صعدة برس-متابعات - صراع خليجي- خليجي بين فريقي التسوية والحسم باليمن
قال رئيس «حزب النهضة» الإسلامي الذي تصدر الانتخابات في تونس الشيخ راشد الغنوشي، أن «هناك تحولاً في السياسة الدولية تجاه التيار الإسلامي المعتدل بعد الثورات التي شهدتها المنطقة، فربيع الثورات فرض الحركة الإسلامية معطى أساسياً من معطيات الساحة، ولا مناص من التعامل معه احتراماً للديموقراطية، وسبيلاً وحيداً لتحقيق الاستقرار».
وأشار في مقابلة مع جريدة «الحياة» من الدوحة بعيد لقاء جمعه مع أمير قطر لمناقشة الدعم للحركة ومثيلاتها لتصدر المشهد السياسي في الوطن العربي على أنقاض البلدان ومقدراتها وجيوشها ، إلى أهمية إسقاط النظام في اليمن وإفشال "المبادرة الخليجية" وفقا لتطلعات قطر.
وتواجه المبادرة الخليجية في اليمن بجانب أزمة المفاوضات بين الإطراف المتصارعة على الإلية التنفيذية، تواجه صراع خليجي –خليجي، غير معلن بين فريق التسوية السياسية المتوافقة بين أطراف الصراع مجنبه لانهيار الدولة باليمن وتقوده السعودية صوب انفراج بترقب مشاورات اللحظات الأخيرة وبإسناد وجهد دولي ، وبين فريق الحسم والاجتثاث وإسقاط الدولة وتقوده "قطرائيل الاخوان والقاعدة" بلوبيها الدولي ونحو مسار يستحضر التصادم الكبير الذي يمثل فيه المنتصر مهزوم نظرا لواقع الانقسام في بنيان المجتمع وباتجاه تشعبات أطراف الأزمة.
الزعيم الاخواني البارز الغنوشي وصف النظام في اليمن بأنه «لا يقل توحشاً وسوءاً عن شقيقه السوري»، داعياً دول مجلس التعاون الخليجي إلى ما يراه «قبول حكم الشعب في اليمن، فالحكومة معزولة ولا فائدة من تطويل عمرها، وهي قدمت ما يكفي سنداً وبرهاناً لضرورة إطاحتها واستبدالها بحكومة تمثل الشعب اليمني الذي قدم مشاهد رائعة من مشاهد البطولة والسلمية».
ورأى أن «لا فائدة ترجى من المبادرة الخليجية»، مشيراً إلى تظاهرات المعارضة التي يقودها الإخوان باليمن –حزب الإصلاح –اكبر أحزاب المعارضة- بالقول أن «الشعب اليمني أمضى ثمانية أشهر في الساحات من الشمال إلى الجنوب، وأصبح النظام معزولاً، ولا يمثل إلا قلة في صنعاء، وهذا دليل على أن الشعب مصر على التغيير وأن هذه الحكومة معزولة ولا فائدة من تطويل عمرها». ودعا دول الخليج إلى «أن يقبلوا حكم الشعب في اليمن».
ورداً على سؤال عن رؤيته للدور الإيراني، قال إن «إيران جزء من المنطقة، ولن ترحل عنها، ولا سبيل إلا أن تتعايش هذه الشعوب التي تنتمي إلى أمة واحدة، وأن يحترم بعضها بعضاً، وان يحترم بعضها استقلال البعض، وأن تراهن على التعايش والتعاون لفائدة الجميع».
وأكد انه ناقش وأمير قطر «التحديات التي تواجه الثورات العربية، خصوصاً على المستوى الاقتصادي».
وأوضح أن «الأمير وعد بأن قطر ستكون حاضرة في مشاريع التنمية، سواء في مصر أو في تونس، كما كانت حاضرة وما زالت حاضرة في الدعم الإعلامي لهذه الثورات، لا سيما أن العثرات أو الصعوبات السياسية التي كانت تعرقل نمو العلاقات بين تونس وقطر في ظل نظام المخلوع (زين العابدين بن علي) زالت».
|