الإثنين, 27-فبراير-2012
 - هؤلاء هم نظام صالح


فيصل الصوفي صعدة برس-فيصل الصوفي -
هؤلاء هم نظام صالح


فيصل الصوفي

بانتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي خلفاً للرئيس علي عبدالله صالح تكون "الثورة" قد حققت هدفها الأول كما قالوا..وهذا الهدف "إسقاط نظام علي عبدالله صالح"- اختصروا النظام في شخص واحد، وإذا كان هذا هو مفهومهم للنظام فماذا عن الأشخاص الآخرين، الذين كانوا ولا يزالون جزءاً من النظام وأول المستفيدين منه؟

وأولهم علي محسن والاخوان وكبار مشايخ حاشد.. أليس هؤلاء هم حلفاء صالح والمشتركين في نظامه والمنتفعين به والمخربين له أيضاً.. وهم طالما تحدثوا عن دورهم في "صناعة صالح" وتمكينه من السلطة فترة طويلة.. منذ أن تولى الرئيس علي عبدالله صالح الحكم عام 1978م كان شركاؤه في النظام علي محسن الأحمر والاخوان وكبار مشايخ قبيلة حاشد التي هي أصغر القبائل ومع ذلك فهي الأكثر تأثيراً في النظام والقوة الرئيسية المتحكمة بأمور الدولة بحكم أنها أكثر المستفيدين من الدولة..

هؤلاء هم نظام صالح.. قاتلوا الجبهة الوطنية وقاتلوا الجنوبيين والحوثيين وأخمدوا القوى التحديثية، وعندما وجدوا أن الرئيس علي عبدالله صالح في سنواته الأخيرة مال إلى إدارة شؤون الدولة باستقلالية عنهم وشرع في كبح جماحهم إلى مزيد من الثروة والإفساد.. تمردوا عليه وسعوا لإزاحته من طريقهم عن طريق "ثورة" كيفت للإبقاء على نظام صالح ولكن بدون صالح.. للإبقاء على علي محسن وهيمنة حاشد وطغيان الاخوان.. أهذه ثورة! أم بورة؟

يقولون: هذا أول أهداف الثورة.. وهناك أهداف أخرى لابد أن تستمر الثورة حتى تنجزها.. ما هي؟ إقالة أحمد علي من قيادة الحرس ويحيى من أركان حرب الأمن المركزي ومحمد صالح من الجوية وتوفيق وفلان وفلان.. لأنهم أقارب صالح.. السبب أنهم أقارب..!

حسناً علي محسن الأحمر من الأقارب، وأسرة الأحمر أقارب، وبيت الشيخ الأحمر متغلغلة في الجيش والأمن والمؤسسات المدنية للدولة بمئات الأقارب، ولو تصفح أحد منكم الجريدة الرسمية التي تنشر فيها القرارات الجمهورية وقرارات رؤساء الوزراء المتعاقبين سوف يجد أن ما من مسؤول في الدولة أو في حزب، أو حتى الأعضاء الجدد في حكومة الوفاق الوطني إلا وله على الأقل ابن ومجموعة أقارب عينوا في مناصب عسكرية ومدنية بموجب تلك القرارات.

من أهداف الثورة إقالة أحمد علي من الحرس الجمهوري وبقاء علي محسن في الفرقة وقيادة المنطقة الشمالية الغربية.. إقالة أحمد الذي أسس أفضل مؤسسة وطنية ويديرها بكفاءة وشفافية، وبقاء اللواء الذي أفسد وورط قوات الجيش في معارك دامية لا مبرر لها، وأخيراً شق الجيش وزاد يسعى لما هو أسوأ.. أهذه ثورة؟

ونحن هنا لا ندافع عن خطيئة استغلال السلطة لتحقيق مصالح أسرية من قبل أي صاحب سلطة عليا أو متوسطة أو دنيا أو صاحب نفوذ، ولكننا نفضح هذه الثورة العوراء التي كيفت لمصلحة حلفاء صالح القدامى، الذين يريدون التخلص ممن كبح فسادهم وطغيانهم، ليبقوا هم مستمرين في الفساد والطغيان.. أهذه ثورة؟
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 04:02 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-2916.htm