- مجلة أمريكية...السعودية تحاول "تجميل" سياساتها باليمن لدى الأمريكيين..

السبت, 23-سبتمبر-2017
صعدة برس -متابعات -
رأت مجلة «فورين بوليسي» الامريكية أن إيفاد الرياض لأحد كبار المستشارين في الديوان الملكي، والمشرف العام على مركز «الملك سلمان للإغاثة»، عبد الله الربيعة، إلى واشنطن، خلال الأسبوع الجاري، يهدف إلى «رسم صورة عن سخاء الدولة (السعودية) في توفير الإمدادات الغذائية والدوائية إلى المدنيين اليمنيين»، و«الرد على الاتهامات الموجهة» للمملكة العربية السعودية بإعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن.

وزادت المجلة الأمريكية أن زيارة الربيعة إلى الولايات المتحدة تأتي على وقع ارتفاع حدة الانتقادات للحملة الجوية التي تقودها المملكة العربية السعودية في اليمن، وذلك من قبل منظمات الإغاثة الدولية، وعدد ملحوظ من ناشطي حقوق الإنسان حول العالم، إلى جانب عدد متزايد من أعضاء الكونغرس داخل الولايات المتحدة.

كما ذكرت المجلة أن قوات «التحالف» في ذلك البلد منعت وصول الطائرات المحملة بالمواد الإغاثية إلى مطار صنعاء، ورفضت السماح بتركيب 4 رافعات بديلة من تلك التي دمرها طيران «التحالف» في ميناء الحديدة كان من شأنها ضمان إيصال شحنات الغذاء والدواء على نطاق أوسع داخل البلد الذي يشهد «أكبر أزمة إنسانية».

وفي هذا السياق، نقلت المجلة عن متحدث باسم منظمة «أنقذوا الأطفال» قوله «إننا بحاجة إلى (فتح) المجال الجوي اليمني، وتشغيل المطار، وإعادة فتح الميناء الرئيسي (في اليمن) بشكل عاجل»، مشدداً على أن السماح بإدخال الرافعات إلى الحديدة من يسفر عن «تدفق المساعدات الإنسانية، والإمدادات الطبية، والأغذية، والوقود من جديد، وبوتيرة أعلى من المستويات الحالية».

وتابع فيلر أن استمرار عرقلة وصول المساعدات إلى اليمن تترتب عنه «أثمان باهظة» على الصعيد الإنساني، مضيفاً أنه «حينما يكون لدينا أزمة بحجم الأزمة التي نشهدها في اليمن، فإن أي تأخير، ولو كان ليوم واحد، قد يكون مسألة حياة أو موت».

أخفق الربيعة في تقديم إجابات شافية ومقنعة على أسئلة مسؤولي المنظمات الإغاثية

وأشارت المجلة إلى أن الضيف السعودي في واشنطن، وعلى مدى اليومين الماضيين، قدّم أمام سياسيين أمريكيين ومسؤولين من الأمم المتحدة، ومنظمات إغاثية دولية «صورة مغايرة» عن سلوك بلاده في اليمن. ففي وجه سيل الاتهامات المواجهة للرياض بتأخير وإعاقة وصول المساعدات الإغاثية إلى المناطق اليمنية الواقعة تحت سيطرة «الحوثيين»، قال الربيعة إن مركز «الملك سلمان للإغاثة»، ومن خلال عمله على الأراضي اليمنية، «أثبت حياديته» إزاء الصراع، حيث «لم يفرق بين المناطق الواقعة تحت سيطرة حكومة (هادي) وتلك الخاضعة لسيطرة الحوثيين»، مرفقاً كلامه بإحصاءات وجداول تبرز حجم ما أنفقته الرياض على أعمال الإغاثة في اليمن.

كما قلل من شأن ميناء الحديدة، مشدداً على أن الرياض «ذهبت بعيداً في جهودها لإيصال المساعدات» إلى الشعب اليمني، عبر «طرق ومعابر أخرى»، بديلة من الحديدة، سواء عبر ميناء عدن، أو عن طريق موانىء ومعابر سعودية، و«أنفقت مليارات الدولارات لتقديم الدعم الإنساني وأشكال أخرى» من الدعم لأبناء اليمن.

وأوضحت «فورين بوليسي» أن المشرف العام على مركز «الملك سلمان للإغاثة» أخفق في تقديم إجابات شافية ومقنعة على أسئلة مسؤولي المنظمات الإغاثية، وعدد من أعضاء الكونغرس الأمريكيين، حيث «واجه الربيعة سيلاً من الأسئلة الحادة» المتصلة بالآلية التي تعتمدها قوات «التحالف» في اليمن لإيصال المساعدات إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة «الحوثيين»، وبمدى التزام «التحالف» ومراعاته لأحكام القانون الدولي، واتفاقيات جنيف المتعلقة بوصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق النزاع، وذلك لدى اجتماعه بلجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي.

وأردفت المجلة الأمريكية، نقلاً عن مصادر في الكونغرس، أن الربيعة تجاهل الإجابة على سؤال يتعلق بما إذا كانت السلطات السعودية قد تقدمت بجواب خطي على طلب برنامج الغذاء العالمي، السماح بتثبيت الرافعات الأربع في ميناء الحديدة.

وفي الإطار عينه، أفاد تود يونغ في حديث إلى «فورين بوليسي»، بأن عدم تقديم السعودية رداً خطياً على الرسالة الموجهة من برنامج الغذاء العالمي جاء «مخيباً للآمال»، داعياً واشنطن إلى «الضغط على الرياض من أجل تغيير سلوكها» و«ووضع حد لسياسة» المملكة في اليمن، القائمة على اعتماد (تكتيكات) التجويع بغية تحقيق أهداف سياسية، كونها تتنافى مع القانون الدولي، والمصالح القومية للولايات المتحدة.

وأكمل السيناتور الجمهوري حديثه معتبراً أن الأزمة الإنسانية في اليمن تشكل «مسألة استراتيجية» هامة بالنسبة للولايات المتحدة، وليست مجرد «ملف إنساني بحت».

وقال يونغ، المحسوب على الجناح المتشدد ضد طهران: «كلما طال أمد الحرب، فإن المزيد من الحوثيين والمدنيين على السواء سيكونون عرضة للقصف السعودي، ونقص المواد الغذائية والطبية، على نحو سيجعل إيران أكثر قدرة على تجيير تلك الأوضاع لصالحها».

ومع ارتفاع حدة المطالبات لواشنطن باستخدام نفوذها لدى السعودية من أجل تخفيف المعاناة الإنسانية في اليمن، واتساع رقعة انتشار مرض الكوليرا خلال الأسابيع الأخيرة في الحديدة، ومناطق يمنية أخرى، قال مسؤول أمريكي للمجلة إن إدارة الرئيس ترامب ناقشت قضية الرافعات الأربع وسواها من القضايا المرتبطة بالملف الإنساني مع كبار المسؤولين السعوديين واليمنيين، حيث أوفدت القائم بأعمال البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة توماس دافي، في أغسطس الفائت، إلى العاصمة السعودية لهذه الغاية.

ولم يعط المسؤول الأمريكي، الذي رفض الكشف عن اسمه، تقييماً حول ما إذا كانت إدارته ترى أن «التحالف» الذي تتزعمه الرياض داخل اليمن قد انتهك القانون الدولي أم لا، مكتفياً بالقول «إننا نأخذ المزاعم بشأن حدوث انتهاكات للقانون الدولي الإنساني على محمل الجد»، مضيفاً: «إننا لن نبادر إلى وضع تحليل قانوني حيال المسألة».

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:11 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-34840.htm