صعدة برس-متابعات - "تنظيم القاعدة " يقلق أمريكافي اليمن... وتحذيرات من تجاوزه حدودها
يثير توسع نشاط تنظيم القاعدة وزيادة عملياته الإرهابية في اليمن قلقاً إقليماً ودولياً عبرت عنه أوساط سياسية وإعلامية وعسكرية في أكثر من مناسبة.
وأوفدت الولايات المتحدة الأمريكية رئيس مكتب شؤون مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية دانييل بينيامين على رأس وفد لزيارة اليمن وإجراء مباحثات حول التعاون بين البلدين في مكافحة الإرهاب.
وتأتي زيارة المسؤول عن مكافحة الإرهاب في الخارجية الأمريكية إلى اليمن بعد أيام من تحذير مسئول "رفيع" في وزارة الدفاع الأمريكية من أن "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" الذي يعتبر أحد أنشط الفروع العالمية للتنظيم ، يمثل"تهديداً جدياً" لأمن الولايات المتحدة ، وأن قدرته على شن هجمات تضر بأمن الولايات المتحدة الأمريكية ما زالت قائمة رغم الضربات التي تلقاها وأدت إلى مقتل عدد من قادته.
وقال ميشال شيهان (نائب وزير الدفاع الأمريكي لشؤون العمليات الخاصة) :إن الولايات المتحدة حققت "مكاسب كبيرة" بمواجهة التنظيم وخاصة من خلال استهداف قياداته في اليمن ، ولكنه أضاف أن "عزم التنظيم على شن هجمات إرهابية في الولايات المتحدة ما زال يمثل خطراً كبيراً".
وعقد رئيس مكتب مكافحة الإرهاب في الخارجية الأمريكية مباحثات مع عدد من المسؤولين في الحكومة اليمنية حيث عقد لقاءات متصلة مع كل من وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان ووزير الخارجية ووزير الداخلية ووزير الإعلام.
وتتزامن زيارة المسئول الأمريكي مع تزايد ملحوظ للعمليات الإرهابية التي يشنها تنظيم القاعدة ضد القوات المسلحة والأمن والمنشآت الحيوية.
ويوم السبت وفجر الأحد نفذ تنظيم القاعدة عدة عمليات إرهابية حيث هاجمت عناصر القاعدة موقعاً عسكرياً في منطقة الحرور بمديرية الملاح محافظة لحج"جنوب اليمن) ما أدى إلى استشهاد 13 جندياً .
وفي ذات المحافظة أصيب العقيد عبود فضل عوض نائب مدير الأمن السياسي بمحافظة لحج أصيب بطلقة ناريه في رجله اليمنى وذلك في اعتداء غادر من قبل عنصريين إرهابيين ينتميان لتنظيم القاعدة كان يستقلان دراجة ناريه عندما كان يمشى مترجلا بجانب مكتب الأمن السياسي في المحافظة .
وكان مدير الإمداد والتموين بمعسكر الأمن المركزي العقيد عبدالله مصلح العراسي في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت نجا من محاولة اغتيال كانت تستهدفه حيث زرعت عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة عبوة ناسفة في سيارته أدت إلى انفجارها.
وفجر الأحد هاجمت عناصر تابعة لتنظيم القاعدة كانت تستقل سيارة شاص نقطة أمنية في عقبة (جوجة) بمدينة شبام بمحافظة حضرموت (شرق اليمن) ما أدى إلى استشهاد 7 من أفراد النقطة الأمنية .
ومساء يوم الجمعة فجرت عناصر من تنظيم القاعدة أنبوب الغاز المسال بمديرية رضوم محافظة شبوة(جنوب اليمن) وذلك بعد ساعات من مصرع وإصابة قرابة (6) عناصر القاعدة في غارة جوية استهدفت سيارتين لهما عند مفرق عزان .
وبحث رئيس مكتب شؤون مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية دانييل بينيامين الذي يزور اليمن مع وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر احمد ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن احمد علي الأشول أوجه العلاقة والتعاون والشراكة في مجال مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات بين البلدين الصديقين.
كما تناول اللقاء الأوضاع الأمنية التي تشهدها اليمن وما تتعرض له من هجمات إرهابية في بعض المحافظات والسبل الكفيلة لمواجهتها.
وأشاد وزير الدفاع بالجهود التي تبذلها الولايات المتحدة الأمريكية في الدعم اللوجستي والمعلوماتي في مكافحة الإرهاب الذي يعتبر آفة خطيرة على الأمن والسلم لليمن والمجتمع الدولي.
فيما أكد رئيس مكتب مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية التزام حكومة بلاده بتقديم كافة أوجه الدعم والمساعدة لليمن للخروج من أزمته الراهنة وبما يحفظ أمنه واستقراره ووحدته باعتبار أمن اليمن يهم المنطقة والعالم بشكل عام.
وعلى السياق ذاته ركزت مباحثات المسؤول الأمريكي مع وزير الداخلية اللواء الدكتور عبدالقادر محمد قحطان على مجالات التعاون والتنسيق الأمني بين اليمن والولايات المتحدة الأمريكية وسبل تعزيزها وتطويرها خصوصاً فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب.
وناقش اللقاء أوجه الدعم الذي يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية للأجهزة الأمنية اليمنية في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
من جانبه أكد منسق شؤون مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية مواصلة دعم الحكومة الأمريكية لليمن بشكل عام والأجهزة الأمنية بشكل خاص بما يعزز قدراتها في عملية مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار لليمن والمنطقة. مشيداً بالنجاحات التي حققتها الأجهزة الأمنية اليمنية في عملية مكافحة الإرهاب خلال الفترة الماضية.
لكن في المقابل ثمة انتقادات توجه لموقف الولايات المتحدة الأمريكية بشأن تراخيها تجاه الهجمات الإرهابية التي تشنها مليشيات تابعة لحزب الإصلاح (الإخوان المسلمين في اليمن) بالتنسيق مع عناصر من القاعدة على معسكرات الحرس الجمهوري في منطقة أرحب.
وفيما أكد تقرير قدمته الحكومة إلى البرلمان توسع نشاط القاعدة خصوصاً في محافظتي أبين والبيضاء، وارتفاع معدل أعمالها التخريبية في محافظة حضرموت، واتخاذ منطقة عزان بشبوة مركزاً تدريبياً لعناصرها،اعترف التقرير بظهور خلايا نائمة للقاعدة في محافظات عدن ولحج وصنعاء ليؤكد بذلك المعلومات التي تداولتها وسائل الإعلام نقلاً عن مصادر أمنية واستخباراتية عن تحول منطقة أرحب إلى معقل لتدريب وتسليح وإعداد مقاتلي تنظيم القاعدة، وتوفير القيادات التابعة لحزب الإصلاح وعلى رأسها الشيخ عبدالمجيد الزنداني عضو الهيئة العليا للإصلاح ورئيس جامعة الإيمان والمتهم دوليا بتمويل الإرهاب ،بالإضافة إلى عضو البرلمان عن الإصلاح منصور الحنق الغطاء السياسي والدعم المادي واللوجستي لتلك العناصر.
وبالتزامن مع العمليات الإرهابية التي ينفذها تنظيم القاعدة في بعض المحافظات نفذت مليشيات الإصلاح والقاعدة خلال الأيام الماضية عدة هجمات على معسكرات الحرس الجمهوري في منطقة أرحب مستخدمة الرشاشات وقذائف الهاون وصواريخ الـ"آر.بي.جي" .
ويرى خبراء أمنيون أن تزامن عمليات الهجوم الذي تشنه مليشيات الإصلاح وعناصر القاعدة ضد معسكرات الحرس الجمهوري في منطقة أرحب مع تزايد العمليات الإرهابية لتنظيم القاعدة في عدة محافظات يثير الكثير من التساؤلات عن مدى التنسيق بين حزب الإصلاح وعناصر القاعدة وأهدافه .
وفي اتجاه أخر يعتقد المراقبون والمحللون أن الفشل في استكمال تنفيذ مهام المرحلة الأولى من عملية التسوية السياسية وفقاً للآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية وفي المقدمة إنهاء الانقسام وإعادة وحدات الجيش المنشقة إلى ثكناتها قد أسهم هو الأخر في إيجاد مناخ ملائم لتنظيم القاعدة، وهو ما اعترف به وزير الدفاع اللواء محمد ناصر احمد أمام البرلمان.
ويقول المحللون: إن استمرار اللواء المنشق علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع في إعاقة جهود التسوية السياسية وإصراره على إبقاء القوات التي تقع تحت سيطرته داخل شوارع أمانة العاصمة فضلاً عن دعمه لمليشيات الإصلاح وعصابات أولاد الأحمر، وعناصر القاعدة، ودعمها في مواصلة الهجمات على قوات الحرس الجمهوري يسهم ليس في إيجاد مناخات ملائمة لعناصر تنظيم القاعدة في تنفيذ عملياتها الإرهابية فحسب، بل ويؤدي إلى إضعاف وإرباك قوات الحرس الجمهوري عن مواصلة واجباتها في مواجهة الإرهاب وتنظيم القاعدة ومحاولة إشغالها بمواجهة تلك الهجمات.
ويفسر مراقبون مخاوف الولايات المتحدة من تعثر جهود التسوية السياسية وانعكاساتها السلبية في تركيز رئيس مكافحة الإرهاب التابع لوزارة الخارجية الأمريكية دانييل بنيامين والوفد المرافق له على إجراء مباحثات دبلوماسية مع وزير الخارجية الدكتور أبو بكر عبد الله القربي حيث تم بحث مستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية لاسيما ما تم انجازه من بنود المبادرة الخليجية وأهمية العمل على إنجاح المرحلة الانتقالية بما يعزز الانتقال السلمي للسلطة ويمكن من مواجهة التحديات العديدة الراهنة، و التأكيد على أهمية البدء بالحوار الوطني وأهمية أن تنهض كافة الأطراف السياسية والمدنية بمسؤولياتها في هذا الخصوص.
كما تم بحث العلاقات الثنائية بين البلدين ومجالات التعاون المشترك بينهما وسبل تعزيزها وتطويرها بما يحقق مصالحهما المشتركة ومنها التعاون في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب.
وقد أكد المسئول الأمريكي التزام الولايات المتحدة بدعم اليمن في المضي بالمرحلة الانتقالية، لافتاً إلى أن المجتمع الدولي يعمل على تعزيز الاستقرار في اليمن عبر تعزيز التوافق السياسي الذي تم من خلال التوقيع على المبادرة الخليجية ،وحث جميع الأطراف المعنية على الالتزام والمضي باستحقاقات المرحلة الانتقالية .
المسؤول الأمريكي التقى أيضا بوزير الإعلام وبحث معه جوانب تعاون بين البلدين في مكافحة الإرهاب عبر التنسيق الإعلامي المشترك.
ويرى مراقبون أن فشل استكمال تنفيذ الجوانب المتبقية من المرحلة الأولى من الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية وفي مقدمتها إنهاء أسباب التوتر السياسي والأمني وإعادة توحيد الجيش وإنهاء الانشقاق في صفوفه لا يمثل خطراً على مسار التسوية السياسية فحسب،بل سيزيد من انعكاساته السلبية على المجال الأمني والعسكري ويوفر الأجواء لتنظيم القاعدة لمزيد من توسيع نشاطه وتواجده بل وعملياته الإرهابية .
وحذرت صحيفة اليوم السعودية في مقالها الافتتاحي من أن
تنظيم القاعدة في اليمن دخل مرحلة جديدة من العمل بتعدد هجومه على الجيش اليمني واختطاف الجنود والاستيلاء على الآلات العسكرية بالإضافة لسيطرته على المدن والمحافظات.
وقالت الصحيفة :إن الخلاف في وجهات النظر في كيفية التعامل مع التنظيم بين الجيش والسياسيين يتيح للتنظيم فرصة التمدد في المدن وتعبئة الأنصار وكسبهم في جنوب اليمن الذي تمثل فيه المنطقة الرخوة التي يستغلها التنظيم عبر الفراغ السياسي في جنوب اليمن واشتعال مدنه بنار التأجيج من قبل المطالبين بالانفصال ولا ننسى أيضا الأصابع الإقليمية التي تمتد في اليمن لتقليب الجمر ونعني بذلك إيران التي لم توفر أي وسيلة لتعزيز الفوضى ومن يلاحظ الدعم الذي تقدمه للحركة الانفصالية سواء عبر الدعم السياسي والإعلامي ناهيك عن الدعم اللوجستي.
وأضافت الصحيفة :خطر القاعدة كبير ويتعدى حدوده اليمن ليشمل كل دول الإقليم والمنطقة بل والعالم لان اليمن تحول إلى ملجأ للمطلوبين من الإرهابيين العالميين حيث يلقون من تنظيم القاعدة التدريب والتخطيط والدعم المالي ولعل ما يحدث في الصومال خير مثال على مدى التنسيق الكبير ما بين الحركات الإسلامية المسلحة فيه والقاعدة في اليمن لذلك على السياسيين أن يتناسوا خلافاتهم ويمضوا في تطبيق المبادرة الخليجية ويضعوا التنظيم وخطورته عليهم جميعا في الاعتبار.
مضيفة :دعم الدول الخليجية ضرورة ملحة لإخراج اليمن من محنته التي تتطور كل يوم باتجاه الأسوأ ومحاربة التنظيم تحتاج إلى تنسيق استخباري تشارك فيه الدول والمجتمع الدولي حتى لا يجد اليمن نفسه وحيدا أمام الإرهابيين الظلاميين. |