صعدة برس -
نائب الرئيس إلى الولايات المتحدة للعلاج
أعلنت مصادر رسمية أن مغادرة الفريق الركن عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية أمين عام حزب المؤتمر الشعب الحاكم هي لـ"إجراء الفحوصات الطبية السنوية المعتادة ، في مستشفى القلب التخصصي في مدينة كليفلاند الأمريكية، وذلك بعد أن حدد له الأطباء وسط الأسبوع القادم موعدا لإجراء تلك الفحوصات"، ذهب تسريبات صحفية إلى القول أن مغادرة هادي تأتي في سياق ترتيبات المرحلة الانتقالية وانتخابات رئاسية مبكرة والتي من المرجح ان يقودها بتأييد وإسناد محلي وإقليمي ودولي، فيما زعمت أخرى بوجود معضلة ما في كواليس قيادة النظام.
*قيادات المعارضة ايضا في رحلة خارجة
بالمحصلة فان المغادرة المفاجئة الى الولايات المتحدة من قبل نائب الرئيس المخول من الرئيس صالح بموجب تفويض دستوري بالتوقيع على المبادرة الخليجية والتحاور مع المعارضة على اليتها التنفيذية وتوقيعها ، تزيد من غموض الأوضاع السياسية في اليمن استنادا لتوقيتها الحرج ، وجاءت لتفتح الباب أمام تكهنات مختلفة وترجيحات اجتهادية تزيد من تعقيدات المشهد السياسي الملبد بغيوم من البارود.
السفير الأمريكي بصنعاء كان تحدث في حوار مع أسبوعية "الصحوة" الناطقة بلسان حزب التجمع اليمني للإصلاح المعارض أمس عن أنه "لا يوجد هناك أي تغير أو تحول في الموقف الأمريكي، فلايزال الموقف الأمريكي فيما يتعلق بالأنشطة اليومية بالولايات المتحدة هنا أو حول تعزيز العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة الأمريكية واليمن كما هو" ، مضيفا "نحن نعتبر نائب الرئيس هو المحاور والمعنيّ بالتخاطب".
وقال السفير فايرستاين أن "اتخاذ خطوات عملية حقيقية لتحقيق حلّ سياسي للأزمة في اليمن يكمن في نهاية المطاف في يد علي عبدالله صالح", مضيفاً "لا يوجد شك بأن علي عبدالله صالح في نهاية المطاف هو المسؤول بمفرده عن حل الأزمة، فالقرارات التي من شأنها تحقيق تقدم في الحل السياسي للأزمة تكمن في يده".
وتوقع مصدر في المعارضة اليمنية وصول الأمين العام لمجس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، جمال بن عمر، إلى العاصمة صنعاء الجمعة، لاستئناف جهود الوساطة بين السلطة والمعارضة ، وصولا إلى اتفاق بشأن حل الأزمة الراهنة، ورفع تقرير بذلك إلى مجلس الأمن الدولي، خلال مدة أقصاها 20 نوفمبر المقبل.
ويغيب عن المشهد السياسي مع انباء زيارة الزياني وبن عمر ، ايضا في طرف المعارضة وفق مصدر مسؤول في تكتل" المشترك " قياديين بارزين في الائتلاف المعارض، وهم أمين عام حزب الإصلاح الإسلامي عبدالوهاب الأنسي، وأمين عام الحزب الاشتراكي ياسين سعيد نعمان، ورئيس المجلس الوطني لقيادة قوى الثورة محمد سالم باسندوة، الذين " لا يزالون في الخارج" ، منذ مغادرتهم البلاد، في 18 أكتوبر الجاري، إلى موسكو لإجراء مباحثات مع المسؤولين الروس بشأن الأزمة اليمنية.
وتتواجد قيادات المعارضة حاليا -بعد زيارتها روسيا - في دبي بالإمارات العربية المتحدة ،التي صل إليها نائب الرئيس عبدربه منصور هادي ظهر يوم الجمعة في طريقه لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية ، فيما لا يعرف توقيت مكوثه في دبي قبل إتمام رحلته التي يعتقد بأنها" سياسية" وتقول السلطات أنها "علاجية بحته ولن يجري فيها هادي مباحثات مع مسؤولين امريكيين.
وكان نائب الرئيس أكد في لقاءه الأربعاء سفير الإتحاد الأوروبي بصنعاء مكليلي سيرفونه دورسو أنه لا يمكن حل الأزمة التي تمر بها اليمن عن طريق القوة ، معتبرا "أن أي مغامرة من هذا القبيل سيكون مآلها الفشل على أساس أن الحل العسكري لن يجدي ولن يحل الأزمة بقدر ما يزيدها تفاقما وتعقيدا فوق ما هي عليه".
وأشار إلى أن استكمال الحوار والخروج الآمن من هذه الأزمة اللعينة لن يكون إلا بالاصطفاف والتعاون والتكاتف والتسامح لإيجاد حل وطني يرتكز على آلية تنفيذ المبادرة الخليجية ووفقا لما أجمع عليه المجتمع الدولي لأول مرة بصورة لم يسبق لها مثيل وذلك من أجل أمن واستقرار ووحدة اليمن، وعلى الجميع اغتنام هذه الفرصة التي أتاحها المجتمع الدولي.
وخلال سبتمبر الماضي توصل هادي نائب رئيس الجمهورية المسئول الثاني بالمؤتمر الحاكم في جولات تفاهماته مع إطراف المعارضة إلى 80 بالمائة من توافقات على آلية تنفيذ مبادرة الخليج –كما كشف في تصريحات صحفية- فيما كان يجري التباحث على المتبقي قبل أن تدفع تطورات ميدانية لقوى التطرف الدينية والقبلية والعسكرية في معسكر المعارضة الرافضة لمسار الحل السياسي للازمة، إلى تفجير الأوضاع الأمنية والعسكرية في قتال مسلح بالعاصمة صنعاء وتعز قبل يوم واحد من زيارة مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر الأخيرة إلى اليمن نهاية سبتمبر الماضي لإتمام الاتفاق والتوقيع النهائي .
تلك التطورات افشلت التقارب في لحظته ما قبل الأخيرة وأعادت الأطراف إلى نقطة الصفر ، ليغادر بن عمر بتقرير مفصل إلى مجلس الأمن الذي اصدر بدوره قرارا قبل أسبوع شمل في مطالباته وبنوده أطراف الأزمة في السلطة والمعارضة.. وهو ما رحبت به الأولى ، في حين أبدت القوى المتطرفة بالثانية انزعاجا لافتا عكسته في تصعيد للأعمال المسلحة ضد الأهداف العسكرية والحكومية والمدنية ، ليقابلها مواجهة بالمثل لاسيما بالعاصمة صنعاء مخلفة عدد من القتلى والجرحى ودمار هائل في الأحياء والمساكن ولا تزال تتجدد مع كل افق لتوافق سياسي او بوادر انفراج سلمي للزمة الطاحنة .