صعدة برس - وصفت الصحفية والكاتبة السعودية منى الشريف الحكومة اليمنية بالفاشلة والغير قادرة على تلبية تطلعات ابناء الشعب اليمني في تحقيق الأمن والاستقرار وفي تنفيذ التزاماتها وتعهداتها وفي مقدمتها تطبيق المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية .. وطالبت دول الخليج أعادة النظر في دعمها .. واعتبرت الكاتبة الشريف عدم قدرة الحكومة على اعادة الاوضاع الى ما كانت علية في عهد الرئيس صالح و استمرار بقاء المظاهر المسلحة وحالة الانفلات الامني والتدهور المستمر للأوضاع الاقتصادية والسياسية في اليمن دليلا على فشل الحكومة الحالية في مهامها وواجباتها المنصوص عليها في المبادرة .. ودعت من يسمون انفسهم بالثوار الخروج للمطالبة بأسقاطها بدلا من استمرارهم في ترديد الشعارات الفضفاضة .
مشيرة الى ان اليمن مازالت مستهدفة من قبل القوى التي تعتبر التوافق السياسي بمثابة استراحة محارب تتمكن فية من اعادة لملمة صفوفها وتفجير الازمة من جديد .
المقال.......
لاتزال اليمن مستهدفة في أمنها واستقراها ووحدتها وعلى اليمنيون ان لا يعتقدوا بأن الوفاق والاتفاق بين الاحزاب والقوى السياسية هو نهاية الأزمة بل انه يعتبر استراحة محارب تتمكن فيها القوى (التقليدية ) تحديداً من اعادة لملمة صفوفها والاستعداد لمعركة اخرى سواء أكانت سياسية أم عسكرية و ستكون هي الأخطر على اليمن .
فمنذ 21 فبراير وحتى اليوم لم نسمع نحن كمراقبين ان هناك ما يجعلنا نشعر بالتفاؤل والاطمئنان على ان اليمن سيعود على الأقل الى ما كان عليه في عهد الرئيس صالح خاصة بعد توقيع المبادرة فلاتزال عناصر الأزمة في اليمن باقية والشوارع في عدد من المدن - بحسب ما تتناقله وسائل الاعلام - تعج بالمظاهر المسلحة ولايزال المعتصمون في خيامهم كما تشهد المدن اليمنية انفلاتاً أمنياً مرعباً ونشاطاً متزايداً لتنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة وكذلك لاتزال الخدمات الاساسية كالكهرباء والمشتقات النفطية والدواء مضطربة والمواطن اليمني يوماً يجدها واسبوع لا يجدها.كما ان الأوضاع الاقتصادية في تدهور مستمر وهناك بعض المناطق اصبحت خارج سيطرة الدولة وسقطت بيد الحوثيين ذراع ايران في المنطقة ومناطق أخرى سقطت بيد القاعدة الحراك الجنوبي والمعارضة التي يسيطر عليها حزب الاصلاح "الاخوان المسلمون في اليمن"كل ذلك يجعلنا قلقين ازاء اليمن وغير مستوعبين لما تطرحه الحكومة اليمنية بأن الأوضاع جيدة وان اليمن يسير في الطريق الصحيح ولا يحتاج إلا للقليل من الدعم الاقتصادي والمنح المالية وان التسوية السياسية تسير وفق ما هو مرسوم لها وقريباً بعد اجراء الحوار الوطني ستكون اليمن من دول العالم المتقدم.. لا ندري لماذا يصر الساسة اليمنيون في الكذب على شعبهم لان ما يطرحونه لا يمكن ان يصدقه اصدقائها واشقائها فالعالم، و دول الخليج يدركون جيداً حقيقة ما يدور في اليمن وبأدق التفاصيل وما يقدمونه من دعم لأي قوى سياسية الهدف منه هو فرز الأوراق وتجربتها وترويض ما تبقى منها.لا أريد القول ان اليمن لن ينعم بالسلام بعد صالح ولكن كل المؤشرات لا توحي بأنه سيتجاوز ما خلفته الأزمة سريعاً والسبب في اعتقادي هو فشل الحكومة التي لم تتمكن حتى اليوم من تأمين النفط الكهرباء كأقل شيء للمواطن بل انها جعلت شغلها الشاغل كيفية اقصاء الآخر وتعيين الموالين لها في مواقع من تم اقصاؤهم من قادة عسكريين ومدنيين والأخطر ان من تم تعيينهم حسب ما تكشفه وسائل الاعلام اليمنية يتم تعيينهم على أسس حزبية او مناطقيه او اسرية ما يجعلنا نستغرب لماذا لم يرفض الثوار ذلك ويثورون عليهم كون ما تقوم به الحكومة ووزراؤها هو استبداد حقيقي والاجدر ان يثور عليه بدلاً من الاستمرار في مطالب القصاص والشعارات الثورية الفضفاضة التي لا داعي لها.فلو كان من خرج ضد الرئيس علي عبدالله صالح ثواراً حقيقيين ولديهم مطالب حقيقية لكانوا ثاروا ضد الحكومة وسياستها وقراراتها منذ الوهلة الأولى على الأقل لأنها وحتى اليوم لم تلبَّ على الاقل 5٪ من تطلعاتهم في تحقيق الامن والاستقرار والتنمية والحرية والعدالة.
ان اكثر ما أخشاه على اليمن الشقيق هو الانهيار على الطريقة الصومالية فعلى الرغم من وجود حكومة في الصومال إلا انها لا تستطيع ان تفرض سيطرتها على كيلو متر خارج مقرها.. وهو الوضع الذي نتخوف ان تصل اليه الحكومة اليمنية إذا ما استمرت في ضعفها وفشلها الراهن.
ولكي لا أكون مجحفة بحق الحكومة اليمنية أطرح على طاولتها هذا السؤال : أتمنى ان توجه ردها للشعب اليمني لماذا قدمت المملكة العربية السعودية معونة نفطية لليمن لتغطية متطلباتها من المشتقات النفطية لمدة شهرين وهذه المعونة وكما يعلم الجميع كانت أول مهمة خارجية يقوم بها الرئيس هادي الذي زار الرياض الاسبوع المنصرم لمدة قصيرة عاد بعدها الى بلده بالمعونة المذكورة.. بلا شك ان المملكة وملكها المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والحكومة السعودية يحرصون على مساعدة اليمن وتقديم يد العون للشعب اليمني الشقيق عند كل الملمات ولكن ذلك لايعفي الحكومة اليمنية من توضيح الحقائق وبشفافية للجميع واخبارهم عن سبب عدم تمكنها من تغطية احتياجات ابناء شعبها من النفط ومشتقاته على الأقل داخلياً خاصة واليمن من الدول المنتجة للنفط.
على الحكومة في اليمن ان تكون عند المسئولية التاريخية الملقاة على عاتقها وتطلق لنفسها العنان وتبدأ بجدية في تنفيذ الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية ولا تتعامل معها بانتقائية وتنفذ ما يهمها ويعجبها من المبادرة وتترك ما لايعجبها وتفهم ان اسراعها في الانتقال من المرحلة الأولى للمبادرة للمرحلة الثانية لمجرد الانتقال فقط سوف يدخل اليمن في المزيد من الصراعات التي ستنزف اليمن ارضاً وانساناً لاسمح الله.فالدخول في الحوار الوطني والأوضاع كما هي عليه منذ بداية الأزمة لن يكون مجدياً وستكون مخرجاته حبراً على ورق كما ان اصرارها في تعليق آمال كبيرة على مؤتمرات الاصدقاء والاشقاء الداعمين لن يزيدها إلا فشلاً، فأشقاء اليمن واصدقاؤها لن يغامروا بأموالهم التي هي من خيرات وثروات شعوبهم من أجل ان يمنحوها للحكومة التي تحول اليمن وشعبه الى عالة على المجتمع الدولي.. فإن تتعلم الصيد حكومة اليمن أفضل من ان تعطيها كل دولة يومياً سمكة وعليها مراجعة حساباتها جيداً اذا كانت قادرة في عقد مؤتمر الاصدقاء في الرياض شهر ابريل القادم، فلا أعتقد ان المانحين الذين رفضوا تسليم ما التزموا به للحكومة السابقة بسبب اخفاقاتها في بعض الجوانب سيسلمون ما التزموا به للحكومة الحالية وهي عاجزة عن اخراج مسلح واحد من العاصمة، وهذا الأمر يجب ان يدركه جميع اليمنيين وليس الحكومة فقط.
اخيراً أتمنى لليمن وشعبه الخير وان يتجاوز أزمته ويسير في ركب التقدم والازدهار فحضارته ضاربة في جذور التاريخ على مر العصور وهو قادر على تجاوز كل أزماته بحكمة واقتدار فهو شعب الحكمة والقلوب البيضاء. |