- في ظروف صعبة، وبموافقات مقيدة جداً للتصوير وإجراء اللقاءات الميدانية، تمكن موفدا فرانس 24 تاتيانا مسعد ونور الدين بزيو من الدخول إلى المنطقة الجنوبية من اليمن وبالتحديد إلى محافظة أبين حيث تسيطر مجموعة "أنصار الشريعة" التابعة لتنظيم القاعدة على منطقة مدينة جعار وما حولها فارضة فيها إمارتها الإسلامية التي دعتها "إمارة وقار".

الثلاثاء, 17-أبريل-2012
صعدة برس-متابعات -
في ظروف صعبة، وبموافقات مقيدة جداً للتصوير وإجراء اللقاءات الميدانية، تمكن موفدا فرانس 24 تاتيانا مسعد ونور الدين بزيو من الدخول إلى المنطقة الجنوبية من اليمن وبالتحديد إلى محافظة أبين حيث تسيطر مجموعة "أنصار الشريعة" التابعة لتنظيم القاعدة على منطقة مدينة جعار وما حولها فارضة فيها إمارتها الإسلامية التي دعتها "إمارة وقار".
بدأت جولة فرانس 24 من معسكر 31 مدرع في محافظة عدن، حيث فقد الجنود كثيراً من رفاقهم في معارك محافظة أبين المجاورة، معارك دارت بين الجيش اليمني وجماعة انصار الشريعة التابعة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، والتي تكبد فيها الجيش اليمني خسائر فادحة.
القائد العسكري الجديد للمنطقة الجنوبية سالم قطن، ولتشجيع جنوده وشحن عزائمهم، استعان بمشايخ بينهم موفد الأزهر إلى اليمن الشيخ علي نور الدين الذي اعتبر بأن الجنود اليمنيين على حق في قتالهم جماعات أنصار الشريعة لأنهم يدافعون عن الوطن، والأرض، والعرض والشرف. في خطاب ديني معزز بالمبادئ الإسلامية لإقناع الجنود بمواجهة مسلحين يقاتلون باسم الإسلام ذاته.
وفي حين رأى بعض الجنود أن العقبة الأساسية هي نقص الذخيرة في معاركهم ضد أنصار الشريعة، فقد قال قادتهم بأن اليمن بلد الأمن والاستقرار وأن الدولة اليمنية قوية ومجهزة ومسلحة لمواجهة أي عدو.
ومن الجهة الأخرى، سمح أنصار الشريعة لمراسلي فرانس 24 بالدخول إلى معاقلهم، وتصوير أميرهم في لقائه مع أسرى من الجيش اليمني وقعوا بقبضتهم. جلال بلعيدي أمير جماعة أنصار الشريعة في أبين توجه إلى أسراه باللوم على أنهم يقاتلون في صفوف نظام لا يحكم بشرع الله، في حين أن "الطيران الأمريكي والسعودي استباح الجو، والبوارج الأمريكية والبريطانية والفرنسية استباحت البحر".
أما الأسرى فقد اعتبروا أنفسهم ضحية لتخلي النظام عنهم، وأن قيادة الجيش جعلتهم فريسة سهلة لأنصار الشريعة، حيث دارت المعركة لمدة خمس ساعات دون أن تصل الإمدادات المطلوبة، بالرغم من أن الجنود أبلغوا قياداتهم بتحركات مريبة لزوارق في البحر دون أن تتعامل قيادة الجيش مع هذه المعلومات.
ولا يزال مصير الأسرى مجهولاً حيث يشترط الآسرون الإفراج عن معتقلين من تنظيم القاعدة محتجزين في سجون جهازي الأمن القومي والأمن السياسي، بينما يرفض النظام التفاوض معهم.
تراجع الجيش اليمني يعني تقدماً جديداً لأنصار الشريعة براياتهم السوداء، وهذا التقدم جعلهم يسيطرون سيطرة كاملة على مدينة جعار في ولاية أبين، وهي أول مدينة يسيطرون عليها كاملة حيث غيروا اسمها لتصبح "إمارة وقار" وتحكم طبقاً للشريعة الإسلامية. حيث "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" تقف بالمرصاد لكل من يخالف تعليماتهم.
فالصلاة أصبحت إلزامية، والأسواق تخلو من المارة وقت الصلاة، وبعض التجار يطمئنون إلى وضع بضاعتهم في الشارع نظراً لأن عقوبة السرقة هي قطع اليد بحسب الشريعة، وهي التي طبقت ثلاث مرات منذ سيطرتهم على المدينة في آذار/ مارس من العام الماضي.
تمركزت عمليات التحقيق والاحتجاز والحكم في مكان واحد من قبل قاض عينته الجماعة وصار القضاء أسرع والعقوبة أشد.
ويحاول أنصار الشريعة كسب رضا سكان المنطقة لحثهم على البقاء فيها، حيث قبلوا أن توزع اللجنة الدولية للصليب الأحمر المساعدات الغذائية على اللاجئين عبر لجان شعبية مكونة من شباب جعار، بينما مندوب المنظمة الدولية يشرف على حسن سير عملية التوزيع الصعبة نظراً لكثرة المحتاجين ونزوحم إلى أماكن مختلفة. ولكي تتمكن المنظمة الدولية من العمل في محافظة أبين تتعامل مع جماعة أنصار الشريعة على أنها صاحبة السلطة هنا.
وفي عين المكان الذي توزع فيه المساعدات الغذائية، والذي كان مدرسة، يقف مدرس بدون تلاميذه. ويشرح لفرانس 24 عن سبب انتصار وتوسع أنصار الشريعة معتبراً فساد النظام السابق هو السبب الرئيس في هذه النتيجة التي قد تزداد سوءاً بانضمام شباب جدد كل يوم إلى تنظيم أنصار الشريعة ومواجهة جيش نظامي يبدو ضعيفاً ومنقسماً. فهل يتمدد نموذج جعار أو "إمارة وقار" ويتناسخ في مناطق أخرى؟



نقلاً عن فرانس 24




تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 27-ديسمبر-2024 الساعة: 03:10 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-3874.htm