- انتفاضة العيسوية‎.. البلد الأكثر سخونة في مواجهة الاحتلال..

الثلاثاء, 02-يوليو-2019
صعدة برس - متابعات -
القدس المحتلة - هم الأكثر استهدافًا من قبل الاحتلال، لذا كانت الاحتجاجات في بلدة العيسوية بالقدس المحتلة الأكثر سخونة، احتجاجات استمرت خلالها المواجهات حتى، أمس الإثنين، رفضا لـ"صفقة القرن" والورشة الأمريكية في المنامة، ما أسفر عن إعدام شاب وإصابة واعتقال العشرات.

شهيد وأكثر من 30 حالة اعتقال و95 إصابة، في المواجهات المتواصلة على مدار الساعة، منذ يوم الخميس المنصرم، بعيد إعدام الشاب محمد عبيد (21 عاماً)، بعدة رصاصات من مسافة الصفر في الصدر، لدى مشاركته إلى جانب عشرات المقدسيين، في وقفة منددة بـ"صفقة القرن".

إعلام الاحتلال: ما يجري في العيسوية ليس بريئا بل هدفه إركاع البلدة

الوطنية وشراسة التصدي للاحتلال ومستوطنيه، لم تكن صدفة لدى أهالي العيسوية، فمن شاهد الصور ومقاطع الفيديو المنتشرة بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي نشرات الأخبار، يدرك أن هؤلاء، هم أبناء وأحفاد من تصدوا بصدورهم العارية لهجمات الاحتلال ضد البلدة منذ عام 1958، وتفاعلوا مع محيطهم ومع كل ما يجري من اعتداءات بحق أي مكان في فلسطين.

وقالت صحيفة هآرتس العبرية، إن العقوبات الجماعية التي تفرضها الشرطة الإسرائيلية على سكان بلدة العيساوية، ستخلق مزيدًا من العنف.

وأشارت الصحيفة، إلى أنه منذ قتل مستوطنين للطفل محمد أبو خضير عام 2014 في القدس، تصاعدت المواجهات في شرقي القدس، ومنذ ذلك الحدث قرر المدعي العام تكثيف العقوبات ضد القاصرين الفلسطينيين الذين يتم اعتقالهم وهم يلقون الحجارة، وكثيرًا ما كان يعاقب الفتية بالسجن لمدة عامين لإلقائهم الحجارة التي لا تتسبب بأي أضرار.

ووفقًا للصحيفة، فإن هذه السياسة تسبب بمكوث مئات الفتية والشبان في السجن لفترات طويلة، من بينهم (الشهيد محمد عبيد) الذي استشهد منذ أيام، حيث اعتقل منذ كان يبلغ من العمر 15 عامًا، في عام 2015 لأول مرة. مشيرةً إلى أن السجن غيّر من مجرى حياته، واعتقل مرةً أخرى لمدة عامين بعد إطلاق سراحه آنذاك بفترة صغيرة، وقبل عام واحد فقط تم إطلاق سراحه من جديد، وقد استشهد بعد أن أطلق ألعابًا نارية مع شبان تجاه مجموعة من أفراد الشرطة الإسرائيلية.

وقال فلسطينيون من البلدة إن العقوبات الجماعية القاسية، وحملات الاعتقالات الكبيرة ضد الشبان دفعتهم إلى حياة أخرى، وإلى مواجهات دائمة مع الشرطة.

ولفتت الصحيفة إلى الأعمال الاستفزازية التي بدأتها الشرطة منذ ثلاثة أسابيع لمحاولة إنفاذ قوتها بالبلدة، حيث كان يدخل يوميًا العشرات من أفراد الشرطة وينشرون حواجز على الطرق، ويفتشون المركبات ويوزعون المخالفات بشكل عشوائي وغيره.

وقال بعض أفراد البلدة إن الشرطة عرضت عليهم خلال إيقاف مركباتهم ومحاولة مخالفتهم، أن يتم الحد من مبلغ الغرامة التي يحصلون عليها، مقابل تقديم معلومات من داخل البلدة عن نشاطات الشبان فيها.

وتشير الصحيفة إلى أن غالبية التجار وأصحاب المحال اضطروا لإغلاق محالهم في فترة ما بعد الظهر، كما اختار العديد من السكان إغلاق منازلهم على أنفسهم، بسبب استمرار المواجهات التي تسببت بحالة من الخوف تنتاب الأطفال بفعل الاقتحامات والمواجهات اليومية.

ورأت الصحيفة، أن سلوك الشرطة الإسرائيلية في العملية الحالية يشير إلى أن أهدافها ليست بريئة، تتمثل بفرض العقاب الجماعي لإجبار سكان العيساوية للتوقف عن إلقاء الحجارة تجاه الشرطة.

تقع العيسوية على بعد 3 كيلومترات، وسط القدس المحتلة، على ارتفاع 731 مترا فوق سطح البحر، ويبلغ عدد سكانها بحسب الاحصاءات المختلفة ما بين 15-18 ألف نسمة، ومساحة أراضيها بحدود 12 ألف دونم.

وفي عام 1968 استولت سلطات الاحتلال على مساحات شاسعة من أراضي البلدة لتوسيع مستشفى هداسا وإقامة مستوطنة "التلة الفرنسية"، تبعتها استيلاءات أخرى، ما تسبب بمعاناة كبيرة لأهالي العيسوية الذين كانوا يعتاشون على الزراعة والفلاحة، ما دفع الكثيرين منهم إلى التوجه للعمل داخل أراضي الـ1948.

تدني مستوى المعيشة لدى السكان بسبب الاهمال المقصود من بلدية الاحتلال لجميع الخدمات التي يجب تقديمها بحسب القانون الدولي للمواطنين تحت الاحتلال، وعمليات الهدم المتواصلة وعدم امكانية وجود بناء منظم، تشكل ضغطا يوميا ومتواصلا على الناس، فيتفجر بين الفترة والأخرى.

الاستيطان في العيسوية

كانت مساحة العيسوية تقريبا 12 ألف دونم وتمتد حتى الخان الأحمر، وجرى الاستيلاء على حوالي 8 الاف دونم لصالح المستوطنات والمواقع العسكرية، تبدأ من المعسكر المقام قرب الخان الأحمر والمستوطنة المحاذية له، وتمتد الى المعسكر المحاذي للجامعة العبرية، ومعسكر اخر لحرس الحدود شرق البلدة.

أحيطت البلدة بشارع التفافي موصل لمستوطنة معاليه ادوميم، ومن الجهة الغربية والشمالية مستشفى هداسا والتلة الفرنسية، ومن الجهة الجنوبية الجامعة العبرية، وهناك مخططات للسيطرة على المزيد من أراضي العيسوية، أهمها مخطط لإقامة حديقة تلمودية "وطنية" وينوون إقامتها على المنحدرات الشرقية لجبل المشارف بين العيسوية والطور، على مساحة 740 دونما، وبدأ الحديث عنها في عام 2005.. إضافة إلى مشروع استيطاني آخر وهو مكب للنفايات الصلبة بين العيسوية ومخيم شعفاط وعناتا، على مساحة 530 دونما.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 05:39 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-40016.htm