- الملك والرئيس .. من جمال عبدالناصر الى الأسد .. العدو واحد..

الثلاثاء, 06-ديسمبر-2016
صعدة برس -متابعات -
*نارام سرجون
عندما اطلعت على حزمة من الشهادات والوثائق التي لم تعد سرية عن معرفة الملك فيصل بن عبد العزيز للضربة الاسرائيلية لمصر وسورية عام 1967 قبل اسبوع واحد فقط من الحرب لم أتعجب كيف أن شيئا لم يتغير منذ عهد عبد الناصر .. فالأسرة السعودية عبر الملك فيصل بن عبد العزيز أبلغت بسرّ الخطة الاميريكية الاسرائيلية لضرب مصر والحاق هزيمة مهينة بالرئيس عبد الناصر الذي أحست المملكة أنها ستحقق انتقاما منه لدوره في دعم الثورة اليمنية التي هزت عرش الملك العائلة السعودية .. ويبدو أن هناك اتفاقا على صحة الوثيقة السرية التي كشفت رسالة فيصل الى الرئيس الأميركي لتأديب عبد الناصر بواسطة اسرائيل .. وكان من المعروف أن سافر الملك فيصل الى بريطانيا قبل أسبوع واحد من نكسة 67 ولم يسأل أحد عن الصدفة من وقوع الزيارة قبل أسبوع واحد من حرب 67 والتي التقى فيها سرا مع موفد أميركي لابلاغه رسالة خاصة .. والتي يستنتج المتابع أن الزيارة كلها أعدت للتغطية على اجراء لقاء سري مع موفد الرئيس الأميريكي الذي وصل سرا الى لندن لابلاغه بقرار الغرب بضرب الجيش المصري وتأديب عبد الناصر بواسطة الجيش الاسرائيلي .. ولقي هذا طبعا مباركة المملكة والملك فيصل الذي لايزال يقدم في العالم العربي على أنه افضل ملوك بني سعود على الاطلاق ونخبة انتاج العائلة السعودية العروبية وانه لم يبتسم منذ أن سقطت القدس حزنا عليها وأنه دفع حياته ثمنا لأنه أراد ان يصلي في القدس .. ولكن تبين أنه لم يبتسم الا عندما سقطت القدس وهزم الجيش المصري وارتاح السعوديون من زعامة ناصر وهو جريح في كبريائه ..وأن الملك لم يكن يوما يريد الصلاة محررا في القدس بل في الجامع الاموي والجامع الأزهر .. عند تحطيم الجمهوريات الوطنية في سورية ومصر ..

حجة المملكة يومها في تأييدها للهزيمة سرا هي أن عبد الناصر كان عدوها اللدود وكان الخطر الذي يهددها وكان من واجب الملك فيصل أن يوقفه حتى وان اقتضى الأمر السماح لاسرائيل باحتلال الاراضي العربية بما فيها القدس .. ولذلك فان هذا القياس هو ذاته الذي طبق على الرئيس بشار الأسد والسيد حسن نصرالله .. فالرجلان عملا بصمت ليظهرا على أنهما يملكان القدرة والامكانيات لهزيمة اسرائيل دون الحاجة للعرب وتجلى ذلك في حرب تموز 2006 .. ففي هذه الحرب تبين أنها الحرب التي تخاض من دون العرب وبأقل التكاليف وباقل الحشود العسكرية ولكن بمنتهى الاخلاص وبمستوى صفر خيانة .. فاهتزت اسرائيل .. واهتزت معها المملكة التي تبين لها أن الرجلين و- ماسمي "الهلال الشيعي" معهما - كشفا حجم التراخي والاستهتار العربي المتعمد في مشروع تحرير القدس وفلسطين وحجم الكذب بالاستعداد للحرب مع الصهاينة على المستوى العربي .. وكشفا أن فلسطين محتلة بسبب مؤامرة عربية قلبها سعودي وليس بسبب مؤامرة يهودية خالصة وأن تحريرها من أسهل المهمات عند حشد جزء من الارادة والقوة .. فالسعوديون عطلوا كل مشاريع التحرير والانتصار ووضعوا العصي في العجلات وثبطوا الهمم وهمدوا العزائم وتثاقلوا نحو أي جهد عسكري .. ولكن عندما غابوا عن معركة 2006 انتصر حزب الله المدعوم سوريا وايرانيا وكشف وهن بيت العنكبوت بشكل لم يتصوره انسان ..

واي نصر ضد اسرائيل سيصنع بالطبع زعيما كما صنع نصر 1956 زعامة عبد الناصر التي أثارت رعب الأسرة المالكة السعودية وهي ترى زعيما حقيقيا يقدر باشارة واحدة منه أن يحرك الشارع العربي .. فأعدت السعودية واسرائيل لعبد الناصر هزيمة مجلجلة عملت عليها قرابة عشر سنوات من نصره وتمثلت في نكسة 67 .. وتكرر نفس الشيء في عام 2006 الذي كان يشبه نصر 56 المصري .. لأن نصر تموز رفع جدا من شعبية السيد حسن نصرالله والرئيس بشار الأسد في العالم العربي الذي كان يبحث عن زعامة حقيقية .. فأعدت السعودية واسرائيل بعد 5 سنوات وعلى جناح السرعة مشروع الثورة السورية ضمن باقة (الربيع العربي) لضرب الزعامة الناهضة الجديدة الخطرة بقوى اسلامية استولت على العالم العربي لمنع أي مؤازرة للزعامة القوية التي ظهرت في المنطقة ..

عندما تسقط الاسرة الملكة السعودية في قادم الأيام سيصاب الناس بالذهول عندما تفتح الغرف السرية وتكشف الوثائق المخبأة والمحنطة والمحفوظة أي عائلة هذه التي حكمت بلاد نجد والحجاز .. وكم عدد العرب والمسلمين الذين افترستهم وأكلتهم هذه المملكة من أجل ملكها العضود .. وكم ستأكل وتلتهم من ابناء هذه الامة قبل أن يصل أجلها وتنهيها الأقدار .. الفارق الوحيد هو أن عبد الناصر هزم ورحل .. وهزم مشروعه وطموحه .. أما اليوم فان مشروع السعودية هو الذي ينتظر الهزيمة ويترنح وهو يواجه الاندحار في آخر محطة في مشروعه الطموح على أعتاب الشام .. وهزيمة العائلة الملكة السعودية في آخر مشاريعها بدت ملامحها في ترنح جبهة النصرة في حلب وفي عين أميريكا التي تسن سكاكينها ليل نهار .. وتنظر الى البقرة السعودية نظرة ذات معنى مخيف ..
في الوثائق التي تخرج من الظلام والادراج سيصدم الناس أكثر من معرفة أكاذيب وخرافات كذبة سلاح النفط الذي روجت له السعودية بأنها استعملته من أجل القضية الفلسطينية وحرب اكتوبر- تشرين .. الحظر النفطي تبين أن الذي استفاد منه الشركات الاميركية الموالية لاسرائيل .. التي تقوم بالاستثمارات النفطية والتي رفعت اسعار النفط بحجة الحظر ورفعت منسوب أرباحها بشكل خيالي وعوضت اسرائيل وداعميها عن كل الخسائر التي تسببت بها الحرب ..

الزمن سيكشف أسرارا عن دور الأسرة السعودية السري تجعل الأبصار شاخصة .. والأفواه مفتوحة .. والعيون جاحظة .. وفد نكتشف أن المليارات التي تصل اسرائيل كمساعدات امريكية سنوية تؤخذ مباشرة من الخزينة السعودية بتوقيع الملك نفسه .. وتغلف باسم هبة امريكية ..
لم يتغير شيء في التاريخ .. من ناصر الى الأسد .. ومن فيصل الى سلمان .. العدو واحد .. اسرائيل والسعودية ..
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 03:14 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-31816.htm