صعدة برس - *عبدالله المغربي
عُني ميثاق الأمم المتحدة منذ ان تم التوقيع عليه بسان فرانسيسكو من العام ١٩٤٥م - بتنظيم شرعية أي إحتلال مُعين وفرض القانون المعروف باسم قانون مسوغات الحرب Jus ad bellum .
.
فحين ترقى أي حالة من حالات السطو على مناطق او محافظات او قرى او أراضٍ مُعينه في اي واقعٍ فرضته حروبٌ او اختلافات بين دولة واُخرى وتصل إلى مستوى الاحتلال، فإن قانون الاحتلال يصيح واجب التطبيق .
.
ومن القوانين التي نص عليها ميثاق الامم المتحدة وما اكد عليه هو وجوب التزام سلطة الاحتلال على احترام القوانين النافذة في الأرض المحتلة ما لم تشكل تهديدًا لأمن الاحتلال أو عائقًا لتطبيق القانون الدولي للاحتلال .
إضافةً إلى الزام القوة المحتلة مع السماح لها باستخدام جميع الوسائل المتاحة لديها وذلك من اجل ضمان كفائة معايير النظافة الصحية والصحة العامة بالإضافة إلى الإمداد بالغذاء والرعاية الطبية للسكان الواقعين تحت الاحتلال ، وبذلك كان وجوباً على سلطاتنا والمسئولين عنا ان يُعلنوا المناطق والمحافظات المحتضنة لقوى اجنبية غازية ارضٍ محتلة ، ذلك ان إعلانها سيُلزم الأعداء توفير ما يتوجب علو سلطات صنعاء توفيره ، من أغذية ورعاية صحية وامانٍ مالي - توفير "رواتب" .
.
ومما حثت عليه القوانين الدولية وحدر ميثاق الامم المتحدة من تجاوزه هو عدم جواز إجبار السكان في المنطقة المحتلة على الخدمة بالقوات المسلحة لصالح سلطة الاحتلال ، اضافة الى تحريم عمليات نقل السكان المدنيين التابعين لسلطة الاحتلال إلى الأرض المحتلة بغض النظر سواءً أكان النقل قسريًا أو طواعياً ، والاهم من ذلك ان ميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي المفروض على الاراضي المحتلة قد حضرا عمليات النقل الجماعية أو الفردية للسكان من الأرض المحتلة أو داخلها - بمعنى ان اعلان عدن محافظة محتلة كان سيُبقي على من تم ترحيلهم باسم انتمائهم لمحافظات يمنيةٍ أخريات وإن لم تكن السلطة المحتلة في عدن لتتعامل مع هذه القوانين إلاّ ان المجتمع الدولي لم يكن ليصمت في ظل وجود حركة محامين وقانونيين لإثارة ذلك .
.
القوانين كثيرة والثغرات عديدات والأخطاء لا تحصى والهفوات لا تُعد وما يحز في النفس ان نرى باحثاً عن فرض قانونٍ لا توجد مادة في دستورنا النافذ قد تُمكنه من إعلانه - قانون الطوارئ - ، كما ان اعلاناً كهذا يهدف المغرضون منه والمحرضون لإعلانه الى الانتقام ممن يطالبون بالحقوق وتكميم افواه تتحدث بلسان كل مواطني اليمن الصامدين وتجفيف اقلامٍ كانت بمثابة بنادق يواجه أصحابها ببسالة الأعداء والمرتزقة - وان وصل الحال بمن لم يعودوا يهتموا الا بما يودونه وفرضوا الاعلان المشئوم ، فل ننتظر حينها جميعنا النكسة الحقيقة والهزيمة النكراء لشعبٍ صمد مئات الايام ورفض الخنوع وستكون النكسة ومن تسبب في الهزيمة هن أيادي من كانوا القادة فينا ، بتحريضٍ ممن فتح العدوان شهيتهم لنهب ثروات البلد في وقت الجميع مُنشغلٌ بمواجهة أعداء الوطن والمرتزقة منا ..
.
اخيراً وليس بآخر - يا اولئك وَيَا كل من لهم حضورٌ وثقل وَيَا من قد تُغير أحاديثهم مساراتٍ عديداتٍ في شئوننا وحال بلدنا - اعلموا انكم مُحاسبون كونكم الوالون والمُتولون على هذا الشعب - وواجبٌ عليكم الاستعانة بمستشارين أُمناء وشوروا من هم في مشوراتهم فُطناء ولا تجعلوا مقربين منكم إلاّ المؤتمنون ، لتكونوا حينها بحجم وطنٍ جذوره ضاربات وتاريخهُ عريق وحتى تُصبحوا بحجم شعبٍ يمانيٍ صامد ويمانيون أُباه - وإن لم تستطيعوا ذلك فَـ - دعوا الخبز لخبازه . |