-  يعد الزواج المبكر في اليمن من الظواهر المنتشرة بشكل واسع خصوصا في مناطق الأرياف التي تشهد تدنيا كبيرا في مستوى التحاق المجتمع بالتعليم.

السبت, 31-مارس-2012
صعدة برس -
يمنيات فقدن مستقبلهن بسبب الزواج المبكر

يعد الزواج المبكر في اليمن من الظواهر المنتشرة بشكل واسع خصوصا في مناطق الأرياف التي تشهد تدنيا كبيرا في مستوى التحاق المجتمع بالتعليم.

ورصدت منظمات مهتمة بحالات الزواج المبكر أكثر من 20 حالة خلال العام 2011، معظم من تزوجن أقل من 14 سنة. وكانت قصة زواج الطفلة نجود ناصر ذات الثمان سنوات من رجل يكبرها 15 عام قد أثارت الرأي العام المحلي والعالمي، وتمكنت منظمات حقوقية يمنية من إثارة الموضوع وفسخ عقد الزواج.

في هذا السياق يسرد نماذج لنساء كن ضحايا الزواج المبكر، إما نتيجة قسوة الآباء أو غياب الوعي بخطورة زواج الطفلات. (فايزة أ ن) تبلغ من العمر 30 عاما تقول إنها ضحية زواجها المبكر .. تؤكد أن والدها أقدم على زواجتها وعمرها لايتجاوز الثالثة عشر عاما، قالت إنها لم تعرف نفسها أمرأة في سن الـ 17 إلا بعد أن عادت مطلقة ولديها طفلة في الثانية من العمر.

تقول وهي تسرد حكايتها: أنا من محافظة المحويت مديرية الخبت تمت خطبتي وعمري 9 سنوات من رجل كان يعمل مع والدي في الأرض، حيث زوجني أبي بذلك الشخص بعد أن تراكمت الديون عليه مقابل عمله في الأرض، ونظرا لأن أبي عجز عن تسديد الدين قام بتزويجي به بعد أن طلب هو ذلك.

وتضيف: بعد سنتين من تزويجي أنجبت له طفلة أسماها كريمة، وأثناء طلاقي منه وعمري 17 سنة شددت أسرتي على ضرورة عمل ورقة إسقاط في البنت بحيث لايتدخل فيها أبدا، وقامت أسرتي بتربية البنت إلا أنها معاقة ذهنيا تماما ولا تفهم أي شيء.

وتؤكد الشخص الذي تزوجت به من مديرية أخرى غادر منطقتنا وأصبح من الصعوبة التواصل معه من أجل مساعدتي في العلاج.

وتضيف: عندما ذهبت للمستشفى لعلاج إبنتي قال لي الأطباء إن السبب في إعاقة الطفلة هي الزواج المبكر، حيث عندما حملت بالطفلة لم أكن مكتملة النمو وبالتالي تسبب في إنجاب هذه الطفلة المعاقة.

وتشير إلى أن زواجتها كان سببا لتوقفها عن مواصلة الدراسة، وعندما طلقت منه لم تتمكن من مواصلة الدراسة بسبب انشغالها بتربية طفلتها المعاقة.

تؤكد فائزة أنها ليست سوى نموذج واحد وهناك العديد من النساء تزوجن مبكرا وكان مصيرهن إما الطلاق، أو أنها علاقتها بزوجها غير مستقرة بسبب كثرة المشاكل.

هند ناصر ناصر الحرازي فتاة أخرى كانت ضحية للزواج المبكر، تقول: كان عمري عندما تزوجت 14 سنة، من شخص لم تعرفه من قبل. وتضيف: كان السبب وراء زواجي هو فقر والدي الذي رأى أن أفضل وسيلة للتخلص من عبئي عليه هو أن يزوجني.

تؤكد أن زوجها الذي تزوجته يكبرها بـ 17 سنة، وينتمي إلى محافظة إب، ولم يسبق لهم التعرف عليه من قبل، وأن والدها وافق على الزواج لمجرد أن جاء عاقل حي 22 مايو في منطقة الروضة بالعاصمة صنعاء كوسيط في الزواج.
تقول: تعرضت خلال زواجي لأبشع الإهانات وضربت ضربا شديدا بحجة أنني مازلت صغيرة، وعندما كنت أشكو على أسرتي يقول أبي إن من حق الزوج أن يضربني لأنني ما أنفذ أوامره.
تشير إلى أنها أنجبت منه طفلتين، وطلقها وهي في عمر 20 سنة، وكان والدها حينها قد توفي، ولم تجد أحدا من إخوانها يؤيها ما اضطرها للعيش مع زوج أختها الآخر الذي تكفل بها بدلا عن إخوانها.
تتساءل هند: أنا الآن في سن 27 سنة تم حرماني من مواصلة دراستي، والآن أعيش بكفالة زوج أختي، حتى إخواني الذين سكتوا على زواجي لم يسألوا عني، إليس هذا حرام؟

هند تنصح كافة الفتيات أن لايقبلن بالزواج دون سن 20 سنة، لأن البنت برأيها تكون راشدة، وأصبحت تميز بين الصالح والضار.تحمل هند الآباء المسئولية عن ما وصفتها بجريمة الزواج المبكر، لأنهم بهذه الجريمة يقضون على مستقبل بناتهم، ويحرمونهن من التمتع بأبسط الحقوق.

وتشير فهيمة الجابري من إب إلى قصة قالت إنها ما تزال تثير ضحكتها إلى الآن بقولها: تزوجت وعمري 13 سنة بس زوجي من الناس العاقلين، انتقلت معه للعلاج إلى صنعاء، وعندما عدت إلى منزل أخي في المدينة سألتني زوجته إيش المستشفى الذي دخلت فيه فقلت لها دخلت يتعالجوا فيه رجال ونساء.

وتضيف: قالت لي كل المستشفيات يدخلوا فيها رجال ونساء، لكني كنت أظن أن هناك مستشفيات خاصة بالرجال ومستشفيات خاصة بالنساء.

وتشير إلى أن زوجها عمل على تعليمها حتى تخرجت من الثانوية، ورفض أن تحمل قبل أن تتخرج من الثانوية، وكان يصبر كثيرا على طفولتها، وكان بالنسبة لها كالأب، لكنها تقول: إن كل الأزواج ليسوا بهذا الشكل والنادر ممن يتزوجون بصغيرات يستمرون في زواجهم.

وتشير دراسة ميدانية إلى أن نسبة انتشار الزواج المبكر بين أوساط الإناث في اليمن بلغت نسبته 52.1 في المائة ، في حين بلغت نسبة الظاهرة في أوساط الذكور 6.7 في المائة ، مع وجود فجوة عمرية بين الرجال والنساء تصل إلى 7 - 10 سنوات .

وأوضحت الدراسة التي نفذها مجموعة من الباحثين والاختصاصيين بمركز دراسات المرأة بجامعة صنعاء بالتعاون مع منظمة "اوكسفام" : وجود اختلاف في سن الزواج بين الفتيات من محافظة يمنية لأخرى، منوهة إلى أن الفتيات في المناطق الريفية والنائية يتزوجن في عمر الثمان سنوات ، في حين تنخفض نسبة الزواج المبكر للفتيات" لذات السن" في المناطق الحضرية بفارق بلغت نسبته 2.2 في المائة.

وأظهرت الدراسة التي شملت (1495) فردا يمثلون النوعين "الذكور والإناث" وجود علاقة بين الفقر وظاهرة الزواج المبكر، حيث أكد 22.32 في المائة ممن استطلعت آراؤهم أن الفقر يشكل السبب الرئيسي وراء تفشي ظاهرة زواج الفتيات في سن مبكرة، فيما ارجع 32.91 في المائة من المبحوثين دوافع الزواج المبكر للشباب إلى توفر الإمكانيات المادية لدى الأسرة اليمنية والذي يتمثل في قدرة الشاب على دفع المهر، مشددين على أن توفر الإمكانيات المادية لدى الأسرة لا يشكل احد الأسباب لزواج الفتاة مبكرا، بل أن العكس صحيحا حسب رأيهم .
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 05-ديسمبر-2024 الساعة: 02:46 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-3461.htm