-   في تطور قد يقلب موازين المعادلة على الأرض، كشفت مصادر ملاحية سورية عن توقف واردات وقود الديزل الضروري لتشغيل المركبات الثقيلة، بما في ذلك دبابات الجيش، في وقت افادت دمشق بخسائر ثلاثة مليارات دولار بسبب

الأربعاء, 09-مايو-2012
صعدة برس -
في تطور قد يقلب موازين المعادلة على الأرض، كشفت مصادر ملاحية سورية عن توقف واردات وقود الديزل الضروري لتشغيل المركبات الثقيلة، بما في ذلك دبابات الجيش، في وقت افادت دمشق بخسائر ثلاثة مليارات دولار بسبب العقوبات الدولية على القطاع النفطي، توازياً مع استمرار الحملة العسكرية التي اسقطت امس 18 قتيلا، وقصفت ريفي حمص وحماة، في ظل الإعلان عن 831 ضحية منذ اعلان وقف اطلاق النار قبل شهر.
وقالت مصادر، طلبت عدم الكشف عن هويتها، في تصريحات صحافية لوكالة «رويترز» امس إن سوريا تواجه توقفا في واردات وقود الديزل الضروري لتشغيل المركبات الثقيلة، بما في ذلك دبابات الجيش، مع استهلاك سلسلة شحنات من روسيا خلال الأسابيع الأربعة الماضية. وأظهرت بيانات قدمها مصدر ملاحي أن ميناءي بانياس وطرطوس السوريين لم يستقبلا أي شحنات من زيت الغاز، الذي يمكن تسويقه كوقود ديزل خلال الأسابيع الأربعة الماضية.



خسائر نفطية
وفي سياق متصل، كشف وزير النفط والثروة المعدنية السوري سفيان علاو ان بلاده تكبدت خسائر نتيجة العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على القطاع النفطي، تقدر بأكثر من ثلاثة مليارات دولار اميركي. وقال الوزير في بيان ان سوريا «كانت تصدر نحو 150 الف برميل يوميا من النفط الخام، من اصل 380 الف برميل، وقامت الوزارة بخفض الإنتاج واغلاق بعض الآبار المنتجة، ما ادى الى نقص في الإنتاج وصل الى 35 مليون برميل، تقدر قيمتها بنحو 3 مليارات دولار منذ تطبيق قرارات وقف التصدير في ابريل 2011».



دعوة تركية
سياسياً، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان خلال زيارة لروما، حيث عقد لقاء قمة مع رئيس الحكومة الإيطالية ماريو مونتي ان على الأمم المتحدة ان تزيد عدد مراقبيها في سوريا بشكل واضح. وأوضح في تصريحات صحافية: «نحن بحاجة الى الف او الفين، وربما ثلاثة آلاف مراقب، اي مهمة كبيرة قادرة على تفقد البلاد بأكملها ورؤية ما يجري فيها»، مضيفا: «اذا سألني احدهم عن آمالي فإني سأجيب بأنني فقدت كل امل تجاه سلطات سوريا». من جهته، ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بـ«وحشية» قوات الرئيس بشار الأسد، مشيرا كذلك الى ان الهجمات التي تنفذها المعارضة المسلحة «تكثفت».
وأردف في تصريحات: «نحن نقوم بسباق مع الزمن لتحاشي وقوع حرب اهلية حقيقية، مع سقوط ضحايا بأعداد كبيرة»، معتبرا ايضا ان الحكومة السورية «قد تستغل وجود مراقبي الأمم المتحدة لمواصلة قمعها».



قصف وقتلى
ميدانيا، واصلت القوات النظامية عملياتها العسكرية والأمنية في عدد من المناطق، حيث أفادت لجان التنسيق المحلية أن 18 قتيلاً سقطوا بنيران قوات النظام في إدلب وحمص ودرعا وحماة وريف دمشق. وقتل فلسطيني برصاص طائش من القوات النظامية في برزة بدمشق، وثلاثة اشخاص، من بينهم سيدة في ريف ادلب، وشخص في حمص بنيران القوات النظامية. وقالت لجان التنسيق المحلية ان بلدة قلعة الحصن القريبة من الحدود اللبنانية تعرضت الى قصف عنيف مصدره القوات النظامية.
وفي ريف دمشق، نفذت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات في مدينة دوما، واعتقلت مجموعة من الشبان واقتادتهم الى مكان مجهول. وافادت لجان التنسيق المحلية ان قوات الأمن مدعومة بالدبابات والآليات العسكرية تشن حملة مداهمات في الزبداني. وفي حماة، افادت الناطقة باسم المكتب الإعلامي للثورة في حماة مريم الحموية ان القوات النظامية قصفت بالمدافع والرشاشات الثقيلة بلدة قلعة المضيق، التي تشهد احتجاجات مستمرة، والواقعة على مقربة من ريف ادلب، الذي يعد أكثر المناطق سخونة في سوريا. وفي جنوب البلاد، افادت لجان التنسيق باستمرار الإضراب لليوم الثاني في درعا، احتجاجا على تنظيم الانتخابات التشريعية، في ظل اعمال العنف.



حصيلة محدثة
في هذه الأثناء، اعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ان عدد القتلى الذين سقطوا جراء اعمال العنف في سوريا وصل الى 11925، من بينهم 831 سقطوا بعد الإعلان عن وقف اطلاق النار في الثاني عشر من ابريل. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان عدد القتلى الذين سقطوا في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف مارس من العام الماضي وصل الى 11925 شخصا، من بينهم 8515 مدنيا. واوضح عبد الرحمن ان عدد القتلى الذين سقطوا منذ دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ وصل الى 831 شخصا، من بينهم 589 مدنيا. واشار عبد الرحمن الى ان عدد المعتقلين في السجون السورية على خلفية الاحتجاجات يناهز الخمسة والعشرين الف معتقل.



الصليب الأحمر يوجه نداء للتبرع للنازحين
وجهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نداءً إلى المانحين لجمع مبلغ 24،5 مليون فرنك سويسري، حوالي 27 مليون دولار أميركي أو 20 مليون يورو، من أجل دعم الجهود التي ستبذلها حتى نهاية العام 2012 لتقديم المساعدة إلى الأشخاص المتضررين من قمع القوات النظامية للثورة.
ونقلت اللجنة ومقرها جنيف في بيان وزعه مكتبها في بيروت عن رئيسها جاكوب كيلينبرغر قوله إنه «لا يزال هناك عشرات آلاف النازحين من رجال ونساء وأطفال.. وقد استقبلت الجماعات المحلية بعضهم بينما لجأ البعض الآخر إلى المباني العامة.. وإننا نبذل كل ما بوسعنا لتقديم المساعدة التي هم بحاجة ماسة إليها من خلال تعزيز الاستجابة الإنسانية العاجلة لاحتياجاتهم».
واشار الى انه «فيما عاد الهدوء بشكل متقطع إلى بعض المناطق في سوريا، لم تشهد مناطق أخرى تراجعاً في الاضطرابات».
وقال كيلينبرغر: «لا يزال الكثيرون يكافحون يوماً بعد يوم لمجرد تأمين لقمة العيش.. ويحاول آخرون إعادة بناء حياتهم بالبدء من الصفر».
واضاف: «تتمثل أولوياتنا بتحسين ظروف العيش وإعادة الخدمات العامة لصالح عدد من المتضررين من القتال يصل إلى مليون ونصف المليون شخص، وسوف نقدم شهرياً مجموعات من المواد الغذائية إلى قرابة 100 ألف شخص من الأشد عوزاً، والمستلزمات المنزلية الأساسية إلى ما يصل إلى 25 الف نسمة».
واردف أن «الوصول إلى المناطق المتضررة من دون عائق هو السبيل للتوسع مستقبلاً في عملياتنا.. فخلال الشهرين الأخيرين، تمكنت اللجنة الدولية من الوصول إلى الناس في إدلب وحمص وحماة ودرعا وحلب وريف دمشق».
البيان الإماراتية
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 11:12 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-4275.htm