صعدة برس -
بقلم/
د.علي مطهر العثربي
إن الرسالة الإعلامية أمانة ومسئولية،ولايجوز أن تكون إثارة وفتنة،وهنا ينبغي التفكير العميق بين معاني ودلالات الأمانة والمسئولية والإثارة والفتنة،فالمسئولية والأمانة تعني الرقابة الذاتية والأخلاق الإنسانية والحدود التي ينبغي الوقوف عندها وعدم تجاوزها،أما من يسلك طريق الإثارة والفتنة فإن الأخلاق والقيم والمسئولية والمحاسبة الذاتية واتقاء الله أمور مغيبة لدى من يسلك هذا السلوك المشين.
جمعتني الصدفة في أكثر اللقاءات بكوكبة من الوجهاء الذين لديهم الاهتمام بما يدور في الحياة الاجتماعية والسياسية،وقد استمعت إلى انتقادات عديدة،وكان من ضمن ذلك توجيه السؤال: لماذا لم نجد في كتاباتك نفس الإثارة التي يطرحها من يكتبون خلافاً لوجهة نظرك،ويرى البعض ضرورة مجاراتهم في ذلك الطرح المثير والرد بأسلوب أكثر إثارة،وقد رويت بما اعتقده سليماً ويخدم السلم الاجتماعي،ولا أرى ضرورة مجاراة من يسلكون الإثارة أو لايؤمنون بأن الكلمة أمانة وينبغي الحفاظ عليها وعدم الانزلاق بها نحو الهاوية.
أعتقد أن الأمانة والشعور بالمسئولية تجاه الوطن والإيمان المطلق بالله سبحانه وتعالى تجعل من الإنسان السوي يفكر في العواقب والآثار التي يمكن أن تحدث بسبب كلمة ما أو حتى الرد على من يقعون في المنزلقات الخطيرة،وعندما يكون الإنسان شديد الارتباط بالله سبحانه وتعالى فإنه في هذه الحالة لايقول إلا ما يراه خدمة للدين والوطن والإنسانية،بمعنى أكثر تحديداً أن يكون الكلام مقيد بالآداب والأخلاق والقيم الدينية والإنسانية.
للأسف البعض لم يعد همه خدمة الدين والوطن والإنسانية بقدر ما يركز همه في الشهرة والإثارة والأمر الذي يجعله يستخدم المصطلحات استخداماً عدوانياً يخلق الفتنة ويزرع البغض والكره في المجتمع،وعندما يكون الأمر كذلك فإن الرسالة الإعلامية تصبح عدوانية وخارجة عن المهنية والأخلاق وفاقدة للمشروعية،ولذلك ينبغي أن يكون الاعتقاد حازماً فإن الرسالة الإعلامية أمانة ومسئولية ليظل الكل في حدود القيم والمبادئ والأخلاق التي ربى الإسلام أبناءه عليها وهو ما نأمل الالتزام به بإذن الله.