- الطفولة‮ ‬في‮ ‬اليمن‮.. ‬معاناة‮ ‬تتفاقم‮ ‬منذ‮ ‬خمس‮ ‬سنوات‮..

الخميس, 28-نوفمبر-2019
صعدة برس -
*راسل‮ ‬القرشي
في‮ ‬اليمن‮ ‬تفاقمت‮ ‬الحالة‮ ‬المعيشية‮ ‬لملايين‮ ‬الأطفال‮ .. ‬وبالنظر‮ ‬إلى‮ ‬الواقع‮ ‬المعيشي‮ ‬لحياة‮ ‬الملايين‮ ‬منهم‮ ‬تستطيع‮ ‬ان‮ ‬ترسم‮ ‬صورة‮ ‬واضحة‮ ‬للمعاناة‮ ‬التي‮ ‬يعيشونها‮ ‬وازدادت‮ ‬مأساوية‮ ‬وكارثية‮ ‬منذ‮ ‬خمس‮ ‬سنوات‮ ‬مضت‮..‬
الأطفال اليمنيون هم من تحملوا تبعات كل الاحداث المأساوية التي شهدها اليمن منذ قرابة الخمسة اعوام .. حيث انعكست حالة العدوان والصراع القائمة على حياتهم بكافة مجالات الحياة .. فمن ناحية أن اكثر المدنيين الذين تم استهدافهم بهذه الحرب هم من الأطفال والنساء .. ومن ناحية ثانية أن انعدام المرتبات والحالة المعيشية الصعبة التي تعيشها عشرات الآلاف من الاسر اليمنية انعكست بتلقائية على الأطفال فكان ذلك سبباً في تسربهم من المدارس حتى اصبح اكثر من مليوني طفل في عمر التعليم خارج التعليم .. اضافة إلى ان تلك المعاناه الأسرية دفعت بعشرات الآلاف إلى الشارع لامتهان التسول أو للعمل في اعمال شاقة بغية مساعدة اسرهم والحصول على لقيمات من الغذاء .. ليس هذا فحسب بل تجد الكثير من الاطفال وهم يفتشون في براميل القمامة للحصول إما على فتات من الخبز الذي يتم رميه من قبل بعض الاسر الميسورة او‮ ‬يبحثون‮ ‬فيها‮ ‬عن‮ ‬اشياء‮ ‬يمكن‮ ‬بيعها‮ ‬بريالات‮ ‬معدودة‮ ‬في‮ ‬اطار‮ ‬مجتمعات‮ ‬فقدت‮ ‬ابسط‮ ‬معايير‮ ‬الانسانية‮ ‬تجاه‮ ‬من‮ ‬حولها‮..‬
والعالم يحتفي باليوم العالمي لحقوق الطفل وبمرور ثلاثين عاما على اتفاقية حقوق الطفل ما زالت الكثير من مواد هذه الاتفاقية غير موجودة على أرض الواقع وغير معروفة ومفهومة على نطاق واسع وخاصة في اليمن وفي الكثير من المجتمعات العربية لتستمر بذلك معاناة ملايين الأطفال من الانتهاكات لحقوقهم في الحصول على قدر كاف من الرعاية الصحية والتغذية والتعليم والحماية من العنف ، وما زالت الطفولة تواجه تحديات خطرة تفاقمها السياسات والاجراءات المطبقة وخاصة في جانب التعليم والتي فرضت دفع مبالغ مالية لا تتوافر لمئات الآلاف من الأطفال‮ ‬نتيجة‮ ‬انقطاع‮ ‬المرتبات‮ ‬عن‮ ‬اولياء‮ ‬امورهم‮ ‬منذ‮ ‬حوالي‮ ‬اربع‮ ‬سنوات‮..!!‬
لقد‮ ‬انعكست‮ ‬التغيرات‮ ‬التي‮ ‬شهدتها‮ ‬اليمن‮ ‬طيلة‮ ‬السنوات‮ ‬الخمس‮ ‬الماضية‮ ‬على‮ ‬الحياة‮ ‬العامة‮ ‬للطفولة‮ ‬وهي‮ ‬التغيرات‮ ‬التي‮ ‬فرضها‮ ‬السياسيون‮ ‬والتدخلات‮ ‬الخارجية‮ ‬في‮ ‬الشأن‮ ‬اليمني‮..‬
هذه هي الحقيقة التي يتعامي عنها السياسيون ويقفزون عليها عند الحديث عن الاطفال وحقوقهم والانتهاكات التي يتعرضون لها .. ونجد البعض منهم وعند الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الأطفال يذهب صوب التغني بجانب يهمه ، ويتناسى الانتهاكات الأخرى التي تحدث نتيجة سياساته الخاطئة‮ ‬والتي‮ ‬تتسبب‮ ‬في‮ ‬حرمانهم‮ ‬من‮ ‬ابسط‮ ‬حقوقهم‮ ‬وخاصة‮ ‬في‮ ‬التعليم‮ ‬والصحة‮..!!‬
كما ان العالم من جانبه وخاصة الأمم المتحدة التي ترعى وتدافع عن حقوق الطفل وحقوق الإنسان عموما وتدعي بحثها عن السلام وصناعته واخرجت الكثير من القوانين الإنسانية المجرمة والمحرمة للانتهاكات التي يتعرض لها الإنسان في مختلف انحاء العالم ومحاسبة منتهكيها هدفها كما‮ ‬تقول‮ ‬تعزيز‮ ‬الترابط‮ ‬الدولي‮ ‬والتوعية‮ ‬بحقوق‮ ‬الإنسان‮ ‬وحقوق‮ ‬الاطفال‮ ‬وايجاد‮ ‬عالم‮ ‬ينعم‮ ‬بالسلام‮ ‬وتنعدم‮ ‬فيه‮ ‬الانتهاكات‮ ‬وكافة‮ ‬اشكال‮ ‬العنف‮..‬
وفيما يخص الأطفال تم اخراج ما يقولون عنها اتفاقية حقوق الطفل التي صادقت عليها اكثر من 192 دولة ..، حيث حظيت هذه الاتفاقية عام 1989 بأكبر عدد من المصادقات في التاريخ وألهمت الحكومات لتغيير قوانينها وسياساتها وتخصيص استثمارات ليتمكن أكبر عدد من الأطفال من الحصول على حاجاتهم من الرعاية الصحية والتغذية للبقاء والنماء كما أصبحت هناك ضمانات أقوى لحماية الأطفال من العنف والاستغلال.. وأتاحت الاتفاقية لعدد أكبر من الأطفال أن يوصلوا أصواتهم ويشاركوا في مجتمعاتهم..
هكذا‮ ‬تقول‮ ‬الأمم‮ ‬المتحدة‮ ‬عن‮ ‬هذه‮ ‬الاتفاقية،‮ ‬فيما‮ ‬نراها‮ ‬غائبة‮ ‬كليا‮ ‬عما‮ ‬يشهده‮ ‬الأطفال‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬من‮ ‬انتهاكات‮ ‬واستهداف‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬العدوان‮ ‬وما‮ ‬يعانونه‮ ‬جراء‮ ‬تداعيات‮ ‬الصراع‮ ‬القائم‮..!!‬
لم‮ ‬تقم‮ ‬الأمم‮ ‬المتحدة‮ ‬ومجلس‮ ‬الأمن‮ ‬خلال‮ ‬هذه‮ ‬السنوات‮ ‬الخمس‮ ‬الماضية‮ ‬بشيء‮ ‬ينتصر‮ ‬للإنسانية‮ ‬المنتهكة‮ ‬وللقتل‮ ‬والتدمير‮ ‬الإجرامي‮ ‬المرتكب‮ ‬ضد‮ ‬اليمن‮ ‬واليمنيين‮ ‬وفي‮ ‬مقدمتهم‮ ‬الأطفال‮ ‬والنساء‮.. ‬
بقيت الأمم المتحدة ومعها مجلس الأمن يشاهدان ما يحدث من قتل وتدمير وانتهاكات متواصلة لحقوق الإنسان وحقوق الطفل ولا نسمع منهما سوى التعبير عن القلق البالغ واطلاق تحذيراتهما بين الحين والآخر ، ووسطهما يتاجران بالقضية اليمنية من خلال عقد المؤتمرات تحت مسمى دعم‮ ‬اليمنيين‮ ‬الذين‮ ‬يواجهون‮ ‬اسوأ‮ ‬كارثة‮ ‬إنسانية‮ ‬في‮ ‬العالم‮ .. ‬إضافة‮ ‬إلى‮ ‬استمرار‮ ‬اعضاء‮ ‬مجلس‮ ‬الأمن‮ ‬في‮ ‬بيع‮ ‬الاسلحة‮ ‬التدميرية‮ ‬الفتاكة‮ ‬وجني‮ ‬المليارات‮ ‬من‮ ‬الأموال‮..‬
ملايين اليمنيين وفي مقدمتهم الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد ونقص في المواد الغذائية وغياب الخدمات الأساسية في مناطق عدة كالتعليم والرعاية الصحية وصعوبة الحصول على المياه النقية، فيما المنظمات الدولية تستمر في اطلاق تحذيراتها من مجاعة محدقة في حال عدم توقف المعارك وفك الحصار عن المدن.. ولا ندري من هي الجهة التي باستطاعتها إلزام قادة دول العدوان بإيقاف عدوانهم وإعادة الحياة إلى طبيعتها وتحقيق السلام ان لم تكن الأمم المتحدة المعنية الرئيسية عن ذلك..؟!
يعزفون على هذا الوتر منذ الشهر الأول للعدوان ، وما زالوا الى اليوم أي بعد مضي خمس سنوات يعزفون على نفس الوتر ويوزعون مناشداتهم يمنة ويسرة ويجدون في الكارثة الإنسانية مادة خصبة لزيادة مكاسبهم وأرباحهم..!
الأمم المتحدة اتخذت من معاناة اليمنيين وسيلة للمتاجرة من أجل ألاَّ ينقطع الدعم المقدم اليها من دول النفط .. دول العدوان .. وما زلنا نراها تعزف على وتر الكارثة الإنسانية دون ان تعمل شيئا يوقف تعاظمها أو تقود إلى فتح المنافذ الجوية والبحرية والبرية وإدخال المساعدات‮ ‬والمواد‮ ‬الغذائية‮ ‬دون‮ ‬أي‮ ‬تعقيد‮.. ‬
الأمم المتحدة ومرورا بكل الأنظمة المتسولة على أبواب النظام السعودي وانتهاء بالمنظمات الدولية على اختلاف مسمياتها لم تستطع القيام بشيء للتخفيف من معاناة اليمنيين سوى توزيع مناشداتها على وسائل الإعلام المختلفة واطلاق التحذيرات المتكررة من الحالة الإنسانية السيئة‮ ‬التي‮ ‬وصلت‮ ‬اليها‮ ‬اليمن‮ ‬،‮ ‬وعقد‮ ‬المؤتمرات‮ ‬تحت‮ ‬مسمى‮ ‬دعم‮ ‬اليمنيين‮ ‬بالغذاء‮ ‬والدواء‮..‬
أكثر من 22 مليون مواطن يمني منهم 70٪ من الأطفال ، يعانون من انعدام الأمن الغذائي والرعاية الصحية وصعوبات في الالتحاق بالتعليم .. وهذا ماتقوله الأمم المتحدة ومنظماتها الإغاثية..؛ ولم تخفِ هذه المنظمات ان استمرار الحرب والحصار يفاقم الأزمة الإنسانية، ويهدد الملايين‮ ‬الذين‮ ‬يكافحون‮ ‬للبقاء‮ ‬على‮ ‬قيد‮ ‬الحياة‮.. ‬فهل‮ ‬أدركتم‮ ‬حجم‮ ‬المتاجرة‮ ‬التي‮ ‬تتم‮ ‬على‮ ‬مرأى‮ ‬ومسمع‮ ‬من‮ ‬العالم‮..‬؟‮!‬

‮* ‬إلى‮ ‬أطفال‮ ‬اليمن‮ ‬
استمروا‮ ‬في‮ ‬الحياة‮ ‬ايها‮ ‬الشامخون‮ ‬شموخ‮ ‬وطنكم‮ ‬الصابر‮ ‬والمقاوم‮..‬
ارسموا‮ ‬في‮ ‬سماء‮ ‬اليمن‮ ‬تفاصيل‮ ‬الحياة‮ ‬المؤلمة‮ ‬التي‮ ‬تعيشونها‮ ‬منذ‮ ‬خمس‮ ‬سنوات‮..‬
ارسموها‮ ‬ليشاهدها‮ ‬العالم‮ ‬اجمع‮ ‬في‮ ‬اليوم‮ ‬العالمي‮ ‬لحقوق‮ ‬الطفل‮ .. ‬الذي‮ ‬يتم‮ ‬الاحتفاء‮ ‬به‮ ‬سنويا‮ ‬كظاهرة‮ ‬إعلامية‮ ‬فقط‮ ‬وبشعارات‮ ‬لا‮ ‬تطبق‮ ‬على‮ ‬ارض‮ ‬الواقع‮ ‬المعيش‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:46 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-41484.htm