الثلاثاء, 03-أبريل-2012
 - أصبحت خُمس ثورة صعدة برس-أحمد صالح الفقيه -
أصبحت خُمس ثورة
أحمد صالح الفقيه


يقرأ ما يعتمل على الساحة اليمنية من زاوية مغايرة للمألوف، نظرته إلى القادم متشائمة ولا يستبعد الحرب الأهلية أو التقسيم الداخلي.. يقول: إن الثورة لم تتمكن من المضي في المسار الذي تسير فيه الثورات عادة، ولم تتمكن من تحقيق التغيير الجذري، ولهذا فهي عنده خُمس ثورة فقط.. المفكر والمهندس أحمد صالح الفقيه في حوار مع «الجمهورية» يدلل على ما قال إنها خُمس ثورة باستحضار التاريخ القريب والحاضر المضطرب والمستقبل المخيف..
كيف يقرأ المهندس والمفكر الأستاذ أحمد صالح الفقيه ما يعتمل اليوم على الواقع؟
ما يعتمل على الساحة اليمنية اليوم يخيف ويثير أعمق المخاوف لدى كثير، لم تتمكن هذه الثورة من أن تمضي في المسار الذي تسير فيه الثورات عادة، لم تتمكن من تحقيق التغيير الجذري ولهذا أصبحت خُمس ثورة ولا أقول نصف ثورة، ولايزال الوضع يعتمل بتفاعلات جديدة ربما تؤدي إلى الحرب الأهلية أو التقسيم الداخلي، التغيير الذي حصل في صنعاء مثلاً هو صوري، أنا أعتقد أن علي عبدالله صالح لايزال في سدة الحكم ولم يتنازل عن السلطة إلا شكلياً، في اليمن لا يمكن لرئيس أن يحكم إلا إذا كان مدعوماً من الجيش وقوة قبلية كبيرة، بعد ثورة 26 سبتمبر في الشمال 62م لم يكن هناك جيش بالمعنى المؤسسي، ولم تكن القبائل تساند الرئيس السلال فانتهى السلال، عندما ازدادت حدة الصراع بين الرئيس الحمدي والقبائل اغتيل بسهولة، ما يتعلق بالإرياني كثيرون ربما لا يعرفون أن الإرياني كان ينادي بالدولة المدنية، كان يريد أن يوجد دولة حديثة لكنه لم يتمكن، وفي تعامله ربما اتبع الطريقة الأمريكية مع القبائل القائلة: ارمِ له الحبل ودعه يشنق نفسه، عندما رأى الضغط القبلي ازداد عليه عين المشايخ محافظين مثلاً، الصعدي في صعدة، العواضي في تعز، الشيخ سنان أبو لحوم في الحديدة، وكان ينتظر أن هؤلاء الناس سيرتكبون من الأخطاء ما يفضي إلى إحراق كروتهم ولكن كان هناك ما هو أكثر، في أواخر عهد الإرياني حدث تجمع كبير لمشايخ بكيل في ريدة وأردت أنا أن أذهب إلى هناك لأرى ما ذا يحدث، فذهبت مع الملازم محمد علي عمران إلى هناك أتذكر أني كتبت بياناً باسم تنظيم اتحاد القوى الثورية الديمقراطية الشعبية في عام 71م وكتبت رداً عليه من المشايخ وطلبت منهم التوقيع فوقعوا، على الرغم من أن البيان يدينهم أو ضدهم في الواقع وكان فيه بنود تدعو إلى القضاء على الإقطاع، وكانوا بالطبع يسألوننا هل لنا علاقة بعدن؟ وأظن أنهم توهموا أن هذه العلاقة موجودة، بعد طباعة البيانين وتوزيعهما كانت الخطوة التي بعدها أنهم ذهبوا إلى عدن وكانوا يعتقدون أنهم سيجدون في عدن مصدرا للمال، لأن الأموال كانت قد جفّت من السعودية بعد المصالحة، وهم لهم فلسفة في هذا الموضوع لو قرأت مذكرات الشيخ سنان أبو لحوم، قال: ذهبت إلى الشيخ الغادر وقلت له: لقد جمعنا كثيراً من المال والسلاح فيكفي، ولنعد الآن نبني بلدنا، قال لي: لقد جمعت من المال والسلاح ما لم يجمعه الإمام، وصار عندي الكثير، ولكن انظر من النافذة هؤلاء الذين يجلسون على باب بيتي يريدون مدداً مستمراً من المال والسلاح، وإذا لم يجدوا المدد لن تجد أحداً منهم يجلس على بابي أو يلتف حولي. اليمنيون برجماتيون يقفون وراء مصالحهم. وقد ذهب الشيخ الغادر إلى عدن بالمثل بحثاً عن المال والسلاح وحصلت تلك المجزرة الشهيرة التي قتلت ما يزيد عن سبعين شيخاً في بيحان، في هذه الفترة كنت في صنعاء وقد شاهدت قبائل خولان تدخل صنعاء بحوالي خمسمائة سيارة وبالزوامل وكنت بين الحشود التي تستقبلهم بساحة القصر الجمهوري بصنعاء، وتحدث خطيبهم بالانتقام للمشايخ الذين قتلهم الشيوعيون، فرد عليه القاضي الإرياني في خطبة ابتدأها بقوله: الغادر أتعبني صغيراً وحملني دمه كبيراً، ومما قال لهم: إذا كنتم يا خولان قد عدتم إلى جادة الصواب ووصلتم إلى صنعاء، لتنالوا نصيبكم من المشاريع كالمدارس والمستوصفات وغيرها فهذا شيء طيب، أما إذا أردتم منا أن نحارب طواحين الهواء فلن نفعل. الشيء الغريب أن تجمع بكيل ذاك في ريدة هو احتجاج على حاشد التي تحصل على كل شيء من وجهة نظرهم وأنهم لا يحصلون على شيء, ولكن الذي حدث بعد أنه تكاتف مشايخ حاشد وبكيل بالضغط على الرئيس للانتقام للمشايخ على اعتبار أنهم يشكلون طبقة مصلحتهم واحدة، كنت قد ذهبت بعدها إلى القرية وهي قريبة من قعطبة، جاء الشيخ أحمد علي المطري وبدأ يجند من أهالي المنطقة يعطي السلاح والمال لكل من ينضم إليه في منطقة كتاب، وبعدها بدأت الشاحنات تسير إلى عدن بالزوامل لتدمير وقتل الشيخ عثمان متوعدين أنهم لن يبيتوا إلا في ديوان الشيخ عثمان في عدن!! بعدها بأيام كنت أرى رجال القبائل يرجعون إلى القرية جوعى وفي حالة يرثى لها، وقالوا الجيش عاب بنا، وضعنا في الصفوف الأولى للمعركة وبقى في المؤخرة والجنوبيون أشعلوا الجبال التي كنا فيها ناراً، وإذا رجعنا إلى الخلف أخذ الجيش أسلحتنا وطردنا، فبدا لي أن هناك اتفاقاً بين الحكومتين في الشمال والجنوب لتلقين القبائل درساً عسكرياً وسياسياً في تلك الحرب التي كان عنوانها الانتقام للمشايخ، وأرى أن هذا كان السبب المباشر للضغط على الإرياني بالاستقالة
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-3497.htm