بقلم/ الاستاذ/عبده محمد الجندي - المشترك هذه الاحزاب والتنظيمات السياسية الجمهورية الوحدوية التي تكرر اليوم نفس اللعبة السياسية التي انتهت بلاعبي الامس الى الخسارة الفادحة ليسوا بحاجة إلى هذه الاضرار على تجاهل الممكن بحثاً عن سراب المستحيل حتى ولو كان عشبه الاخضر معلقاً فوق الضفا فالرخوة للهاوية المحركة لجنون المغامرة وليسوا بحاجة إلى استرضاء تلك القيادات الانتهازية المحتضرة واخراجها مما تعانية من مشاعر العزلة المثقلة بالاحباط واليأس بحكم ما اقتضته في ماضيها غير المشرف من الارتهان الذي قادها الى العمالة والخيانة الوطنية.
اقول ذلك واقصد به انه لو كان الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر على قيد الحياة لما كان قبل للاصلاح هذا النوع من المراهنات الصبيانية الدافعة للاقواء وصوب الاستنجاء باضافة قوة الاضعف الى قوته المتواضعة وبهذا القدر من التقهقر الهابط إلى جنون العظمة الدونية غير المشرفة وغير اللائقة في تفكير العظماء لأن مغادرة اصحاب المشاريع الحضارية الكبيرة الى الاستقواء بأصحاب المشاريع الصغيرة اسوأ أنواع التفكير الأيديولوجي والسياسي الذي يخرجهم من اعماق التاريخ الى الدروب الموحشة والمخزية لهوامشه ومنحدراته الغافلة للعظمة بكلما تعنية الكلمة من معانٍ لغوية وفكرية معقولة ومقبولة.
اقول ذلك وأربأ لقيادات الجمهورية والوحدوية والديمقراطية أن تبحث لاحزابها عن منقذين من بين بقايا الفلول الامامية والانفصالية الذين لا يرجى من مصافحتهم سوى نغمة الخزي والعار، فقد كان السلام على فخامة الرئيس وتبادل التنازلات معه ومع حزبه الجمهوري الوحدوي الديمقراطي اميز لهم وأفضل في سياق التنافس المشرف على الحركة والتغيير والتطور الذي ينشدونه لاحزابهم ولشعبهم من ملاحقة تلك القيادات الامامية والانفصالية المرفوضة والمنبوذة المشدودة بحب التراجع الى الخلف وليس بدافع الرغبة في الصمود إلى الامام؟
بحكم ما الحقته بنفسها من التشوهات الناتجة عما اقترفته من الخيانات والعمالات المخزية والمخجلة لان الجمهورية اليمنية قوية بأبنائها المخلصين بقدرما هي مدينة لهم بكلما لديها من الثوابت الوطنية الراسخة رسوخ التاريخ في عناقة الابدي مع التضاريس الجغرافية الشامخة لليمن الواحد لا تهزها بضع جماعات انفصالية أو امامية قادمة من وراء اسوار التاريخ في هذه المحافظة أو تلك، وفي هذه المديرية أو تلك هؤلاء الخونة والعملاء لا يمكنهم المطالبة بفك الارتباط وتقرير مصير اكثر من اثنين وعشرين مليون ونيف من ابناء الجمهورية اليمنية الجمهوريين الوحدويين الذين ينظروا للجمهورية وللوحدة بانها رباط ابدي لا تقرره هذه المحافظة أو تلك ولا تقرره هذه المديرية أو تلك، ولا تقرره هذه الجماعة الانفصالية أو الامامية أو تلك في لحظة فساد وفي لحظة ظلم أو في لحظة احساس بفقدان مصلحة أو موقع قيادي أو سياسي عسكري أو مدني أو في لحظة خطأ أرادي أولا ارادي اتهمت به قيادات فاسدة في الدولة لأن الفقر والظلم والمواقع والحقائب الوزارية يمكن رفعه وتصويبه واستعادته من قبل القيادة السياسية في لحظة مكاشفة ومصارحة مع المعارضة الوطنية في الحاضر وفي المستقبل الواعد دون حاجة إلى المطالبة بالغاء الجمهورية والغاء الوحدة والشرعية الدستورية بأي حال من الاحوال نظراً لما تمثله من مصلحة مشتركة لجميع أبناء الشعب اليمني.
أقول ذلك واقصد به أن الحزب الذي يعتقد أن بمقدوره أن يحقق ما لديه من التطلعات والاطماع السياسية والاقتصادية في السلطة والثروة من خلال المشاركة المباشرة وغير المباشرة في هذه المطالب الامامية والانفصالية المجنونة لا يمكن أن يحصد سوى الخزي والعار والسقوط الابدي من كل الحسابات السياسية والمواقع التاريخية الرفيعة والمشرفة في حاضره ومستقبله مهما عظمت ادواره النضالية الماضية لانه وضع قيادته وقواعده واعضاءه واتباعه وانصاره في موضع الرفض والكراهية من قبل عشرات الملايين الجمهوريين والوحدويين والديمقراطيينن الذين تتكون منهم الاغلبية اليمنية الساحقة اقول ذلك واقصد به أنه ليس من مصلحة أي قائد سياسي أو حزبي أن يضع نفسه موضع السياسي المعتوه علي سالم البيض الذي حول شعبيته الى كراهيته بلا حدود وبعد أن كان يتقدم الصفوف الامامية لصناع الوحدة العظام مزهواً بدوره وبرصيده الوحدوي البارز بالامس القريب اصبح اليوم في منفاه الاختياري مثله مثل الجمل الاجرب المتخلف بعد القافلة انفصالي محترف الخيانة والعداء لوطنه وشعبه مع سبق الاصرار والترصد، غير مستعد للاستفادة من اخطائه ومراجعة ما أوقع نفسه به من خيانة وطنية مهما كا ثمن ما حققه ويحققه من الاموال والمكاسب المادية الزائفة والزائلة لأن المرء حيث يضع نفسه سلباً وإيجاباً في الدخول الى التاريخ والخروج منه يعيش ويموت ويبعث رمزاً من الرموز التاريخية التي يشار اليها بالفخر والاحترام فيما كسبه من اعمال وحدوية جليلة وقد يعيش رمزاً من رموز الخيانة لموطنه ولشعبه فيما اقدم عليه من افعال انفصالية ذميمة وقبيحة ومهينة مثله في ذلك مثل شاور عميل الصليبيين ومثل اي رغال عميل الاحباش وقوادهم الى الديار المقدسة نعم سوف تظل لعنات الغضب تطارده في حياته ومماته وبعثه ما بقيت الحياة على الارض جيلاً بعد جيل ما بقي الشعب اليمني جزءاً لا يتجزء من الامة العربية ومن العالم الذي يدين بدين الاسلام لأن الوحدة هي القاعدة الوجودية الثابتة والانفصال هو الاستثناء الصائر إلى العدو والزوال وعلى الذين اخطأوا الحساب في مواقفهم أن يراجعوا انفسهم ويتراجعوا قبل فوات الاوان اقول ذلك واقصد به تحذير الاحزاب والتنظيمات السياسية اليمنية من العواقب الكارثية الوخيمة للبحث عن التغيير من خلال قيادات تقليدية منبوذة اسقطت نفسها في مقتبل الاعمار من كل الحسابات السياسية والانتخابية فيما أقدمت عليه من خيانة وطنية مثيرة للاشمئزاز والتقذر والغثيان ولن يكن بمقدورهم قط أن يكفروا عن ذنوبهم تلك فيما تبقى لهم من سنوات الشيخوخة القليلة والمنهكة بعد أن اكدت التجربة والممارسة العملية بأن الذين اخرجتهم شعوبهم من الابواب السياسية للخيانة والعمالة محكوم عليهم باستحالة عودتهم الى السلطة بارادة شعبية جديدة من الابواب التي اخرجوا منها أو حتى من النوافذ السياسية مرة ثانية بأى حال من الاحوال لانهم زبطوا النعمة والثقة الشعبية باقدامهم وبمحض ارادتهم الضعيفة فاغلقوا على انفسهم ابواب العودة اقول ذلك واقصد به أن ؟؟؟ السياسية لاتظهر الّا مرة واحدة غير قابلة للتكرار خصوصاً وان ما لقي بهم من تهم الخيانة التي دشنوا بها حياتهم السياسية تظل كابحاً بما يحول دون الثقة بهم لان المتهمين بخيانة شعوبهم من المشهور ين السياسيين الذين لمعت نجوميتهم لا يمكنهم العودة الى الحكم محمولين بما هم بحاجة اليه من تكرار الثقة
حتى ولو اعلنوا الاعتراف باخطائهم مقروناً بالندم على ما كان والاستعداد للتوبة فيما سوف يكون لأن المؤمن لايلدغ من الحجر الواحد مرة ثانية وكذلك حال الشعوب الحرة التي تكره بعد حب ذات الشفافية والحساسية العالية التي تغرق بين الخطأ الارادي والخطأ اللا ارادي لانها صاحبة المصلحة الحقيقية في الثورة والوحدة والديمقراطية لا تميل على الاطلاق لتجريب المجربين اكثر من مرة أو مرتين فلو كان علي سالم البيض ومن على شاكلته من الانفصاليين القدامى اداروا ظهورهم للانفصاليين الجدد ووقفوا إلى جانب الشعب المتمسك بالوحدة لكانوا بذلك قد سكبوا احترام الموجب للتقدم لكن يأبا الخونة مرة واحدة الا أن يكرروا خياناتهم مرات عديدة مثله في ذلك مثل الجبناء الذين تدفعهم مخاوفهم الدائمة والمستمرة الى الموت مرات عديدة قبل موتتهم الاخيرة والنهائية مثلهم في ذلك مثل الذين كتبوا على انفسهم برغم ارادتهم وبأرادتهم الحرة أن يعيشو حياة أسوأ من الموت تحت ضغط استحالة ما لديهم من طموحات مشروعة في الحياة الى اطماع دامية ومدمرة وقاتلة للحياة ولانفسهم ولما لديهم من الطموحات المؤهلة لاشباع ما لديهم من الاطماع المشروعة اقول ذلك واقصد به يا معشر الانفصاليين الذين تنظرون لانفسكم من زاوية الكراهية والاستكثار على ابنا شعبكم أن يشاركوكم ما في الوطن من الثروات واصار حكم بالقول انكم اصحاب نفوس ممتلئة بالجشع والطمع كما هي ممتلئة بالكراهية والحقد للاغلبية الساحقة من اليمنيين الذين وصفهم الرسول الاعظم بأنهم اصحاب ايمان وحكمة بقوله «الايمان يمان والحكمة يمانية» فاين انتم من هذا الوصف العميق والمشرف وقد بلغت الحقارة والنذالة والسفالة عند البعض منكم الى التنكر لهويتهم اليمنية واستبدال التسمية الوطنية الدالة على الاصالة بتسمية عربية فضفاضة (الجنوب العربي) كتسمية قومية مقطوعة من شجرة النسب الوطنية فلا تجد قبولاً في اوساط الامة العربية المكونة من جميع الشعوب العربية الناطقة بلغة الضاد لأن من ينكر هويته الوطنية يحكم على نفسه بالالغاء والحرمان من الانتماء للأمة الكبيرة بعد أن اكد تحت ضغط ما لديه من مشاعر الكراهية والحقد ومشاعر الجشع والطمع بأنه حالة شاذة لا صالة له ولا معاصرة لا هوية وطنية يمنية له ولا هوية عروبية وقومية ولا عقيدة دينية واسلامية مرتبطة بما لديه من قناعة قومية على ما بين العروبة والاسلام من علاقة جدلية مترابطة ومتناغمة كترابط الجسد والروح وتناغم العلم بالعمل والمادي بالفكري.
فاين انتم يا معشر الانفصاليين الذين تعيشون خارج العصر عاجزين عن مغادرة الماضي الضيق الافت الى الحاضر والمستقبل المفتوح على فضاءات واعدة ومفتوحة ومتحررة من الكراهية والحقد كتحررها من الجشع والطمع ومن المروءة والشهامة ومن الكرم والشجاعة على قاعدة «أنا ومن بعدي الطوفان» وما في القاعدة من صفات الخزي والعار والنذالة والسفالة المحكومة بمقولة «ثروتي حصني وحصاني ودون ذلك الموت الاسود» حتى ولو قادتكم الى حرمان أبنا شعبكم من حقوقهم الطبيعية في الحياة والرزق والمشاركة في الضرورات الحياتية يموتون جوعاً وغرقاً بما يتسرب عنكم من مشاعر الجشع والطمع الملعونة والمجنونة في عبادة السلطة والثروة التي لا تتسع الا لكم وحدكم ولا تكفي لتمكين اخوانكم من حق المشاركة ولو بما لديكم من فائض سلطة أو من فائض ثروة أو من فائض نعمة حسب قول الرسول الاعظم مخاطباً طلائع الانصار والمهاجرين «من كان لديه فضل عيش فليعد به على من لا عيش له ومن كان لديه فضل ركب فليعد به على من لا ظهر له» كيف تجيزون لانفسكم هذا النوع من هور الجشع والطمع ومن خور وجور التصرفات اللامعقولة في الاقوال والافعال وانتم تعلمون سلفاً انكم تفتحون ابواباً مغلقة للكراهية والحقد بالحكمة والعقلانية اليمنية واذا كانت عقولكم قد ذهبت ادراج الرياح كيف تصورون لانفسكم ولاطفالكم امكانية الامال الواعدة بالانتصارات المحلية والدولية لقضيتكم الانفصالية غير المشروعة وانتم تعلمون علم اليقين أن مشكلتكم مع اثنين وعشرين مليون يمني قبل أن تكون مع فخامة الاخ رئيس الجمهورية ومع مؤسسات الدولة اليمنية المدنية والعسكرية يامعشر المغفلين المراهنين على جواد خاسر السباق لا محاله.. لأن للمنطقة التي تنطلقون منها حساباتها الاقليمية والعربية والدولية المبنية على ما لدى العالم من مصالح استراتيجية تتناغم مع الوحدة ومع المشاريع الكبيرة وتتقاطع مع الانفصال والمشاريع الصغيرة بنسبة 100٪ وقبل ذلك وبعد ذلك عن أي امل تتحدثون وعن أي قضية وطنية تزايدون وتكايدون وتفجرون في خصوماتكم مع اهلكم وابناء شعبكم الذي كان له شرف الاصل الابوي العروبي الذي تفجرت منه كل القنوات والجداول العروبية التي تتكون منها الامة العربية بكل شعوبها المتميزة.. التسميات والهويات الوطنية التي تتكون منها المقومات القومية للامة العربية التي ولدت ونمت وترعرعت في ظل الدين الاسلامي الحنيف ودعوته الاممية للتوحيد والعبادات لله المالك الوحيد للطاعة والعبودية والداعي الى المساواة في العبادات لتكون اساساً موضوعياً لتحقيق المساواة السياسية والاقتصادية والاجتماعية على قاعدة الحق والعدل هل تعتقدون أن بمقدوركم تحويل المحافظات الجنوبية الى اقطاعيات ومشيخات وحدائق خاصة محصورة في نطاق الجزء ومغلقة على الكل بسياجات وقضبان حديدية وفولاذية وغير قابلة للفتح أن ذلك من الاطماع المستحيلة التي لا يقبل بها الجنوبيون قبل الشماليين لانكم زمرة من الشذاذ لا تمثلون الا انفسكم ولا تحتكمون الا لاطماعكم واهوائكم ونزواتكم الملعونة والمجنونة ناهيك عن استعداد كل الوحدويين للتضحية بأقدس واثمن ما لديهم من الطاقات والامكانيات المادية والمعنوية والروحية في معركة الدفاع عن الوحدة اليمنية التي وجدت لتبقى.
واذا كان الحديث مع الانفصاليين بكلمة صدق تحتمه واجبات الاخوة في دعوتهم إلى مراجعة حساباتهم والرجوع الطوعي الى فضيلة الحق مهما كانت الرجعة مؤلمة ومستفزة للاصرار على المزيد من القمر والمكابرة والمغامرة فهي اقل الواجبات التي يجب أن ننصح بدافع الحرص على الاستفادة من الروابط المتينة للمودة عملاً بقول الشاعر العظيم: اذا احتربت يوماً وسالت دماؤها.. تذكرت القربى فسالت دموعها فإن واجبنا ايضاً يحتم علينا دعوة الذين يأكلون مع الذئاب ويستنجدون بصراخهم مع الرعيان من اخوتنا الاعزاء في المشترك الذين يتحاورون مع أنفسهم ويسعون للاستقواء في تضحيات الانفصاليين كما استقوو بتضحيات الحوثيين من قبلهم ننصحهم ولا نقول لهم صادقين ومخلصين والمضي قدماً في لعبة الاخذ باجمل ما في نزعة الذئاب المفترسة للاغنام واجمل مافي صراخ الرعيان ودموعهم الناتجة عما لحق بهم من معاناة الاحزان لأن هذه اللعبة السياسية قذرة وذات عواقب كارثية شديدة الخطورة واكثر من وخيمة لا يمكن لعاقل يزعم أنه مع الوحدة ويدافع بكلما لديه من قدرة دعائية عما يقوم به الانفصاليون من اعمال شغب وسلب ونهب وقتل وقطع للطرقات واختطاف لو سائل النقل وللاجانب ولابناء المحافظات الشمالية.؟
أن ما يدعوا الى الاستغراب والاستعجاب أن نسمع تلك البيانات التي تلقي بالمسؤولية على الدولة في مواجهتها مع الخارجين على القانون ومطالبتها باللقاء القبض على القتلة اليوم ومطالبتها بالافراج عنهم باعتبارهم معتقلين سياسيين أي نوع من الاستهبال والاستغفال والضحك على الذقون افضع من هذه البيانات والخطابات الداعية شكلاً للحوار والرافضة فعلاً ومضموناً لأي دعوة حوارية صادقة من صانع القرار السياسي.. نسأل هؤلاء المعارضين قبل أن نوجه الاسئلة عنهم في الحكم قائلين بملء الفم لقد قررتم المضي قدماً في لجنتكم الحوارية نحو التحضير لعقد المؤتمر الوطني للانقاذ بدون مشاركة الحزب الحاكم خارج نطاق المؤسسات الدستورية للدولة ولنفترض جدلاً انكم وصلتم في حواركم ومؤتمركم إلى سلسلة من القراءات والتوصيات كيف سيكون تنفيذ هذه القرارات والتوصيات الانقاذية وبأي نوع من انواع الشرعية الحوارية وبأي سلاح من الاسلحة سوف تنفذون قراراتكم وتوصياتكم السياسية في وقت تدركون فيه انكم عاجزون عن تحريك الشارع وتدركون فيه انكم عاجزون أو رافضون -عن عجز- الدخول في منافسات انتخابية برلمانية قادمة لا محالة في ال27أبريل 2011م.
وإمعاناً في الاستيضاح والاستطراد اسأل هؤلاء فأقول ماهو الجديد الذي سوف تستخدمونه بعد المؤتمر الوطني الانقاذي والذي لم يسبق استخدامه من قبل حتى الآن وما بعد الآن الى حين انعقاد المؤتمر الانقاذي المزعوم طالما ومنافسكم الذي قررتم تجاوزه ورفض كافة مالوح به من التنازلات سوف يمضي قدماً نحو اجراء الانتخابات في موعدها ضارباً عرض الحائط بأي نوع من انواع المناطقية الانتخابية قائلاً: إن لي فيما حدث بالسودان من عملية انتخابية اسوة حسنة مضيفاً اليها ما يعتزم القيام به من اصلاحات دستورية وانتخابية أكدت عليها وعوده وبرامجه الانتخابية التي وعد بها هيئته الناخبة؟.
لاشك انكم سوف تتفقون معنا حيناً وتقفون امام مفترق صعب من التحديات والاجابات الصعبة والحرجة ستدركون حينها انكم راهنتم على قدرات ضائعة ومعجزات غائبة لم تحدث في الواقع كما تخاطرت لديكم في احلام اليقضة، وستجدون ساعتها انكم خسرتم الكثير ولم تستفيدوا حتى القليل على نحو نوضحه بالأتي:
1- خسرتم تأييد وتعاطف المجتمع الدولي الذي طالما ساندكم في استخدام أقصى قدر من الضغوطات على الحاكم؟
2- خسرتم الحاكم وقدمتم له كل المبررات التي دفعته الى اجراء الانتخابات البرلمانية المؤجلة من باب حقه في الدفاع عن شرعيته التي تنصبون لها المشانق في لجانكم ومؤتمراتكم الحوارية مع الفراغ بعد أن أكدتم في زراعتكم لريح بأن لا حصاد لحكم سوى العواصف..؟
3- خسرتم مجاميع الحراك وخسرتم الحوثيين الذين بدأو يصفونكم ويتهمونكم بالعمالة للحزب الحاكم فيما تزعمون به من تمسك كاذب بالنظام الجمهوري وبالوحدة اليمنية لأن هؤلاء اصحاب مشاريع صغيرة لا يقبلون بانصاف المواقف ولا يقبلون حتى بانصاف الحلول.. ليس لديهم سوى خيار واحد لا مجال فيه لتعدد وحتى ثنائية الخيارات «يابيض ياسود» انفصالي أو وحدوي جمهوري أو امامي.. أي انكم لا ولن ترضونهم بأن تكونوا وحدويين في النهار وانفصالين في الليل.. جمهوريين في النهار أمامين في الليل.. فتكونوا بذلك عرضة لخسارة قاعدتكم الانتخابية وتراجع قاعدتكم الحزبية الرافضة لهذا النوع من التعددية الانتهازية.
4- وخسرتكم قاعدتكم الحزبية وقاعدتكم الانتخابية وحتى من اقدموا على مجاراتكم في دعواتكم الحوارية الانقاذية من باب ما لديهم من حسابات متناقضة عن حساباتكم ومتفقة معها في الشكل مختلفة معها في المضمون من المحسوبين على المؤتمر الشعبي العام الذين فقدوا مصالحهم ومواقعهم التنفيذية فحاولوا الاستقواء بكم بهدف الحصول على ما يفتقدونه وتحلمون به من المراضاة كسياسة معروفة من سلبيات الحاكم الذي يقدم البحث عما في الغيب الى حد يفقده ضياع ما في الجيب في تقديم المؤلفة قلوبهم على شركائه المقتنعين بقناعاته هؤلاء المؤلفة قلوبهم بالمجان أو بالقليل من المال والقليل من الاضواء سوف يعودون حتماً الى قواعدهم مع أول نهاية وخيبة امل لحصاد اللعبة التي تحولت الى عواصف لانهم معروفون بعدم استعدادهم للتضحية يريدون فقط في حاضرتهم أن يكرر سلوكهم الذي عرفوا به «أول من ينضم واخر من يضحي» بعد أن يكتشفوا الفرق الشاسع بين سادت الأمس الذين اجزلوا لهم الغنيمة بلا حدود ولا قيود وبين سادة اليوم الذين لا يعبدون سوى انفسهم وما لديهم من المصالح والاهواء سوف يعودون حتماً الى قواعدهم بعد أن يتبين لهم الرشد من الغي إن من اعتقدوا بأنهم سوف يعيدونهم إلى نعيم الثروة واضواء السلطة التي افتقدوها بعد تقاعدهم كانوا يستقوون بهم للوصول الى نعيم الثروة وبريق السلطة التي فقدوها في رهانكم على ساحة المعارضة دون اقتناع.
5- واكثر من ذلك سوف يكتشفون انهم تحولوا الى تلاميذ في السياسة امام ما ظهر به اساتذتهم الذين اعلنوا التمرد عليهم لازالوا في موقع القدرة على الدفاع عما لديهم من القوة والنفوذ المستمد من رهانهم على ثقة القاعدة الشعبية وثقة القاعدة الشعبية بهم لان لديهم الكثير من الاوراق والامكانات والطاقات المعطلة التي سوف تدفع بهم الازمة الى استخدامها تحت ضرورات ومشروعية الدفاع عن الحياة من تفاقم تحديات الجوع والموت قد يجدون انفسهم مضطرين إلى استجابة لمطالب الهيئات والمنظمات والدول المانحة في تحقيق سلسلة من الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية مثل اعلان الحرب القاسية على الفساد واعلان الحرب على البطالة وتحسين مرتبات الموطنين مدنيين وعسكريين بالغاء الدعم ومثل الاحتكام لارادة الهيئة الناخبة بالدخول الى ساحة الانتخابات البرلمانية المتزامنة مع الاستفتاء على التعديلات الدستورية والنجاح في محاربة الارهاب واتباع سياسة امنية حازمة ورادعة للمجرمين والقتلة الذين يرتدون جلابيب الانفصاليين واستعادتهم الى جادة الصواب بكل الوسائل السلمية والامنية بدلاً من استرضاء الذين لا حدود لاطماعهم وشهواتهم وشكوكهم السياسية.
اخلص من ذلك الى القول أن التغيير لازال خياراً بيد منهم في الحكم اكثر مما هو بيد منهم في المعارضة الذين يمارسون حوار الطرشان بينهم في دورانهم حول انفسهم الصائر حتماً الى الغيبوبة الناتجة عن دوار ودوخة الدوران حول الذات الذي يبدأ من الفراغ وينتهي حتماً الى مزيد من الفراغ لا أول له ولا اخر لا جدية فيه ولا فاعلية ولا ثمرة لأن ما يبدأ من الفراغ ومن العدم لا ينتهي الا الى المزيد من حصاد الفراغ والعدم لأن ما يبنى على الوهم ينتهي الى المزيد من الوهن.
ولو بعد حين من الانتظار والصبر بلا أول وبلا اخر بلا فائدة وبلا ثمرة..؟ اخلص من ذلك الى القول بأن احزاب المشترك تتأرجح في حركتها السياسية والحوارية بين زراعة الريح وحصاد العواصف غير مدركة أن التغيير والتطور حركة جدلية صاعدة الى الامام وليست حركة جدلية متقهقرة وهابطة الى الخلف؟.
|