتي سبتمبر وأكتوبر؟.
>> أنا أعتبر ثورة الشباب هي تصحيحٌ للممارسات خاطئة.. الثورات السابقة كانت تصنع التغيير دون وعي في المستقبل الذي يريدونه، وبدون آليات لتنفيذ الأهداف، وبالتالي لما تعمل عملية جراحية بمشرط ملوث، إما أن تقتله، وإما أن تعيقه.. اليوم الشباب يعيشون وعياً كاملاً، ولا بد لهم بصراحة أن يحسنوا إختيار أدواتهم للتغيير وأن لا يقعوا في نفس الخطأ السابق.
> كيف تصفُ التدخل الخارجي؟.
>> هي مصالح، والحقيقة هم يسعون إلى استقرار الـيَـمَـن، فهم يشعرون بتخوف من عدم استقرارها لأن موقع الـيَـمَـن الإستراتيجي الهام يتوجب استقراره، وبالتالي تلتقي مصالحنا ومصالحهم في هذا الاتجاه، فاستقرار البلد يتم بإقامة دولة مدَنية تحقق الإستقرار، فهذه هي مصلحة يسعى لها الجميع، ولهذا هم يضغطون لتنفيذ المبادرة الخليجية، خشية أن ينتقل الوضع إلى قوى متطرفة، فهم يسعَون إلى أن يتم الانتقال حسب ما يريده الشعب، وهذا ما تضمنته أيضاً المبادرة الخليجية.
> هل تتوقع بقاء السلطة؟.
>> هذا أمر في غاية الصعوبة، بل من المستحيل بيت يتشرخ من جميع الاتجاهات ولا تستطيع حتى ترميمه، فالنظام الحالي لا يفكر بأية إصلاحات، ولو فكر بما يطالب به الناس كان بالإمكان أن يسحب إلى جانبه أناساً كــُـثــْــراً، ولكن هناك في داخله مَن يساهم في تشريخه، فإما أنه ينهار على رؤوسهم، أو على الجميع، عندي سؤال هل يستطيع المؤتمر أو علي صالح أن يقوم بإصلاحات؟، فما الذي يمنعهم؟، مش قادرين من داخلهم من ثقافتهم المغروسة في داخلهم..
> لماذا لم تنجح الثورة الـيَـمَـنية حتى الآن؟.
>> أولاً لا يوجد جيش وطني، وهذا ما ساعد أيضاً على بقاء النظام إلى الآن، ولهذا مصر وتونس نجحت سريعاً، أما سوريا والـيَـمَـن وليبيا فتاخرت؛ لأنها لا تملك جيش دولة.. الشيء الثاني أننا نريد نضالاً سلمياً.. النضال السلمي يحتاج إلى قدر كبير، وزمن أطول.. وتخطيط أفضل..
لهذا أجد أن من أحد أسباب تأخر نجاح الثورة الـيَـمَـنية إلى الآن القوى التي تقود الثورة، فهي فقدت القدرة على المبادَرة، ولم تستوعب كيف تعمل، كذا لا ننسى دخول العسكر، أو التيار السلفي المتشدد داخل الساحة، فعمل بعقلية أجهزة المخابرات، فالناس تراجعت قائلة: هل هذا هو البديل الذي نبحث عنه إذن مانشتيه، وأولئك الناس كانوا متحمسين لهذه الثورة.
الشيء الآخر أنت شكوت من التهميش، ومن إقصاء الآخر كيف تقوم اليوم بتهميش الآخر، مثلاً حدثني اليوم واحد من الشباب أن هناك مَن قام في ساحة الحرية برفع لوحات عن البحرَين فقاموا ضربوهم، هل هذه هي الحرية؟.. وهل هذا هو تقبل الآخر، أم إقصاؤه؟، بل هذه سلوكيات وعقليات متخلفة.. إذن لا بد للناس أن تبحث عن البديل الأصلح، وتكون خلف لتواجد التوازُن بالقوى السياسية؛ لأنه لا يمكن أن نسمي الثورة ثورة إلا إذا كان هناك تغيير حقيقي للنظام برُمته وأخلاقياته، فأنت لما تجيء بنظام وتغيّر نظاماً دكتاتورياً بنظام ديكتاتوري أو نظاماً يهمش الآخر بنظام يهمش الآخر.. ستخسر الكثير من المصداقية ..
ولهذا لما تحدثت مع شباب الثورة في مُنتدى جار اللــَّــه عمر طرحت عشر قيَــم يجب أن تكون للثوار، أولاً: أن يكونوا أُنموذجاً للثورة التي يسعَون لها، إذا لم يكن أُنموذجاً فلن يقبل منهم أحدٌ، الرسول صلى اللــَّــه عليه وآله وسلم لو جاء بالقرآن وثلاثة كتب فوقه وسلوكه لم تتطابق معه ما صدقه أحد، ولهذا هناك كثير من شباب الثورة من لا يتفق سلوكهم مع مبادئ الثورة التي يسعون لها، وليسوا أُنموذجاً للدولة التي يحلمون بها.. فلا تنهَ عن خلق وتأتيَ مثله عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيمُ.
اليوم الأول دخلت الساحة وبيدي ورق فقشني وبعدين يشتي يفتش الورق فقلت له: مهمتك هي منع السلاح. فقال: هناك مؤتمريون يدخلون الساحة وَيوزعون ورقاً ومنشورات. قلت له: يدخل مؤتمري جني عفريتي.. كلٌّ من حقه أن يبديَ رأيه وإلا ما هو الفرق بينك وبين مَن تناضل ضده؟..
طبعاً هم شباب مساكين تربوا تربية معينة وبعضهم مؤدلجون وبعضهم عسكر يحملون عقلية العسكر.
-رسالتي للأخ علي عبدالله صالح ان ينجز ما وعد وان يوقع على المبادرة الخليجية وان يسهم في
انتقال أمن للسلطة وبذلك يترك ذكرى طيبة ويقدم خدمة أخيرة لشعب حكمه(33) عاماً وهو بذلك
أيضاً يحسن الى نفسه واسرته وادعو له بالشفاء والتوفيق
> رسالة تحب أن توجهها لشباب الثورة؟.
>> أقول لهم: لا تعتمدوا على أحد، ولا تتكلوا على الآخرين.. المستقبل مستقبلكم.. وليس مستقبلنا نحن.. مستقبلنا وراءَنا، وأمير المؤمنين علي كرم اللــَّــه وجهه قال: (لاتقروا اولادكم على ارائكم فقد خــُـلقوا لزمن غير زمانكم).
ولهذا عندما كنت في الساحة كثيرٌ من الشباب يقول لك: ماذا تفعل؟.. فكنت أرد عليهم أولاً أنت تحدد ما تريد والمستقبل الذي تحلم به، أريد أشوف مستقبلك بعينك .. ماذا تريد أحدد مستقبلك بعيني، ولهذا أنصحهم أن يعتمدوا على أنفسهم، وأن يثقوا بها، وأن يخرجوا من ولاءالطاعة إلى ولاء القناعة وأن يُــبَطلوا العادة السيئة التي كان عليها قوم بلقيس التي تستشيرهم ويقولون الأمر لك، اللي تشوف يا فندم.
<الناشطة توكل كرمان حصلت مؤخراً على جائزة نوبل للسلام ما تعليقك ؟
<<لقد سعدت كثيراً لحصول امرأه يمنية على تقدير دولي مما يرفع من قيمة المرأة في المجتمع فالمرأة في مجتمعاتنا قد ظلمت مرتين ظلمت من ظلم السلطة كما ظلم جميع المواطنين وزيادة على ذلك ظلمت من ظلم المجتمع لها والذي استخدم حتى الدين زوراً لكي تؤكد دونيتها ..وفصلها الدستور الحالي على المواطنين في حقوق المواطنة وواجباتها ليحرمها الكثير من حقوق المواطنة وسعدت الى من حصل عليها هي توكل كرمان والتي لها مساهمات كبيرة في النضال السلمي لقد وجدتها عده مرات وقبل قيام ثورة شباب وهي تقود المظاهرات وفي عز الظهر وتحت حر الشمس وكانت ساحة الحرية وكل ثلاثاء موعدها مع القضايا الحقوقية ...وسعدت ان الجائزة هي جائزة للسلام مما يؤكد سلمية ثورة الشباب ...وما أتمناه ان تستشعر توكل مسئوليتها اليوم الوطنية والدولية وان تكون قضايا حقوق الانسان غير قابلة للمعايير المزدوجة من صعدة الى المهرة ومن المرأة الى الرجل وبصرف النظر عن من وقع عليه الانتهاك وعن من قام بهذا الانتهاك كما ان عليها ان ترسخ نهج العمل الديمقراطي وروح المشاركة لتكون قدوة لمجتمعها ...كما ارجو ان تكون قوية في طرحها وسلمية في تعبيراتها ومنهجها فهي مسئولة اليوم أمام العالم بالسير في الخط السلمي...
<الصحفي محمد صدام اختطف من قبل الفرقة الاولى مدرع ماقولك؟
<<الاختطاف عمل غير حضاري وقد مارسته السلطة كما مارسه قطاع الطرق ولايليق بمن يقفون في صف الثورة ان يمارسوا ماينتقدون عليه وكما يقال لاتنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك اذا فعلت عظيم
- الاخ النائب عبدر به منصور رجل مهذب ولطيف ومتواضع كشخص...اماكمسؤول فلاخ ير ولاشر حتى تمضي الروابع كما يقول المثل اليمني .
المصدر " كواليس"