- أكد خبير عسكري أن هيكلة الجيش في ظل الأوضاع الراهنة ستجعله غنيمة سائغة لجواسيس وأعداء الوطن ، وستوصلهم إلى مراكز النفوذ والقرار بمجرد شخطة قلم على قراطيس التسويات السياسية .....التفاصيل

الثلاثاء, 03-أبريل-2012
صعدة برس -
خبيرعسكري :هيكلةالجيش في الظروف الراهنة ستزيدمن إنهاكةوتجعله غنيمة للجواسيس


أكد خبير عسكري أن هيكلة الجيش في ظل الأوضاع الراهنة ستجعله غنيمة سائغة لجواسيس وأعداء الوطن ، وستوصلهم إلى مراكز النفوذ والقرار بمجرد شخطة قلم على قراطيس التسويات السياسية .
وقال إن الهيكلة ستزيد من إنهاك الجيش ، وتهدد بالمزيد من التمردات العسكرية وتفجر الصراعات المسلحة ، وستدفع بالكثير من منتسبي الجيش إلى المطالبة بالتقاعد أو الفرار .
مؤكد في تحليل استراتيجي نشرته صحيفة الميثاق أن الهيكلة تعد مطلباً خطيراً يدخله أعداء اليمن في المطالب السياسية، لغرض إعادة ترتيب الجيش اليمني ، وكعامل حاد يُحطم معنوياته ويقتل كفاءاته النوعية و النموذجية، ويعبث بمقدراته، ويسحق خبراته ويطمس مهارات رواده، ويُشتت صنوفه وتشكيلاته، وربما يُلامس عقيدته وأساليب تدريبه ونوعية التسليح ووسائل التطبيق ، ومصادر تسليحه..

"نص مقالة الخبير العسكري"
مخاطــر هيكلــة الجيــش
تعتبر هيكلة الجيوش، بمفهومها الواسع- العلمي والبرامجي والقانوني- من أصعب الأعمال الإدارية، التي يُعتمد لها البرامج والخطط المرحلية البعيدة، والميزانيات المالية الباهظة، وتُحشد لها الخبرات والطاقات الهائلة، والإمكانات والموارد الضخمة، والوسائل التقنية الإدارية الحديثة. ومع ذلك تظل مسألة هيكلة الجيوش، من المسائل الخطيرة والمعقدة، التي تؤرق القيادات السياسية والعسكرية، على حد ٍسواء، وذلك لعدة أمور:
الأول: لأن الهيكلة بمفهومها الواسع أصبحت بالنسبة لجواسيس وأعداء الجيوش غنيمة سائغة وصفقات رابحة، توصلهم إلى مراكز النفوذ والقرار، بمجرد شخطة قلم يتحرك برأسه على قراطيس التسويات السياسية المعقدة.
الثاني: لأنها أصبحت مسألة حساسة, تشغل هاجس خبراء الجيوش وقاداتها, وتثير الحساسية المفرطة, في أوساط وحداتها النمطية والنوعية، وتبعث براكين الغضب، بفوهات لاتنطفئ، وتشجع ضعفاء النفوس المحسوبين على صنوفها المسلحة وتشكيلاتها الأمنية، على تجاوز مبادئ الكفاءة والأقدمية، وإحداث الكثير من الاختلالات المتباعدة، التي قد توصل الكثير من منتسبيها إلى المطالبة بالتقاعد المبكر والفرار الممنهج والتمرد المسلح.
الثالث: لأنها أصبحت في عصرنا الحالي مطلباً سياسياً خطيراً يدخله أعداء الشعوب في المطالب السياسية، لغرض إعادة ترتيب الجيوش المستهدفة، أو كعامل حاد يُحطم معنويات الجيوش, ويقتل كفاءاتها النوعية النموذجية، ويعبث بمقدراتها، ويسحق خبراتها ويطمس مهارات روادها، ويُشتت صنوفها وتشكيلاتها، ويُمزق ملاكها البشري، وربما يُلامس عقيدتها وأساليب تدريبها ووسائل التطبيق ونوعية التسليح, ومصادر تسليحها.
يقول: الجنرال/مصطفى عبدالنبي إذا كان الطلاق من أبغض الأشياء عندالله في الحلال، فإنّ هيكلة الجيوش من أبغض الإجراءت في القوانين السياسية والعسكرية لدى قادتها، وقد تصل مخاطر هيكلة الجيوش إلى ذروتها في الدول التي يرتفع مستوى الأمية في أوساط جيشها إلى درجة عالية، أو التي لاتعتمد على برامج التأهيل العسكري المستمر، وكذلك في المراحل الانتقالية للدمج السياسي الدولي، كما حصل مع سوريا ومصر في ستينيات القرن الماضي، وفي بلاد السعيدة اليمنية، في تسعينيات القرن العشرين، وكذلك في الفترات الزمنية المختلفة لحكومات التسويات السياسية, التي تنتهي بها تلك التسوية إلى تسليم الحكم إلى حكم فردي ـ لأحد أفراد الاطراف المتناحرة ـ أو تنتهي بانتخابات تنافسية يشعر أحد أطراف التسوية بأنه سيُحرم من حصته السياسية، بسببب افتقاره إلى الهيئة الناخبة، وبذلك تضع تلك الأحزاب مصلحتها الشخصية والحزبية فوق المصلحة الوطنية، ومن ثمّ لاتحترم المبادئ الوطنية ولا الكفاءة الإدارية, ولاتعترف بالأقدمية العسكرية عند الهيكلة.
ومع ذلك تظل هناك حالات تتطلب بحكم الضرورة إعادة النظر في تنظيم المؤسسة العسكرية والأمنية، أو جزء منها وذلك عند حدوث بعض المتغيرات المهمة في الدولة، أو في المؤسسة العسكرية والأمنية، سواءً عند حدوث تغيير عام في الأوضاع السياسية، التي يصعب معها العمل وفق التنظيمات السابقة.. أو حدوث تغير عام، في تنظيم القوات المسلحة والأمن أو عند إدخال أفكار عقدية أو تنظيمية جديدة.
وقبل أن ندخل في تفاصيل الموضوع، صعوباته ومخاطره، ينبغي علينا أن نتعرف على هذا المفهوم الاستراتيجي، المخيف كثيراً والمطلوب أحياناً، وذلك على النحو التالي:
أولاً:معنى الهيكلة وصعوباتها:
هيكلة الجيش: مفهوم عسكري استراتيجي، وتعني باختصار شديد: التخطيط والتنظيم والتشكيل, وفقاً للمبادئ والمصطلحات والمسميات العسكرية.
ولذا فقد يكون من المعقول والمنطق أن يصل أي جيش إلى مراحل تتطلب إعادة النظر في هيكلته، كما أوضحنا، ولكن من غير المعقول والمنطق ـ أيضاً ـ أن يتحقق ذلك بين عشية وضحاها، بل إنّ تلك المراحل قد تواجه الكثير من الصعوبات والمخاطر التي تحتاج منا إلى سنوات من الممارسة والتصويب، تخطيطاً وتنفيذاً وتقييماً، حتى نتجاوز- بنجاح- الصعوبات, والتي بإمكاننا اسقاطها ـ هنا ـ على الجيش اليمني تحديداً وذلك للإيضاح. م/ الميثاق نت
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 27-ديسمبر-2024 الساعة: 03:30 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-3514.htm