- وزير الداخلية

السبت, 26-يونيو-2010
صعدة برس -البيان الإماراتية - محمد الغباري: -
أكد وزير الداخلية اللواء مطهر المصري أن الحملة الأمنية ضد عناصر تنظيم القاعدة مستمرة في محافظة مأرب إلى حين القضاء على عناصر التنظيم، وشدد على أن اليمن لن يكون ملاذا آمنا لعناصر القاعدة.

وقال في حوار مع صحيفة "البيان" الإماراتية إن "القاعدة تقف وراء اغتيال الأمين العام للمجلس المحلي لمحافظة مأرب جابر الشبواني، كما سبق وأن استهدفت هذه العناصر مدير مديرية مدغل محمد ربيش بن كعلان".

وبشأن الحرب مع تنظيم القاعدة قال المصري إن "الأجهزة الأمنية تتعامل بحزم مع المنتمين لهذا التنظيم، وقد لقي بعض أعضائه مصرعهم وتم اعتقال آخرين فيما تواصل الأجهزة الأمنية ملاحقة المتبقين".

وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه الزميل محمد الغباري:

* هل لكم أن تعرفونا الأسباب التي أدت إلى تصعيد الموقف في محافظة مأرب مع أن وجود عناصر من تنظيم القاعدة في المحافظة قد مضى عليه عدّة سنوات؟
- بعد حادثة الشهيد جابر الشبواني الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة مأرب والتي دبرتها عناصر الإرهاب بوادي عبيدة، واستشهاد العقيد محمد الشايف أركان حرب لواء 315 ، كان لا بُد من احتواء الموقف الأول الذي استغلته عناصر القاعدة بالتضليل على المواطنين، وبالفعل تم احتواء القضية وإعادة إصلاح أبراج الكهرباء وأنبوب الغاز، وتم الاتفاق مع مشايخ ووجهاء وأبناء وادي عبيدة على تسليم المطلوبين أو التخلّي عنهم. وبالفعل وجدنا تعاوناً كبيراً من المواطنين. وكان لا بُد من التعامل مع عناصر التخريب في حادثة استشهاد الشايف، وبالفعل تم التعامل مع أوكار المطلوبين وكان هناك بعض المطلوبين أمنياً الذين رغبوا في تسليم أنفسهم إلى السلطة المحلية. وعليه فلا بُد من استمرار الإجراءات الأمنية لضبط المطلوبين. وهذا ما هو جارٍ الآن من قبل الوحدات الأمنية ومشايخ ووجهاء ومواطني المنطقة الذين يتابعون عناصر التخريب.

* هل حققت الحملة، التي أشرفتم عليها، النجاح المطلوب، لأننا علمنا أن المتورطين في حادثة الاغتيال ما زالوا طُلقاء؟
- نعم حققت الهدف الرئيسي، وهو احتواء تداعيات حادثة الشهيد جابر الشبواني، وإعادة ما تم تخريبه من مصالح عامة، وإجماع كل أبناء المنطقة بضرورة مواجهة عناصر التخريب والتخلي عنهم والتعامل مع بعض الأهداف، فإن الأجهزة الأمنية مستمرة في تعقب المطلوبين، ولن تستكمل المهمة إلا بعد تحقيق أهدافها كاملة.

* التحقيقات التي أجريت حول حادثة مقتل أمين عام المجلس المحلي لمحافظة مأرب، هل أكدت فعلا أن الرجل استدرج من قبل تنظيم القاعدة خصوصا وأن الرئيس علي عبد الله صالح كان قد تحدث عن خيانة في أوساط قبيلة عبيدة أدت إلى هذا الحادث؟
- التحقيقات مستمرة وقد ثبت استدراج الأمين العام للمجلس المحلي من القاعدة وأكد ذلك البيان الذي أصدره تنظيم القاعدة، وقال فيه إنه استهدف الشبواني، كما استهدف من قبله مدير أمن مديرية مدغل محمد ربيش. وعند استكمال التحقيق سوف يتم إيضاح كل التفاصيل.

* فيما يخص الحرب مع تنظيم القاعدة، هناك حديث متواصل في وسائل الإعلام الغربية عن تحوّل اليمن إلى مقصد للمتطرِّفين، أي أن الأمر لم يعد مقتصرا على وجود يمنيين ينتمون لتنظيم القاعدة، لكن هناك أجانب، كيف ترون الأمر أنتم ؟
- الجميع يعرف أن هناك الآلاف من الشباب الذين أُرسلوا إلى أفغانستان من مختلف الجنسيات بدعم من الغرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة وعندما أسس هؤلاء الشباب تنظيم القاعدة وفي نهاية الحرب الباردة عادت إعداد كبيرة إلى بلدانهم، ومنها اليمن وقد تم التعامل معهم بكل حزم، حيث لقي بعضهم مصرعه وبعضهم تم اعتقالهم والبقية يتم متابعتهم. وأؤكد إن الإجراءات التي اتخذتها الأجهزة الأمنية كانت متميزة وأكثر من أي دولة أخرى من دول المنطقة، ولكن التضخيم الكبير في وسائل الإعلام لحجم قُوة القاعدة في اليمن فيه مبالغة كبيرة ولا يعني هذا أنِّي أقلل من خطر هذا التنظيم، ولكن المبالغة أكيدة. وأؤكد أن اليمن ليس مكاناً آمناً لعناصر القاعدة.

* هل تتوقع بأن يلقى القبض على أنور العولقي، أم أنه سيلاحق بغارة جوية، كما حدث مع آخرين؟
- أنور العولقي مطلوب أمنياً، وسوف نستمر في متابعته حتى يتم القبض عليه. ولازالت لديه فرصة لتسليم نفسه..

* إذا ما انتقلنا للوضع في صعدة وحرف سفيان، الملاحظ أن هناك بطئاً شديداً في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وهناك تجدد للقتال بين رجال القبائل الذين أيّدوا الدولة خلال الحرب والمتمردين الحوثيين، ألا تخشون تجدد القتال؟
- التمرّد الحوثي قبِل بشروط وقف الحرب وعليه تنفيذ هذه الشروط. والدولة تدفع باتجاه السلام وتعمل على إعادة إعمار ما دمرته الحرب وعلى المتمردين أن لا يضيعوا هذه الفرصة. ولا أستطيع أن أؤكد أن الدولة ستبقى مع الخيار الأول فقط، فتجدد القتال من عدمه مرهون برغبة الحوثي بالسلام وتنفيذ النقاط الست..

* لكن الحوثيين يتهمونكم بدفع رجال القبائل لقتالهم، حتى تبدو الحكومة وكأنها بعيدة عن ذلك، فيما هي تدفع باتجاه بقاء الوضع مضطرباً هناك؟
- هذا غير صحيح، والوقائع تكذّبه، فنحن نتعامل بصبر أمام الشكوى المتواصلة من المواطنين جراء الاعتداءات التي يتعرّضون لها من المتمردين الحوثيين. وعلى العكس من ذلك فالمواطنون يتهمون الدولة بالتقصير في التعامل مع الأعمال الانتقامية التي يتعرضون لها من المتمردين. وحكمة فخامة الرئيس هي الصبر والعمل على إنهاء القضية.

* وبالنسبة للوضع في الجنوب، فإننا نلاحظ أن الوضع في محور لحج والضالع أصبح أكثر توترا، خلافا لما هو عليه الحال في بقية المحافظات الشرقية والجنوبية ؟
- بعض العناصر الانفصالية في بعض المديريات في محافظة لحج والضالع لا تمثل أبناء المحافظتين المعروفين بدفاعهم عن ثورة سبتمبر وأكتوبر و22 مايو، فهؤلاء أشخاص معروفون يستلمون ثمن أعمالهم الإجرامية ويمارسون قطع الطرقات والقتل وأعمالاً خارجة عن القانون.

وقد تم ضبط عدد من هؤلاء القتلة وقطاع الطرق، وهؤلاء قد ألحقوا أضراراً كبيرة بسُمعة المحافظتين وهناك خطوات سيتم اتخاذها للتعامل مع هؤلاء وخاصة من أبناء محافظة لحج والضالع الذين يشعرون بخطر هذه العناصر ومن يقف وراءها.

* لكن الأحداث الأخيرة في الضالع اتهمت فيها قوات الأمن والجيش بأنها قصفت الأحياء السكنية بشكل عشوائي؟
- هذا الكلام غير صحيح؛ هؤلاء مارسوا أعمالاً إجرامية كبيرة ابتداءً من قطع الطرقات وانتهاءً بقتل الجنود والمواطنين بالإضافة إلى الاعتداء على المصالح العامة بل والخاصة للمواطنين.
فهم يمارسون العنف ويسعون لبث الكراهية، وقد كانت الأجهزة الأمنية والعسكرية دائماً تتعامل معهم بمسؤولية كبيرة وتتجاوز عن كثير من الأمور لعل وعسى..
ولا زالت السلطة المحلية بأجهزتها المختلفة تتعامل بصبر، ولكن لا بُد من القيام بوظيفة الدولة وهي تأمين المواطنين وحماية أموالهم وأعراضهم، وعلى كل حال هناك لجنة تحقيق شكّلها فخامة الأخ الرئيس؛ وهي التي ستكشف كل الملابسات..

* هل تتفقون مع من يقول إن الحكومة اليمنية لا تتواجد في كل مناطق البلاد؟
- الدولة تبسط نفوذها في كل مكان، وهناك فرق بين القمع الأمني والتعامل بموجب الدستور والقوانين. وعليه فإنّي أؤكد أن الدولة تسيطر على كل مناطق الجمهورية، ونفوذ الدولة ليست القُوة العسكرية والأمنية، ولكنها تتجاوز ذلك إلى خدماتها التي تنتشر في طول اليمن وعرضه.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:00 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-336.htm