- أشارت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" في مقال تحت عنوان "هجمات اليمن: هل أصبحت القاعدة أكثر قوة؟"، إلى أنه "في حين يتحرك اليمن ملياً نحو الخروج من تلك الأزمة السياسية - التي تعصف به منذ استعار الانتفاضة الشعبية قبل عام - والتي آلت مؤخراً إلى تنحي علي عبد الله صالح عن مقاليد السلطة في البلاد، يلوح في أفق اليمن خطر متزايد لشبح الإرهاب".

الخميس, 12-أبريل-2012
صعدة برس-متابعات -
أشارت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" في مقال تحت عنوان "هجمات اليمن: هل أصبحت القاعدة أكثر قوة؟"، إلى أنه "في حين يتحرك اليمن ملياً نحو الخروج من تلك الأزمة السياسية - التي تعصف به منذ استعار الانتفاضة الشعبية قبل عام - والتي آلت مؤخراً إلى تنحي علي عبد الله صالح عن مقاليد السلطة في البلاد، يلوح في أفق اليمن خطر متزايد لشبح الإرهاب".

يعتبر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، بالنسبة لكثيرين في واشنطن انها تشكل تهديد أكثر مما كانت تشكله في وقت كان يرأسها أسامة بن لادن من باكستان، حيث قد استفادت من عدم الاستقرار الذي بدأ السنة الماضية في اليمن لتعزيز سيطرتها. ويأمل كثير في الغرب من أن الامور ستتحسن بعد أن تولى عبد ربه منصور هادي الرئاسة.

هناك من اليمنيين، الذين يبدون بعض التفاؤل بأن الرئيس هادي سيتعامل مع القاعدة على نحو أكثر فعالية من سلفه صالح الذي يصفه العديد من المحللين بافتقاره إلى خطة واضحة لمكافحة القاعدة.

يقول سعيد علي الجهمي، باحث في شئوون القاعدة " اناليمن ليس لديه إستراتيجية للعمل ضد تنظيم القاعدة بسبب ضعف الدولة منذ فترة طويلة لما قبل الانتفاضة التي بدأت السنه الماضية،""عندما لا يكون هناك إستراتيجية جادة وواضحة للتعامل مع تنظيم القاعدة، فان تنظيم القاعدة في النهاية لا يمكن ايقافه".



هل سيقدم دعم شعبي لتنظيم القاعدة؟

لاتزال اليمن الدولة ذات الاحتياطات النفطية القليلة نسبيا والموارد المحدودة، ضمن الاهتمامات الدولية إلى حد كبير بسبب وجود القاعدة هناك.... قبل عام من هجمات 11 سبتمبر تقريبا، طفت اليمن على السطح كبؤرة للإرهاب في أعقاب تفجير المدمرة الأمريكية كول الذي قتل فيه 17 بحارا أمريكيا وجرح 39 آخرين.

في السنوات الأخيرة، وطدت القاعدة في جزيرة العرب من جذورها في اليمن. و استفادت كثيرا من عدم الاستقرار على مدى العام الماضي و تركيز الحكومة على المظاهرات المنادية برحيل صالح.

شكك العديد من اليمنيين قبل الانتفاضة الشعبية ما إذا كان صالح يأخذ تهديد القاعدة على محمل الجد، واختار بدلا من ذلك أن يتخذها وسيلة لكسب مزيدا من الاهتمام الدولي والمساعدات والدعم العسكري.

ويقول عبد الله الفقيه، أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء، " أن صالح وعائلته لها مصلحة في المبالغة بتهديد تنظيم القاعدة"، "و كان يقوم بكل أنواع الخدع للضغط على الغرب للحصول على الدعم." مضيفا "انها كانت مخاطرة كبيرة. "

يسعى صناع القرار السياسي اليمني الراغبين في تغيير المسار حاليا على الأرجح في تشتيت القاعدة في جزيرة العرب من خلال المحاولة في فصلها عن عموم السكان.

يقول محمد حيدر، الباحث في مركز سبأ للدراسات الإستراتيجية في صنعاء. "إن استمرار هذه الجماعات يعتمد الآن على ما مدى تقبل الناس لها"، "إن الناس في بعض المناطق تريد أن تكون بمنأى، ليس فقط من هذه الجماعات بل أيضا من الحكومة، ولكن، في نهاية المطاف سيكون عليهم اختيار جانب الحكومة و لن ينحازوا الى تنظيم القاعدة، لأن القاعدة حتى و إن وفرت الأمن، فانها لا تستطيع توفير الخدمات الأخرى ".





خطر القاعدة في الجانب المحلي

يدعوا اليمنيين المجتمع الدولي على اتخاذ نهج أكثر شمولا لمساعدة اليمن على مواجهة الإرهاب والتعامل مع الجماعات الإرهابية القاعدة في جزيرة العرب وغيرها باعتبارها ليست مجرد معضلة عسكرية، ولكن مسألة تنموية كذلك. تعتبر الولايات المتحدة بعملياتها ضد القاعدة باستخدام الطائرات بدون طيار في اليمن بين القوى الدولية الأكثر نشاطا التي تشارك في عمليات مكافحة الإرهاب هناك.

يقول سعيد ثابت، الباحث السياسي والصحفي اليمني" ما يهم أمريكا في اليمن هو تنظيم القاعدة فقط، حيث لا تهتم بالمشاكل الرئيسية التي تجعل من تنظيم القاعدة أقوى مثل الفساد والضعف في المؤسسة العسكرية. انهم لا يهتمون إلا بالقاعدة وكيفية محاربتها. عليها القيام بتحسين مواردنا لتجعلنا أقوى وبعد ذلك يمكننا محاربة القاعدة بأنفسنا ".

بالرغم من ذلك، قد يجد اليمنيين صعوبة بالغة في إقناع الأميركيين بهذه الخطة.

بالإضافة إلى ذلك، هناك عدد من العقبات التي تعترض سبيل تنفيذ مشاريع مساعدة في اليمن، حيث ان الحكومة تفتقر الى كل من مخطط فعال لأولويات المعونة والقدرات الإدارية على استيعاب كميات كبيرة من أموال المانحين.

في الوقت الحالي، قد يكمن الحل في إقناع اليمنيين أن القاعدة في جزيرة العرب ليست مجرد مشكلة بالنسبة للغرب، ولكنها تشكل تهديدا محليا.

يقول ياسين سعيد نعمان، الأمين العام للحزب الاشتراكي ورئيس الوزراء السابق لجنوب اليمن قبل الوحدة،"يجب على هادي أن يجعلهم يشعرون بأن هذا الخطر يهدد استقرار هذا البلد قبل تهدده للاستقرار في المنطقة والمجتمع الدولي"، "انها تهدد استقرار البلاد نفسها: الاقتصاد والحياة الاجتماعية، الحياة السياسية، كل شيء"



- كريستيان ساينس مونيتور

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 18-أكتوبر-2024 الساعة: 06:27 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-3748.htm