- تقنيات طبية قد تغير وجه العالم..منها زرع الرؤوس ونقل الأدمغة..

السبت, 31-أغسطس-2019
صعدة برس - متابعات -
أنقذت الأبحاث والتطورات المستمرة في مجال الطب ملايين الأرواح، وخففت أوجاع الملايين أيضًا، وما تزال الأبحاث العلمية تجري على قدم وساق؛ لخلق تقنيات طبية من شأنها أن تغير حياة الإنسان إلى الأفضل، وهناك العديد من التقنيات الناشئة ما تزال في طور التجارب الأولية، والتطور المستمر، بما ينبئ عن مستقبل طبي أفضل للبشر، نسرد بعضها في السطور التالية.

الرحم الاصطناعي.. حلم الستينات يتحقق
الرحم الاصطناعي هو تقنية طبية من شأنها أن تسمح بالحمل خارج جسم الكائن الحي، وبوصفه عضوًا بديلًا سيكون له العديد من الاستخدامات؛ من بدء الحمل، أو إكمال الحمل بوصفه حاضنة حديثي الولادة مع وظائف متطورة، كما يمكن أن يساعد الرحم الاصطناعي أيضًا في مجال جراحات الأجنة.

بدأت فكرة الرحم الاصطناعي من فكرة الحاضنات، حاول العلماء إنشاء مشيمة اصطناعية، فصنعوا جهازًا معقدًا من شانه أن يوفر الدعم للحياة حتى يتطور الجنين إلى مرحلة يكون فيها قادرًا على أداء هذه الوظائف بمفرده، واستخدمت تجارب الستينيات أجنة الحملان والماعز والأرانب، لكنها فشلت في نهاية المطاف، أما حاضنات اليوم فما تزال غير قادرة على إعطاء أي من العناصر الغذائية الضرورية للنمو.

في عام 2017، نجح علماء في تجربة رحم اصطناعي يشبه كيس البلاستيك، على جنين حملان قبل اكتمال نموه، ووفر الرحم الاصطناعي كل ما يحتاجه الجنين لمواصلة النمو والنضج، بما في ذلك إمدادات الدم، والغذاء، وكيس وقائي من السائل الأمنيوسي، ويأمل الخبراء أن تساعد هذه المقاربة في يوم من الأيام الأطفال الرضع على الحصول على فرصة أفضل للبقاء على قيد الحياة، ووفقًا لـ«بي بي سي» فإن التجارب البشرية ربما تتاح خلال بضع سنوات.

هل يمكن زرع رأس بشري حقًّا؟
تقنية زرع الرأس، هي عملية جراحية تجريبية، تنطوي على زراعة رأس كائن واحد على جسد آخر، بدأت التجارب على الحيوانات في أوائل القرن العشرين، لكن بشكل محدود؛ نظرًا إلى أن الحيوانات عادة ما كانت تموت، حتى بعد نجاح العملية، بسبب بعض الاعتبارات الطبية، مثل انقطاع إمدادات الدماء، أو الأوعية الدموية، لكن الأبحاث ظلت تجرى على أمل الوصول إلى حلول أفضل.

عملية زراعة الرأس البشرية تعتمد على فصل الرأس، والاحتفاظ بها عند درجة حرارة شديدة البرودة، مع ربطها بمضختين؛ إحداهما توفر تدفق دم مستمر، والأخرى للأكسجين، وتستخدم مادة لاصقة لربط رأس المتطوع بالحبل الشوكي لجسم المتبرع، بالإضافة إلى ذلك إبقاء المريض في غيبوبة لمدة شهر، حتى يعاد بناء الدم والشبكات العصبية الجديدة، على أمل ألا يرفض الجسم الرأس؛ وهنا تكمن المخاطرة؛ بالإضافة إلى العمود الفقري، ويجب أيضًا إعادة توصيل الرأس إلى الشعب الهوائية، والمريء، والأوعية الدموية، أما الحاجز الرئيسي فهو دمج الحبل الشوكي للرأس بحبل الجهة المانحة. وإذا لم تنجح تلك الخطوة فسيصاب الجسم بالشلل.

في عام 2018؛ أجرى الطبيبان الإيطالي سيرجيو كانافارو، والصيني شياو بينج رن، تجربة على القرود والكلاب، واستطاعا علاج إصابات النخاع الشوكي التي «لا رجعة فيها»، وكانت القرود والكلاب قادرة على المشي مرة أخرى، ووصف جراحو الأعصاب النتائج بأنها غير مسبوقة طبيًّا، وحاليًا يعكف الطبيبان على إجراء أول عملية للبشر، وسط ترقب من الأوساط الطبية.

الخلايا الجذعية.. كلمة السر في مستقبل الطب
العلاج بالخلايا الجذعية هو زراعة خلايا بشرية، أو حيوانية، لتعويض الخلايا أو الأنسجة التالفة، في محاولة لعلاج الأمراض، ويعد زرع نخاع العظام هو العلاج الأكثر استخدامًا للخلايا الجذعية، لكن تستخدم أيضًا بعض العلاجات المستمدة من دم الحبل السري، وما تزال الأبحاث جارية لتطوير مصادر مختلفة للخلايا الجذعية، لإيجاد علاج الأمراض العصبية، وأمراض مثل السكري، والقلب وغيرها.

تتميز الخلايا الجذعية بالتجديد الذاتي الدائم غير المحدود، والقدرة على إنتاج ذرية مماثلة تمامًا للخلية الأصلية، وأيضًا القدرة على التمييز بين جميع أنواع الخلايا الموجودة في الجسم؛ وبالتالي التطور الطبيعي لها، كما تتمتع الخلايا الجذعية بإمكانيات كبيرة في تجديد الأنسجة وإصلاحها، فلديها القدرة على بناء كل الأنسجة في جسم الإنسان، وبالتالي تصبح مؤهلة للاستخدامات العلاجية في المستقبل، لكن ما يزال هناك الكثير مما يجب معرفته حول وظائفها البيولوجية، قبل أن تحقق فعالياتها العلاجية الكاملة.

وتستخدم الخلايا الجذعية حاليًا في علاج أمراض الدم، وهو العلاج الذي أنقذ حياة الآلاف من الأطفال المصابين بسرطان الدم، كما تستخدم أيضًا في تجديد الأنسجة في إصابات العظام، والجلد، وسطح العين، بينما يعكف الأطباء على إجراء تجارب سريرية، على خلايا جذعية للعديد من الحالات الأخرى، في محاولة لاستكشاف طرق علاجية جديدة للخلايا الجذعية في الطب.

زرعوا خصية تيس لعلاج الضعف الجنسي! هكذا تعامل الأطباء مع الأمر قبل «الفياجرا»



زرع الدماغ.. هل يتحول الحلم إلى حقيقة؟
زرع الدماغ؛ عملية نظرية يزرع فيها دماغ كائن حي في جسم آخر، ودائمًا ما يُخلط بينها وبين زراعة الرأس والتي تشمل نقل الرأس بأكمله إلى جسد جديد، بدلًا من الدماغ فقط، ويفترض أن الدماغ المنقولة إلى الجسد الجديد ستحافظ على شخصية صاحبها الخاصة، وذكرياته، ووعيه الخاص، وحتى الآن لم تجر أي عملية زرع دماغ في الإنسان.

Embed from Getty Images

في عام 1998 تمكن الأطباء من زرع خلايا دماغية اصطناعية في مريض مصاب بالسكتة الدماغية، يبلغ من العمر 62 عامًا، وبعد عقدين تمكن الباحثون من نقل خلايا الدماغ البشرية إلى دماغ فأر، وللمرة الأولى راقبوا كيف نموا وترابطوا بعضهم مع بعض، سمح هذا للفريق بدراسة الطريقة التي تتفاعل بها خلايا الدماغ البشرية في بيئة طبيعية، أكثر مما كان ممكنًا في السابق، وأيضًا في العام نفسه تمكن العلماء من زرع عقول اصطناعية صغيرة في فئران، ورغم نجاح العملية فإن التحدي الأكبر هو الوعي، فالعقول التي نمت في المختبر لن تملك الوعي مثل العقول البشرية التي مرت بالتجارب المختلفة.

تمهد عمليات زرع خلايا المخ لعملية زرع الدماغ بالكامل، لكن هناك تحديات أخلاقية تواجهها، فهناك جسد شخص، ودماغ شخص آخر، والذكريات والوعي سيكونان لصاحب الدماغ، وسيجد الدماغ نفسه الآن في جسد آخر، ويجب على الدماغ أن يتأقلم مع الجسم الجديد، والذي يمكن أن يؤدي على الأقل إلى مجموعة مختلفة تمامًا من الحركات والسلوكيات، وربما يصاب هذا الشخص بالذهان؛ بسبب انفصال الدماغ عن جسمه وانتقاله إلى جسم جديد.

صدق أو لا تصدق.. علاج الأورام بالفيروسات
فيروس محلل الورم، فيروسات الورم هي شكل من أشكال العلاج المناعي الذي يستخدم الفيروسات في إصابة الخلايا السرطانية وتدميرها، يعمل الفيروس على تدمير الخلايا السرطانية المصابة عن طريق التحلل، ثم يطلق جزيئات جديدة من الفيروسات المعدية لتدمير الورم المتبقي، يعتقد أن الفيروسات المحللة للورم لا تؤدي فقط إلى التدمير المباشر للخلايا السرطانية، ولكنها أيضا تحفز استجابات المناعة المضادة للورم عند المريض.

جذبت الفيروسات اهتمامًا كبيرًا بصفتها عوامل محتملة لتدمير الورم، منذ التعرف إليها في مطلع القرن التاسع عشر، وأكدت الأبحاث المبكرة على انحدار السرطانات أثناء الإصابة بالفيروسات المكتسبة طبيعيًّا، مما وفر الأساس للتجارب السريرية، لكن الجهاز المناعي للجسم، في أغلب الأحيان، كان هو من يهاجم الفيروسات، بينما استجاب المرضى الذين عانوا من نقص المناعة، واستمرت التجارب وكانت هناك محاولات عديدة خلال الخمسينيات والستينيات، ولكن النجاح كان محدودًا؛ حتى تسببت تكنولوجيا الهندسة الوراثية، في تجديد الاهتمام بالعلاج الفيروسي، الذي سمح بتوليد المزيد من علاج الأورام قوي المفعول.

في عام 2015، وافقت «إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)» على أول علاج لفيروس تحلل الورم لعلاج السرطان، والخاص فقط بعلاج سرطان الجلد، وهو لقاح معدّل وراثيًّا من فيروس «هربس»، وصمم ليكون أقل عرضة للإصابة بالخلايا السليمة، وحتى الآن يعد هذا اللقاح هو الوحيد المعتمد، وما تزال الأبحاث مستمرة لخلق فيروسات أخرى لعلاج بقية أنواع السرطان
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 08:23 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-40676.htm