- اتفاقية جدة ونهاية الاحلام الطوباوية ؟..

الأحد, 10-نوفمبر-2019
صعدة برس -
*طه العامري
بدأت قضية ( الجنوب ) بالمتقاعدين العسكريين ، ثم المدنيين ، ثم تحولت الظاهرة إلى حراك شعبي وكأن يمكن أن يحقق الأخوة في المحافظات الجنوبية كل مطالبهم بل وكأن بإمكانهم أن يفرضوا على النظام السياسي القيام بإصلاحات جذرية ليس على مستوى المحافظات الجنوبية بل على مستوى اليمن وتستفيد منه الأجيال الحالية والقادمة وان يساهموا بتأسيس نظام سياسي عادل ومتوازن تسود فيه العدالة والمواطنة المتساوية لكل أبناء الشعب.

لكن هذا لم يحدث فقد استطاع النظام أن يوجه تلك الحركة الاحتجاجية إلى حيث يريد فكان ( الحراك ) الذي تشتت ولاءاته وتوزعت مرجعياته وارتباطاته ،فتمخض عنه ( الانتقالي ) الذي جاء بخطاب أكثر تطرفا وكان واضحا أن ذاك الخطاب لا يعكس حقيقة الواقع الشعبي ولا يعبر عن تطلعات الشعب في المحافظات الجنوبية التي وقعت ضحية لكل الأطراف الذين زايدوا باسمها بدءا من قادة الوحدة ثم قادة الفعاليات السياسية الذين اختلفوا مع قادة الوحدة وصولا إلى قادة الانتقالي والشرعية وبين تطرف الانتقالي وإهمال الشرعية جاءت اتفاقية ( جدة ) لتزيح الأقنعة عن كل الوجوه وخاصة وجوه المزايدين والمتاجرين والمتكسبين على حساب دماء ومعاناة ودموع الغلابة وقهرهم اليومي.

فماذا كانت النتيجة ؟!
هل حصل أبناء المحافظات الجنوبية على حقوق ومكاسب من خلال هذه الاتفاقية ، بما يلبي طموحاتهم وتتماهي مع حجم التضحيات التي قدموها ؟!!
ألم تكون رؤية المرحومان ( باصرة وهلال ) في زمان ( صالح ) أكثر إيجابية وتقدم لأبناء المحافظات الجنوبية ما لم تقدمه لهم اتفاقية ( جدة) ؟!
إيجابية اتفاق جدة الوحيدة أن كانت إيجابية هي تصعيد ( لصوص ) جدد لتمثيل أبناء الجنوب اجزم أنهم الاكثر سوءا ممن سبقوهم ، والممثلين الجدد ليس فيهم قطعا محمد علي هيثم ولا عبد الله غانم ولا ..ولا ولا علي سالم البيض او علي ناصر ، فليس في الصاعدين شخصية كارزمية ذات ثقل ومصداقية قادرة على استلهام امال وتطلعات اخواننا في المحافظات الجنوبية ، والدليل أن الخطاب التصعيدي والطروحات المتطرفة اختزلت بالشراكة مع السلطة التي قاتلها الانتقالي ثم خضع لها باومر من داعميه دون العودة للشعب وأخذ رأيه لأن الضحايا هم من أبناء الشعب ...

لتنتهي بهذا الاتفاق كل الدعاوي والطروحات والأهداف والمطالب وبعدها ليس من حق أي جنوبي أن يتحدث بانتقاص عن الوحدة والدولة والهوية والسلطة والانتماء ، انتهت المسرحية بالتمثيل في سلطة سقط في مواجهتها شباب وترملت نساء وثكلت امهات وتجذرت ثقافة وسلوكيات قذرة يصعب نسيانها فابناء تعز واب والحديدة وذمار وصنعاء وكل اليمن يصعب عليهم نسيان ما مارسته قوى الانتقالي بحقهم من ممارسات لا إنسانية لم يمارسها الصهاينة بحق الفلسطينيين ..؟!!

ممارسات المتهم فيها ليس أبناء الجنوب بل المجلس الانتقالي الذي أصبح اليوم شريكا بالسلطة وبالتالي سيكون مسئولا على أبناء اليمن قاطبة ، ولا اعلم اين سيودون وجوههم من أسر الضحايا الذين تسببوا بقتلهم أو بتشريدهم أو بقطع أرزاقهم وهذه تساؤلات برسم وزراء الانتقالي في سلطة الجمهورية اليمنية ..؟!!
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 10:52 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-41333.htm