صعدة برس-متابعات - أعلنت الحكومة الليبية أنها ستستخدم القوة للتصدي لميليشيات من الثوار السابقين «الخارجين على القانون» والمدججين بالسلاح، ما يضع مؤسساتها الامنية والدفاعية الفتية على المحك. وقد اضطرت السلطات الليبية للجوء الى القوة للمرة الاولى، أول من أمس، لإخراج عشرات المسلحين الذين اقتحموا مقر الحكومة للمطالبة بمكافآت علق توزيعها مكتب رئيس الوزراء عبدالرحيم الكيب. وانتهت العملية بسقوط قتيل وثلاثة جرحى في صفوف قوات الامن.
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في اكتوبر الماضي تواجه الحكومة بشكل شبه يومي مطالب اجتماعية ومالية للثوار الذين حملوا السلاح لمقاتلة القوات الموالية للقذافي. وحتى الآن سعت الحكومة لانتهاج اسلوب الحوار والدبلوماسية مع المحتجين، مع انها غالباً ما ينتهي بها المطاف لتوقيع شيكات بعد كل اختبار قوة مع هؤلاء الثوار السابقين المدججين بالسلاح.
وتكرر هذا المشهد مرات عديدة، خصوصاً في طرابلس او بنغازي، حيث يقطع المسلحون الطرقات ويحاصرون شركات او مؤسسات للدولة، ويسيرون بسيارات «بيك آب» مجهزة بمدافع مضادة للطائرات وقاذفات الصواريخ لارضاخ الحكومة.
وبعد بضع ساعات من مقتل عضو في اللجنة الأمنية العليا التابعة لوزارة الداخلية حذر رئيس الوزراء من ان الحكومة «لن ترضخ للابتزاز والخارجين على القانون ولن تتفاوض تحت تهديد السلاح».
وأعلن وزير الداخلية فوزي عبدالعال، ان القانون سيطبق بحزم. وقال إن «الوزارة ستحمي مباني ومؤسسات الدولة بشتى السبل، بما في ذلك استخدام القوة ان كان هناك ضرورة». وهذا التحذير ترجم على الفور الى افعال. وأوضح أن «مؤسسات الدولة قوية بشرعيتها والقانون ودعم المجتمع الدولي. وان الشرطة والجيش بصدد التشكيل ويحظيان بدعم الشعب». فشنت قوات وزارة الداخلية، أمس، عملية لانهاء اعتصام لثوار سابقين مسلحين امام شركة الخليج العربي للنفط التي تعد اكبر شركة نفطية عامة في بنغازي، يعوق منذ ايام عدة عمل الشركة بحسب المتحدث باسم اللجنة الامنية العليا في بنغازي محمد القصيري.
ووجود هذه الميليشيات يبدو ضرورياً في الوقت الحالي لصد أي محاولة للمساس بالثورة والعملية الديمقراطية، لكن يتعين أن يكون قادتها تحت سلطة الدولة.
وقال محمد فرج الفيتوري من القادة السابقين للثوار في بنغازي إن السلطات «تريد دمجنا كأفراد وحل وحداتنا المنظمة والمجهزة». ويبدو أن ميليشيات كثيرة اعتادت على سلطة السلاح وترفض التخلي عنه، ما يثير استياء المدنيين الذين حشدوا قواهم مرات عديدة للتنديد بهؤلاء «الثوار المزيفين».
|