- خونة ومناطقيون !!..

الثلاثاء, 15-مارس-2016
صعدة برس -
*عبدالملك الفهيدي
منذ عام وتحديدا منذ انطلاق العدوان السعودي على اليمن اصطف جل الاعلاميين والناشطين ومن في فلكهم- الذين تعد تعز مسقط رؤوسهم- سيما المحسوبون على الاحزاب (الاشتراكيون والناصريون والإخوان) في صف شكرا سلمان ...
لم يكتفوا بذلك بل بدأوا بحملات تحريض مناطقية بغيضة رغم ان معظمهم ان لم يكن كلهم لم تعد تربطهم بتعز سوى التسمية وزيارة العائلة في كل عيد او ربما تنعدم الزيارات حتى ...فجميعهم يعيشون في العاصمة صنعاء ...وبعضهم في محافظات اخرى لكنهم انبروا ليعبروا عن فكرهم المناطقي البغيض بأشكال مختلفة ومتعددة ...
بعضهم لم يعد يرى في اليمن(الجغرافيا) سوى تعز.. وبعضهم لم يعد يرى في اليمن (الانسان) سوى سكان تعز ..وبعضهم لم يعد يرى من عدو لليمن سوى (الحوافيش) ...وكلهم قالوا شكرا سلمان ...وكلهم يشنون حملات التحريض ضد بقية ابناء اليمن الاخرين ويطلقون عليهم اقذع الالفاظ والصفات والكلمات والشتائم ولم يسلم من مناطقيتهم حتى ابناء تعز الذين يقفون في وجه العدوان ورفضوا ان يكونوا مثلهم مطايا لسلمان وريالاته وعدوانه على شعبهم ..
وعلى مدى عام كانت طائرات العدوان تقتل اليمنيين ...وتدمر كل شيء في البلد و في الطليعة تقصف وتقتل تعز البشر وتدمر تعز الحجر ...وهؤلاء مستمرون في تصفيقهم وهتافاتهم (شكرا سلمان)...حتى حين انكشفت وحشية وحقد العدوان على ابناء تعز كما هي على كل اليمن ورأى العالم كله مذابح سلمان في المخا كان هؤلاء مستمرون في تصفيقهم وهتافهم للعدوان ...بل تحولوا الى جوقة اعلامية تبرر له جرائمه ومذابحه ليس بحق ابناء تعز بل وبحق كل ابناء اليمن ..
وحين كان كل ابناء اليمن يشاهدون جرائم مرتزقة العدوان وأعمال القتل والسحل في تعز من قبل مؤيدي العدوان ومن يدعون انهم مقاومة لتحرير تعز ...كان هؤلاء يمارسون نفس الدور ويبررون لكل هذه الجرائم بل ويحرضون على ارتكاب المزيد منها ليس بحق (الحوافيش) كما يسمونهم بل حتى بحق ابناء تعز الرافضين للعدوان ،ويدعون لسحلهم وقتلهم باعتبارهم اعداء يجب ان يذوقوا وبال امرهم لا لشيء إلا لأنهم رفضوا ان يكونوا مع العدو وفضلوا ان يقفوا في صف الوطن والشعب ضد العدوان والحصار ...
هللوا لما سموه تحرير عدن والمحافظات الجنوبية وطبلوا لاحتلالها من قبل الغزاة وصوروا تدنيس الجنود الاجانب لأراضي اليمن في عدن وغيرها بأنه فتح من الله ونصر قريب ...وحين بدأ بعض من يحذون حذوهم في الفكر المناطقي بطرد ابناء تعز من الباعة والبساطين من عدن اصاب اولئك المرتزقة الخرس ولم يتفوهوا بأي كلمة ...وان ظهر بعضهم رافضا لما حدث فلم يكن رفضه سوى بمزيد من فكر المناطقية ضد ابناء تلك المحافظات ...
هؤلاء الذين يدعون انهم في صدارة سكان اليمن علما وثقافة وتحضرا ومدنية هم من شاهدناهم على القنوات يتباكون على تعز وحصارها ويتناسون ان كل اليمن محاصرة ،واصلوا غيهم المناطقي وهم يشاهدون مناظر السحل والتنكيل تعود مرة اخرى الى شوارع تعز هللوا لها ومن اصابه الحياء قليلا منهم اعتبرها احتقانا طبيعيا..
هؤلاء المناطقيون بعضهم يعيش في فنادق الرياض والقاهرة واسطنبول والدوحة وعمان وغيرها ...ويشاهدون تعز واليمن كله يدمر وهم مستمرون في التطبيل والكذب بان هذا العدوان وهذا التدمير وهذا القتل هو جسر العبور للدولة الافلاطونية وتعز المثالية ،دون ان يعنيهم كل الالام التي يشاهدونها لا في تعز ولا في أي بقعة من اليمن كلها ...
البعض الاخر منهم والذي لم يسعفه حظه ان ينضم الى فنادق العدوان وتحالفه فر نازحا الى العاصمة صنعاء ومنها يواصل بث سمومه المناطقية وفكره العفن ويلغي اليمن كله ويختصرها في تعز..ويتباكى ليل نهار على تعز وسكانها ويحرض ابناءها الواقفين معه في خندق العدوان على مواصلة الحرب والقتال والتدمير وعدم التوقف عن سفك الدماء حتى تحرير اخر شبر من تعز ولو كان ثمن ذلك ان يموت كل ابناء تعز من يؤيد العدوان ومن يرفضه ما دام ذلك يشبع غريزته المناطقية وفكره القروي ...
كل هؤلاء المناطقيون لا يكتفون بذلك بل يدعون ويحرضون على ان تدمر صنعاء – حتى من هم ساكنون فيها- كما حرضوا على تدمير عدن وتعز ومأرب والجوف وكل اليمن ...فطائرات العدوان وما تفعله اضحت في نظرهم سبيل الخلاص وطريقا الى الجنة الموعودة التي يصرون ان سلمان وحلفاؤه من اعداء اليمن سيبنونها لهم بعد ان يكونوا قد دمروا اليمن وحولوه الى مقبرة جماعية ..
وإذا كان صحيحا ان المرتزقة ومن وقفوا في صف العدوان –على قلتهم - ينتمون الى كل المحافظات وليس الى تعز فحسب ،إلا انه وللأسف الشديد فان ابناء تعز منهم هم من يفرطون في مناطقيتهم وتحريضهم على الاخر ولا يرون في اليمن سوى هم ..وحين يظهر من ابناء تعز من يرفض مناطقيتهم ويقف في وجه العدوان يحولونه الى عبد لعفاش والحوثي ،اما اذا انتقد احد ابناء المحافظات الاخرى مناطقيتهم فيتحول في نظرهم الى مناطقي وعنصري بغيض ...
كل محافظات اليمن ابتليت بخونة باعوا البلاد والوطن والشعب للعدو وقالوا له شكرا سلمان ...لكن تعز ابتليت اكثر من غيرها بان الخونة منها يفوقون اقرانهم في المناطقية والتحريض والعويل والصراخ والتباكي والتهليل للعدوان والتبرير له ...
تعز ليست انتم ايها المناطقيون ...واليمن ليست انتم ايها الخونة ...تعز واليمن هي هؤلاء الخمسة والعشرين مليون الذين يواجهون العدوان بكل صمود وصلابة اسطورية ...ويواصلون حكاية الذود عن وطنهم والوقوف ضد قتل ابنائه واحتلال اراضيه وانتهاك سيادته وهم رافعوا الرؤوس شامخون كأجدادهم الذين طردوا كل الغزاة والمحتلين ولن يكون مصير الغزاة الجدد بأفضل حال من اسلافهم ...اما انتم فسيكتب التاريخ على صفحاته انكم لم تكونوا سوى خونة وعملاء ومرتزقة مهما غالطتم فلا احد يغالط التاريخ ،ولا احد يستطيع ان يحجب الشمس بكلمات ينثرها على شاشة العربية والحدث والجزيرة ومن فلكها ...
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 02:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-29069.htm