الإثنين, 17-أكتوبر-2011
 -  حضر الأخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية اليوم الحفل التأبيني لشهيد الوطن الكبير الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني الذي استشهد متأثرا بجراحه جراء العمل الإرهابي الغادر بجامع دار الرئاسة في أول جمعة من رجب الحرام .
صعدة برس -

نائب رئيس الجمهورية يحضر الحفل التأبيني لشهيد الوطن الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني

حضر الأخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية اليوم الحفل التأبيني لشهيد الوطن الكبير الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني الذي استشهد متأثرا بجراحه جراء العمل الإرهابي الغادر بجامع دار الرئاسة في أول جمعة من رجب الحرام .
وفي الحفل الذي حضره عدد من الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى والشخصيات السياسية والاجتماعية وأصدقاء وأقارب وأبناء الفقيد عبدالعزيز عبدالغني ألقى الأخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية كلمة حيا في مستهلها الحاضرين.
وقال :"أحييكم بتحية الوفاء العظيم والإخاء الصادق والمحبة الخالصة، وأتوجه إليكم بهذه الكلمة أصالة عن نفسي ونيابة عن فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، الحاضر معنا بكل مشاعره الصادقة وأحزانه الكبيرة ومن خلالكم إلى كل أبناء الشعب اليمني الأبي، ونقف اليوم وقفة الوفاء والإجلال للشهيد الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني الذي سيبقى حياً في قلوبنا وعمق ذكرياتنا العظيمة والوجدان الشعبي والضمير الوطني على الدوام لكل المواقف الوطنية المسئولة للشهيد وكل ما تركه من أعمال جليلة وأثار باقية وبصمات متميزة".
وأوضح الأخ عبدربه منصور هادي أن الفقيد الشهيد عبدالعزيز عبدالغني كان فارساً متقدماً في الصفوف الأولى من المسئولية الوطنية ومواجهة التحديات العظيمة والتصدي للمهام الكبيرة في ميادين بناء الوطن وتحقيق الأهداف التي رسمتها لنا الثورة اليمنية المباركة واجتهدنا معاً للعمل من اجل ترجمتها عبر مختلف المراحل التاريخية .
وأضاف:"لقد كان الشهيد العظيم واحداً من الشخصيات الوطنية الفذة والمتميزة في الوطن، بل وفي طليعتهم كما تشهد أعماله والمهام التي تولاها والانجازات الكبيرة التي أسهم في تحقيقها وفي كافة مواقع المسئولية التي أدارها بكل جدارة واقتدار ".. مبينا أن الشهيد عبدالعزيز عبدالغني كان رجل الدولة الذي يحترم النظام والقانون ويحتكم للمبادئ الدستورية ولا يحيد عنها أبداً وكان رجل الواقعية الناجحة في قمة مناقبه الأخلاقية والصدق والإخلاص والوفاء والالتزام بواجباته والولاء والمسئولية في كل الظروف والأحوال.
وتابع:" كما كان من مؤسسي المؤتمر الشعبي العام وتولي المواقع القيادية الهامة فيه واسهم بصورة مباشرة في تعزيز وجود هذا التنظيم وتطويره ليبقى التنظيم السياسي الرائد على الساحة اليمنية ".
ومضى قائلا :" تمر علينا هذه المناسبة وبلادنا تعيش ظروف بالغة الصعوبة تهددها المخاطر السياسية والأمنية والأمراض الاجتماعية وهي تحتاج من في الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة خاصة أحزاب اللقاء المشترك والشباب إلى تحكيم العقل والمنطق والعودة إلى جادة الصواب والإدراك بان ما يهدد الوطن سوف يعصف بالجميع، وإن تلك الظروف التي شهدتها اليمن والصعوبات تتطلب إيقاف التداعيات والحذر الشديد من كل أعمال التصعيد وعدم القفز على الواقع الذي نعيشه بكل تناقضاته وتجلياته، وإدراك الدروس التي يمليها علينا موروثنا الثقافي لكي نستطيع أن نلتقي في القواسم المشتركة التي يؤمن بها الجميع وان نتنازل لبعضنا البعض لإخراج بلدنا من هذه الأزمة السياسية والأمنية والاقتصادية، وإن الذي يدفعنا إلى هذه الدعوة والتمسك بالحوار هو ما تم تحقيقه من شبه اتفاقات وصلنا إليها مع المعارضة وهي تتجاوز 85 بالمائة من التصور المطروح للآلية المزمنة لتنفيذ المبادرة الخليجية إن لم يكن ما اتفقنا عليه أكثر من ذلك وبإشراف سفراء دول مجلس التعاون الخليجي وسفراء الدول الخمس ذات عضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي إضافة إلى بعض سفراء دول الاتحاد الأوروبي ".
وأكد الأخ نائب رئيس الجمهورية أن اليمن عانت كثيرا بما جرى ويجري خلال التسعة الأشهر الماضية وهي لم تكن بحاجة إلى ذلك ويكفي ما تجرعته من مآسي وأحزان في زمن التشطير، وهي أحوج ما تكون إلى استرداد العافية .. مشددا بهذا الخصوص أن السبيل إلى ذلك هو التحصن بالحكمة اليمانية وما يمليه عليه العقل والتفكير الوطني السليم ويغلب المصلحة العليا للشعب والوطن والتي نتقدم بمسيرة البناء والتنمية وممارسة الديمقراطية في المرحلة التي يتطلع إليها الجميع ويشعرهم بأنهم متساوون في الحقوق والواجبات والمواطنة المتساوية في ظل اليمن الحديث الذي يشعر كل مواطن فيه بالفخر والاعتزاز أنه ينقي إلية ويساهم في بنائه ويحقق ذاته ويصون وجوده الحر الكريم.
وابتهل الأخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية في ختام كلمته إلى الله العلي القدير أن يتولى فقيد الوطن الكبير الشهيد الجليل الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني بواسع رحمته و يسكنه المنزلة العليا مع كل شهداء الوطن الأبرار، شهداء الثورة والوحدة والحرية والديمقراطية والعزة والكرامة والدولة اليمنية المدنية الحديثة .. مؤكدا أن روحه الظاهرة وأرواحهم أجمعين والدماء الغالية التي سفكت لن تذهب هدراً وان يد العدالة لابد ان تصل إلى كل المجرمين لينالوا جزائهم العادل جراء ما ارتكبوه من جرائم.
من جانبه قال مدير مكتب رئاسة الجمهورية رئيس اللجنة العليا المنظمة لحفل التأبين علي محمد الانسي:"إننا في خضم مشاعر الحزن والأسى التي ما يزال يعيشها الوطن اليمني من أقصاه إلي أقصاه على رحيل المناضل الوطني الجسور عبدالعزيز عبدالغني لا نمتلك إلا أن نطلب لتلك المشاعر العنان وهي تؤيد هذا الرجل الاستثنائي الذي وهب عصارة عمرة وفكرة وجهده للوطن وعمل بصبر وجلد في مختلف المواقع والميادين الوطنية ولم تبهره الأضواء أو تغره المناصب العديدة والكبيرة التي تقلدها".
وأضاف:" كان فقيد الوطن بسيطا وراقيا في تعامله مع الغير أيا كان مستواه أوصفته وكان إنسانا عظيما بكل ما تعينه هذه الكلمة وما يمكن ان تعبر عنه الكلمات والمراثي نثرا وشعرا، وفعاليه اليوم بكل ما اشتملت عليه من إصدارات أو معرض صور ليست إلا واحدة من الأنشطة السياسية والفكرية والثقافية والرسمية والشعبية التي سيتم تكريمها لتحريك ذكرى الشهيد".
وأوضح الانسي أن اللجنة المنظمة لحفل التأبين وجدت نفسها أمام المهام المناط بها نظرا لغناء العطاءآت التي قدمها فقيد الوطن والدولة المدنية الحديثة سواء على المستوى المركزي أو المحلي ونشاطه في مختلف المناصب التي تقلدها في السلطة التنفيذية ومؤسسات المجتمع المدني وانتهاءً برئاسته لمجلس الشورى، وقد جعلت ذلك مفتوحا على مدار الأيام والشهور القادمة فضلا عن التفكير في إنشاء مؤسسة ثقافية وفكرية واقتصادية تحمل اسم الشهيد يسهم في تكوينها وتمويلها إلي جانب الدولة والمجتمع رجال المال والأعمال والمؤسسات المالية والاقتصادية في القطاع الخاص وأعمال أخرى تجعل من ذكراه عطاء وطني وإنساني لا ينضب.
وأشار إلى أن المرء يعجز عن سرد مآثر فقيد الوطن الشهيد عبدالعزيز عبدالغني ونبل مواقفه وشجاعته النادرة وثباته على القيم والمبادئ التي آمن بها وكرس جل حياته لتحقيقها، حيث تميز بوفاء لا حدود له ولم يتغير ولم يستبدل ولم يحد يوما عن مبادئه وموافقة الوطنية وظل شامخا عزيزا كريما عفيفا ولم يسعي يوما لجاها أو ثورة ويشهد له العدو قبل الصديق وكل من عرفة وتعامل معه أو عمل معه نبيل الأخلاق وسموها وقد جعلت منه تلك السجايا الكريمة والخصال النبيلة الرائعة احد أولئك الرجال الذين تركوا في نفوسنا أثرا لا ينسي .
وتابع :" لقد كان من القيادات الفذة التي يجب السير على خطاها وتمثل نهجها والاستفادة من سيرتها الزاخرة والحكمة والحنكة والعزة والكرامة الوطنية ،وكان بحقا رجل الاقتصاد والإدارة والتنمية والسلام والإنسانية وكان نموذجا فريدا للقيادي الكفء ورجل الدولة المشهود له بالتفاني والإخلاص في تحمل المسؤولية وأداء الواجب وترك بصماته المؤثرة والمضيئة في كل المواقع القيادة التي تقلدها مدفوعا بروح المسؤولية وبصماته ماثلة للعيان".
وقال:"عرفت فقيد الوطن عبدالعزيز عبدالغني على المستوى الشخصي في كثير من المحطات التي جمعنا فيها العمل الوطني،عرفت منه دماثة الأخلاق ولسانه وسلوكه وتواضعه الحميم وصدق مشاعره ووفائه وثقافته وإخلاصه وشغفة بالالتزام والمثابرة والحرص والصرامة الشديدة في الانتصار لقيم الحق والعدل والحرية والانحياز لمصلحة الوطن والشعب إضافة إلي ما تميز به من قيم ومثل جسدت فيه أروع واصدق معاني النبل والشخصية والوفاء".
وبين مدير مكتب رئاسة الجمهورية رئيس أن الفقيد المناضل عبدالعزيز عبدالغني رحل في وقت يشهد الوطن منعطفا خطيرا ولحظات شديدة الصعوبة والتعقيد بسبب الأزمة التي تعيشها البلاد وتداعياتها الخطيرة التي شوهدت كل شيء في الحياة وعكست آثارها السلبية على كل القيم والمبادئ والمثل التي آمن بها .
وأضاف:" للأسف الشديد فقد أرادت بعض القوى المسكونة بهاجس التسلط واواهم القفز على كراسي إضافة إلي إصابة عدد من كبار مسئولي الدولة في هذا الحادث الإجرامي الغادر في سلسلة من حلقات المخطط التدميري والإجرامي الذي يستهدف الوطن وأمنه واستقراره ووحدته، وجميعا نعرف ما آل إليه هذا الحادث من أعمال إرهابية وعنف وتخريب وما رافقه من تصعيد خطير وصل إلى حدود غير مقبولة تمثلت في بروز لغة جديدة لم يعهدها شعبنا اليمني ترتكز على التفرقة وتحث على الكراهية والتعبئة الخاطئة ورفد الآخر وتأجيج الأحقاد والضغائن بين أفراد المجتمع اليمني " .
وتابع:" شأت إرادة الله ان يرحل الفقيد عن دنيانا ومنً الله عليه بالشهادة في العشر الأواخر من رمضان الفضيل وهي منزلة عالية ورفيعة مع الشهداء والنبيين والصديقين، لا يختص الله بها إلا عبادة المخلصين ".. منوها بأن فخامة الأخ الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية قد كرم عزيز اليمن الشهيد المناضل الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني بمنحة وسام الشجاعة بموجب قرار رئيس الجمهورية رقم 25 لسنة 2011م واعتزازا بسجله الحافل بالعطاء والبذل والتضحية من اجل الوطن والجمهورية والوحدة والديمقراطية .


سبأ
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:09 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-2678.htm