كلمة الثورة - إذا كان هناك من يعتقد أنه ومن خلال زعزعة الأمن والاستقرار، أكان ذلك عبر الأعمال الإرهابية لتنظيم القاعدة أو الممارسات التخريبية التي تقترفها العناصر الانفصالية المأجورة والخارجة على النظام والقانون أو بتحالف هذه الثنائية الإجرامية، سيصل إلى بعض أهدافه سواء كانت سياسية أو حزبية أو نفعية أو مصالح شخصية أو ذاتية ضيقة، فإنه إنما يراهن على سراب، باعتبار أن أمن واستقرار هذا الوطن ظل وما يزال بأيدٍ أمينة لن تسمح بأي حال من الأحوال لأي عابث أو مستهتر أو مخرب أو متطرف المساس أو النيل من مرتكزات الأمن والاستقرار والسكينة العامة في هذا البلد الذي صار يمتلك اليوم مؤسسة أمنية وعسكرية مدربة ومؤهلة ومتسلحة بالإمكانيات المتطورة والإرادة الصلبة والثقة العالية بالنفس وصدق الانتماء والولاء لهذا الوطن والإيمان العميق والراسخ بأن التضحية بكل غالٍ ونفيس متى ما كانت من أجل الوطن والذود عن حياضه والحفاظ على أمنه واستقراره، واجب مقدس لا يرقى إليه أي عمل آخر مهما كانت عظمته، فحب الوطن من الإيمان وليس هناك أرفع من درجات الإيمان للإنسان المؤمن بربه وتعاليم عقيدته.. ووجود مؤسسة وطنية تتميز بكل هذا الاستعداد والكفاءة والإيثار والإرادة والعزيمة، قادرة على إفشال كل المخططات والمحاولات الرامية إلى الإخلال بأمننا واستقرارنا ومحاولات اشاعة الفوضى في وطننا، وقد برهنت هذه المؤسسة في كل المراحل الماضية على أنها الحصن الحصين والصخرة التي تتحطم عليها مكائد الكائدين ومكر الماكرين وتآمر المتآمرين وحقد الحاقدين ومراهنات الواهمين والمأزومين والمصلحيين ومشعلي الحرائق الذين لا يحلو لهم العيش إلاَّ في ظل دوامة التوترات والأزمات والتصدع والخراب والدمار. وبوضوح شديد نقول لأولئك الذين يطلقون ألسنتهم الحداد بعبارات التشفي على الوطن من خلال تضخيم الحوادث التخريبية والإرهابية إما بالتسريبات التي يتلقفها بعض مراسلي الوسائل الإعلامية الخارجية أو بالتصريحات التي يدلون بها لهذه الوسائل ويظهرون من خلالها كمحللين سياسيين وخبراء في شؤون الإرهاب وعلم النفس والاجتماع والاقتصاد ومحاربة الجريمة ومختلف علوم الحياة مع أنهم الذين لا يفقهون شيئاً فيها، أن الجراءة على الوطن والتشفي فيه ومحاولة الإساءة إليه ليست شجاعة ولا رجولة ولا بطولة، بل إن من يحرض على البلبلة ويبرر للأعمال الإرهابية والتخريبية ويحض على ثقافة الكراهية والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد ويسيء إلى وطنه عبر ما ينفثه من السموم وعبارات الزيف والتضليل والأكاذيب والافتراءات، لا يمكن أن يكون مواطناً صالحاً أو يتمتع بأي قدر من قيم المواطنة أو لديه ذرة من خلق أو عقل. والمؤسف -إن لم يكن المثير للسخرية- أن يسقط بعض السياسيين والحزبيين إلى هذا المنحدر المعيب وأن تأتي تصرفات كهذه من أشخاص محسوبين على النخبة السياسية والحزبية الذين تقتضي المسؤولية الوطنية منهم أن يزنوا كل كلمة تخرج من أفواههم كونهم يفترض أن يشكلوا الأنموذج الذي يحتذى به، ومن المخجل أن يترك هؤلاء لأهوائهم السياسية ونزعتهم الضيقة أن تدفع بهم إلى التحريض والتشهير بوطنهم واتخاذ بعض الحوادث الأمنية البسيطة مدخلاً لتصوير هذا البلد وكأنه غارق في دوامة من الحروب والأزمات، مع أن الحقيقة أنهم بذلك التضليل إنما يبررون تهربهم من الحوار الذي يخشون أن يكشفهم أمام الرأي العام ويفضح أمرهم ومزايداتهم وعجزهم عن تقديم رؤية معقولة ومقبولة للإصلاح السياسي وتطوير العمل الديمقراطي والانتقال إلى الحكم المحلي واسع الصلاحيات وإيجاد الحلول المبتكرة لكافة القضايا التي تهم الوطن، ظناً منهم أنهم بتلك التناولات الإعلامية التي يغلب عليها طابع الزيف والتضليل سينتقمون من الحزب الحاكم مع أنهم لا ينتقمون إلاَّ من الوطن وأبنائه ويسيئون لأنفسهم ويضعون أكثر من علامة استفهام حول توجهاتهم ومدى إيمانهم بالممارسة الديمقراطية التي تستوجب منهم التأدب مع وطنهم واحترام ثوابت مجتمعهم والالتزام بثقافة الديمقراطية وقيمها الأصيلة والنبيلة التي لا تعني الإسفاف في القول والتهور في الفعل.
|