الأحد, 20-يونيو-2010
بقلم/ افتتاحية صحيفة الثورة: -
السؤال الذي يتردد في أوساط المجتمع اليمني هو: ماذا يريد أولئك الذين يسعون إلى خلط الأوراق في هذا البلد؟.. وما الذي يبحثون عنه؟.. وأي شيء يريدون الوصول إليه من وراء تكالبهم وسباحتهم عكس التيار؟! نقول هذا بعد أن كشفت الكثير من الوقائع ان قاسماً مشتركا وحبلاً سرياً يربط في الأهداف والمصالح بين (القاعدة) و(الحراك) وبين (المشترك) و(الحوثيين) في خلطة عجيبة وغريبة ومريبة، فعلى الرغم من أن هذه الأطراف من الناحية النظرية لا تجمعها رابطة ايديولوجية أو فكرية أو اتجاه سياسي أو ثقافي، إلا أن الواضح أن كل هذه المتناقضات قد جمعتها بعض الأمراض التي استوطنت في دواخلها وعقولها واستحكمت في نفوسها بحيث صارت تشكل خلطة عجيبة تتماهى مع بعضها البعض لتشكل في النهاية عصبة واحدة تحركها ضد هذا الوطن الأحقاد والضغائن والنزعات المصلحية والأهواء الذاتية الضيقة والمفاهيم البالية وغرائز التطرف والتشدد والتعصب وموروثات الفكر الماضوي بنمطيه الشمولي والعنصري، ليلتقي المتعوس وخائب الرجاء على الشر والعدوان وإلحاق الأذى والإضرار بمصالح المجتمع، كل من جهته وبأساليبه ومعاوله التدميرية. ولسنا بحاجة للتذكير بحقيقة أطراف هذه «الخلطة» وما الذي ترمي إليه، فالشعب اليمني يعرف حقيقتهم ويدرك مراميهم ويعلم علم اليقين على ماذا تراهن هذه النتوءات سواء من لا يفقهون العمل السياسي الذين رفضوا الحوار وأعاقوا التئامه، أو أولئك الذين باعوا أنفسهم للشيطان بثمن بخس مقابل ما يقومون به من أعمال التخريب وجرائم القتل والنهب والسلب، أو أولئك العنصريين الحالمين بإعادة عقارب الزمن إلى الوراء، أو أولئك المتحجرين والضالين من عناصر التطرف والإرهاب الذين يطمحون لإقامة إمارة «إسلامية» في اليمن على غرار نموذج «طالبان». ولكن ما يهمنا هنا هو التأكيد على أن هذه النتوءات ليست أكثر من مجرد فقاعات وفطريات ظهرت في الجسد ومن السهل علاجه منها، أما ما أصبح منها كالسرطان فإن الواجب استئصاله حتى لا يستفحل في ذلك الجسد، ولا خوف على الوطن من هذه الطفيليات التي ستتساقط كما تتساقط خفافيش الظلام امام أنوار وثقافة الوحدة السامية والمباركة التي سيظل ضياؤها أقوى وأسطع من العتمة التي يريدونها لليمن. ولتتأكد «عصبة الشر» وكائناتها الطفيلية، أنها تراهن على جواد خاسر وأن كل رهاناتها البائسة مآلها الفشل الذريع، والانكسار على صخرة وعي وإرادة الشعب اليمني الذي سيبقى الرقم الصعب الذي يستحيل أن تنال من صلابته ومنعته وعزيمته الفولاذية، الأصوات الناعقة بالخراب ومعاول الهدم والتدمير والإرهاب وابواق الزيف والفتنة والخداع.. فلتخسأ الطفيليات العنصرية والطائفية والمناطقية والجهل وشرذمة التطرف والغلو.. وليخسأ دعاة الفوضى والكراهية والعنف والفرقة والتمزق، وكل الموتورين والانتهازيين والمتاجرين بقضايا الوطن ومصالحه العليا.. ولا نامت أعين الجبناء.. أعداء الخير وأعداء الحياة.



تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:06 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-297.htm