صعدة برس - كتب: الدكتور عبدالإله الصلبه
لقد فرضت الحرب الظالمة ضد اليمن التي تقودها السعودية وحلفاؤها حصار مطبق على الشعب اليمني الصابر، في ظل صمت دولي وعالمي غريب لم تشهده الكرة الأرضية من قبل على مر التأريخ..
وهذا الصمت يدفعنا للتفكير مليا حول الشعارات الزائفة المتصلة بحقوق الإنسان ، ومنع تدخل الدول في شؤون الدول الأخرى..
إلا أن الواقع اليمني وما يتعرض له من عدوان غاشم يعتبر شاهد عيان على أن كافة الاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الانسان تعتبر مجرد حبر على ورق ، والأحداث التي تشهدها بلدنا تدل وتعكس بما لايدع مجال للشك على الصمت والخذلان وتواطئ المجتمع الدولي الذي منح السعودية صكا لإبادة اليمن أرضا وإنسانا..وكذا فرض حصار مطبق للعام الثالث على التوالي..
ومع استمرار حصار هذا البلد تتصاعد وترتفع نسبة المعاناة في كافة مجالات الحياة مع انعدام فرص الحصول على الدواء والغذاء الأمر الذي لم تتمكن المستشفيات في ظل هذا الوضع من أداء دورها وواجبها بالشكل المطلوب..
هذا الإصرار والتعنت والتمادي في إبادة هذا البلد لايوجد له أي مبررات غير أنه يعكس صورة من صور وأشكال تسلط وهيمنة القوي على الضعيف الذي يرافقه إنحطاط كامل للقيم والمبادئ..، ويتناقض مع ما جاء به ديننا الإسلامي الحنيف الذي حطم وكسر طواغيت الظلم ورفع راية العدل والسلام والحق والأخلاق الحميدة التي يتسم بها الإنسان المسلم في كل زمان ومكان..
وبقدر ما نحن بحاجة ماسة إلى مراجعة شاملة لمدى تمسكنا وانصياعنا لتعاليم ديننا الحنيف ، فإننا في ذات الوقت بحاجة إلى إرساء قيم الحب والإخاء والتسامح والود ، وبحاجة أيضا إلى رفع راية السلام التي تحقق للفرد وللمجتمع السلام والطمأنينة والعدل، يقول تعالى { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ } صدق الله العظيم
والأحداث والشواهد التأريخية لاتعد ولاتحصى وعلينا ان نتعض مما عانته وواجهته الشعوب السابقة ، فالحرب لاتولد غير العنف والدمار ، وشوكة الظالم حتما ستنكسر ..
والشعب اليمني الصامد والصابر بحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى إلى الدواء والغذاء وإلى إعادة إعمار ما دمره العدوان لمنشئات البنى التحتية بتعاون وجهود المجتمع الدولي ، الأمر الذي يستلزم مع هذا الحق المشروع أن يعمل المجتمع الدولي ومجلس الأمن والمنظومة الأممية ممثلة بالأمم المتحدة على إيقاف هذا العدوان ورفع الحصار الجائر، كما ندعوا القيادات والعقلاء بالعمل والسعي الدئوب لإيجاد حلول عاجلة وسريعة لوقف العدوان ورفع الحصار .
|