صعدة برس - تعز - أثنى نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي على ما عبرت عنه جماهير شعبنا بمختلف فئاته وشرائحه الاجتماعية من مواقف منددة ومستنكرة للتصرفات غير المسؤولة وأعمال التحريض والتعبئة الخاطئة ونشر ثقافة الكراهية والبغضاء والمناطقية والشطرية.
وقال في المهرجان الجماهيري والشبابي الكبير الذي أقيم في ميدان الشهداء بمدينة تعز اليوم احتفاء بيوم الديمقراطية الـ27 أبريل:" الشعب اليمني تصدى وسيظل يتصدى لأية عناصر حاقدة تريد إدخال اليمن إلى أتون الصراعات وزرع الفتنة بين أبنائه. فشعبنا اليوم واع ويدرك خطورة الصراعات ويدرك أن حاجته هي إلى الأمن والاستقرار والتفرغ للتنمية والبناء.. ويكفيه صراعات الماضي ومآسيه".
وأكد نائب رئيس الجمهورية على أهمية تعزيز الاصطفاف الوطني الواسع لكافة القوى والفعاليات السياسية والاجتماعية والثقافية في السلطة والمعارضة من اجل الوقوف صفا واحدا في مواجهة كل أعمال الإرهاب والتخريب والقتل والتقطع وغيرها من الأعمال الخارجة على الدستور والقانون.
وقال:" أمامنا اليوم مهام وتحديات كبيرة يجب أن نضعها نصب أعيننا لأن مستقبل الوطن مرتبط بها, وليس هناك أهم من إجراء التعديلات الدستورية المطلوبة لتطوير النظام السياسي والديمقراطي والانتقال إلى نظام الحكم المحلي واسع الصلاحيات والتسريع بجهود البناء والتنمية ومواجهة التحديات المفروضة في هذا المجال وتكريس الجهود لانجاز ما تبقى من البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية ومواجهة أعمال الإرهاب والقرصنة, وهذه مهام وتحديات نتصدى لها جميعا وفي ظل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية".
وتابع قائلا:" وعلينا أن نشحذ الهمم ونشمر عن السواعد ونوجه الطاقات للبناء والتنمية". ودعا الجميع إلى استشعار مسؤولياتهم الوطنية, والقيام بمهامهم وواجباتهم على أكمل وجه.
وقال:" ينبغي على كل فرد في المجتمع أن يقوم بدوره من منطلق استشعره بالمسؤولية الوطنية وان يحرص الجميع على انتهاج الحوار لمعالجة أية قضايا خلافية".
وأضاف:" على الجميع أن يدركوا أن الاختلاف في الرؤى لا يفسد للود قضية وأنه من الطبيعي أن يكون هناك تباين واختلاف في البرامج والتصورات والرؤى إزاء بناء اليمن الجديد, فهذه سمة من سمات الديمقراطية, ولكن شريطة ان يتم ذلك في الإطار المؤسسي تحت سقف الالتزام بالثوابت الوطنية والثورة والجمهورية والوحدة والحرية والديمقراطية والأمن والاستقرار وعدم الخروج على الدستور والقانون وأن يحرص الجميع على الحفاظ على الوطن ومصالحه العليا".
وأكد نائب رئيس الجمهورية أن الاحتفالات بالوحدة وبالديمقراطية هي احتفالات بزوال التشطير ومآسيه الفظيعة، احتفال باستعادة الكرامة والانتصار للإرادة وتحقيق الأماني والأهداف السامية.
وأستطرد قائلا:" وقد أوضحنا بجلاء أن أي إساءة للوحدة المباركة وللديمقراطية هي إساءة للشهداء الأبرار الذين سقطوا في معارك التصدي للإمامة والاستعمار والدفاع عن الوحدة وهي إساءة لعزة وإرادة وكرامة الشعب اليمني وقواته المسلحة والأمن ولن يتسامح الشعب ومعه مؤسسات حماية الشرعية الدستورية مع من يسيء إلى عزته وإرادته وكرامته".
وقال:" فليصمت كل الحالمين بعودة يمن الوحدة والديمقراطية إلى عهود التشطير والدكتاتورية والحكم الشمولي، عهود الصراعات الدموية، ووجبات القتل والدمار والحروب الشطرية التي عانى منها شعبنا طويلا".
ومضى قائلا:" لقد علمتنا الثورة والوحدة كيف يكون التصدي للمؤامرات والدسائس وكيف نخرس الأصوات النشاز ونتصدى لأية محاولات للنيل من الوحدة الوطنية وزعزعة الأمن والاستقرار".
وأردف قائلا:" نحن نفتخر دوما بمحافظة تعز البطلة وأبنائها المكافحين في مختلف المجالات، فتعز كانت وينبغي أن تظل مدينة مزدهرة ومستقرة وآمنة تحت ضلال وارفة لشجرة وطننا اليمني الكبير".
وتابع قائلا:" أن الأوان لكي يتنافس المتنافسون عبر صناديق الاقتراع في سبيل خدمة المواطن والوطن, ونحن كدولة نؤكد على أن التنافس الصحيح والسليم يجب أن يكون في ميادين الأمن والاستقرار والتعليم والبناء والتنمية، وهذا يستدعي نبذ التطرف والعنف والفوضى وكل الأعمال المخلة بالأمن والخارجة عن الدستور والنظام والقانون".
وشدد نائب رئيس الجمهورية على ضرورة أن يكون شعارنا هو الاحتكام إلى الدستور والقوانين النافذة ومحاربة كل أشكال الإرهاب والتخريب والتقطع والحرابة، وليكن طريقنا هو طريق تحقيق المكاسب والإنجازات في بناء الإنسان والتعليم والصحة والكهرباء وغيرها من مشاريع البنية التحتية والاهتمام بالاستثمار ومكافحة الفقر والبطالة وتربية النشء والأجيال الجديدة بروح عهد الوحدة والديمقراطية.
وأكد أن الجيل الجديد تقع على مسؤوليته مهام لتعزيز الإنجازات والمكاسب الوطنية بجانب مسؤوليته الوطنية مع مختلف فئات الشعب في الدفاع عن مكاسب الثورة والوحدة والديمقراطية.
وقال:" لا بد من التصدي بكل حزم لكل من يروج النعرات المناطقية والسلالية والشطرية, ولابد أيضا من تنوير الجيل الجديد جيل المستقبل بالمآسي التي عشناها في الماضي في ظل التمزق والتشطير وتفويت الفرصة على من يحاولون زرع الفتن والفوضى حتى يكون الجميع عند مستوى المسؤولية.
وعبر في مستهل كلمته عن سعادته لحضور هذا المهرجان الجماهيري الكبير احتفاء بيوم الديمقراطية يوم الـ 27 من أبريل. ونقل للحاضرين تحيات وتهاني محقق الوحدة ومؤسس الديمقراطية فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية".
وقال:" إن هذا المهرجان الكبير يعبر عن طموح أبناء تعز ورغبتهم الجامحة في إرساء أسس الديمقراطية وتحقيق المهام التنموية الكبيرة وبناء اليمن الجديد يمن الوحدة والديمقراطية والبناء الوطني الشامل".
وأضاف:" ولا يفوتني هنا أن أعبر عن أهمية إقامة هذا المهرجان الكبير والمهرجان الاحتفالي في مدينة تعز... تعز اللقاء والتواصل وكلنا يتذكر كيف كانت عدن تستقبل الأحرار الرافضين للحكم الإمامي الكهنوتي البغيض في حين كانت تعز تحتضن ثوار الجبهة القومية وجبهة التحرير".
تابع نائب الرئيس قائلا:" ففي تعز كان مناضلو الثورة اليمنية يتدربون على السلاح، وفيها يتسلحون ومنها ينطلقون لخوض الكفاح المسلح ضد الاستعمار, والى تعز يعودون لأخذ استراحة المحارب والتزود بالسلاح والعتاد اللازمين لمواصلة رحلة التحرر من الاستعمار والحكم الإنجلوسلاطيني".
وأردف قائلا:" لقد قضى شعبنا على الإمامة وطرد الاستعمار وانتصر على التشطير وجاء بالديمقراطية محل الشمولية وأصبحنا اليوم نحتفل بالوحدة وبالديمقراطية في يمن الـ 22 من مايو المجيد".
وأشار عبد ربه منصور هادي إلى أن اليمن ستحتفل قريبا بالعيد الوطني الـ 19 لقيام الجمهورية اليمنية في ظل راية الوحدة والديمقراطية.
وقال:" هذا المكسب الوحدوي الكبير يعد ترجمة لأهداف ومبادئ الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر".
وأعلن نائب رئيس الجمهورية أن الاحتفال بالعيد الوطني العشرين للعام القادم سيقام في محافظة تعز وذلك كما وعد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح خلال احتفالات شعبنا بالعيد الوطني السابع عشر وذلك بهدف تحقيق المزيد من المكاسب الوطنية على مختلف صعد البناء والإنجاز, حيث سيتم تنفيذ مشاريع تصل تكاليفها الإجمالية إلى سبعين مليار ريال ويتركز جلها في مشاريع البنى التحتية بمختلف جوانبها".
وقال:" إن ذلك وعد وعهد وترجمة لأهداف البرنامج الانتخابي لفخامة
الرئيس وليس كما تدعي بعض الصحف التي لا تعرف أخلاقيات وقواعد مهنة الصحافة جيدا".
وحث نائب الرئيس قيادة المحافظة على استكمال ما تبقى من التحضيرات لاحتضان المحافظة فعاليات الاحتفال بمرور عقدين من عهد الوحدة المباركة. ووجه الحكومة باعتماد 50 % من المبالغ الخاصة بالمشاريع المتعثرة والمتعلقة بالعيد الوطني الـ 20 من ميزانية العام الحالي.
وأكد أن أبناء محافظة تعز كانوا خير سند وداعم للقوات المسلحة والأمن والدعم الشعب أثناء الدفاع عن الوحدة والتصدي لفتنة محاولة الانفصال في صيف 94 م, فضلا عن تحويلهم المدارس إلى مستشفيات.
وتطرق نائب الرئيس إلى إستراتيجية الدفاع عن هذا المكسب العظيم إبان تلك الفتنة. وقال:" أذكركم أنه عندما اجتمعنا هنا في تعز مع المجلس التنفيذي والشخصيات الاجتماعية يوم الـ 23 من مايو 1994م وقلت لهم أن محاولة الانفصال ستفشل وسندخل عدن ولكن بعد دخول قوات الشرعية الدستورية المكلا وذلك حتى لا نبقي لأحد أي فرصة للإدعاء أو التحايل على جماهير الشعب اليمني".
وأضاف:" اليوم مرت 15 سنة ونحن في أمن وأمان وانتهت الصراعات الشطرية او الصراعات داخل الشطر الواحد ونؤكد لمن يحلم بأن التاريخ لن يعود إلى الوراء.
وأكد نائب الرئيس أن الوحدة هي العزة والكرامة والشموخ والإباء والمكانة الرفيعة, وان الواهمين بجنون العظمة سوف يجدون أنفسهم في مكانة لا تليق وخلف قطار العصر برفضهم التاريخ والمجتمع بعد أن تجاوزهم الشعب بإرادته وعزيمته ونهوضه الحضاري. مشددا أن ضعفاء النفوس لن يستطيعوا اليوم العودة بعجلة التاريخ إلى الخلف وهذه حقيقية تاريخية.
ونوه إلى أن اليمن اليوم بحاجة إلى الاستقرار والاستثمار والتطوير والنهوض. وقال:" نعم قد يكون هناك بعض الأخطاء والسلبيات والفساد وغير ذلك ولكن هناك معالجات اتخذت في ظل الوحدة والديمقراطية".
سبأ
|