الأربعاء, 19-نوفمبر-2008
 - قلبي مع الحوارْ 
روحي مع الحوارْ 
صدري مع الحوار 
وكل خلجةٍ في جسدي مع الحوارْ 
لكنني أسألكم، 
أسأل نفسي أولاً وثانياً: 
كيف نحاور العدو بالتقبيلْ 
وهو الذي يقتل أطفال فلسطين 
نساءها... رجالها 
يذبحهم سلاحُهُ الثقيلْ؟! 
د.عبدالعزيز المقالح -
لقد قيل الكثير، والكثير جداً عن أهمية الحوار بوصفه قيمة إنسانية عالية، ووسيلة حضارية للارتقاء بوعي الإنسان وتوفير طاقاته للبناء والتقدم بدلاً من تبديدها في الخلافات، واجترار الخصومات، وافتعال كل ما من شأنه أن يقف حائلاً دون تحقيق البشرية لآمالها وأحلامها في المستقبل المنشود.. المستقبل الذي لا جائع معه ولا جاهل، ولا أمراض تفتك بالأفراد أو حروب تفتك بالملايين.. المستقبل الذي يكون فيه عدد الجامعات أكثر من عدد الثكنات، ويكون عدد الأطباء والشعراء أكثر من عدد الجنود.. وعدد الآلات الموسيقية أكثر من عدد البنادق والمدافع والصواريخ والسيوف.. المستقبل الذي أرادته الأديان السماوية، لا بعض المتدينين المتعصبين.
نعم، لقد قيل الكثير والكثير عن الحوار بين الأديان وبين الثقافات وبين الحضارات، وبين الشعوب، وبين الأنظمة. لكن الأقوال كانت وما تزال تتصادم مع الأفعال، كما بقيت النوايا الطيبة في وادٍ والنوايا الشريرة في واد.
ولم تسفر المؤتمرات التي انعقدت هنا وهناك عن شيء يحقق الحد الأدنى من أحلام المتحاورين الجادين الصادقين، لأن الخطأ يبدأ من تصورات لا عقلانية ولا وجدانية. حوار بين الصقور والحمائم، بين الوالغين في الدم البشري، والحالمين بتحويل الذئاب إلى ملائكة، لكنها تبقى ذئاباً وتسعى من خلال الحوار المزعوم إلى تحسين فرصها في التمدد، وفي خداع المشاركين بأن الخناجر التي تحملها، وهي تقطر دماءً ساخنة من أجساد الأبرياء، ما هي إلا باقات وردٍ وأغصان سلام!.
المهم والمعلوم أنه لا أحد على هذه الأرض يشك في أن جوهر الأديان السماوية يدعو إلى المحبة والتسامح والى الأخوة الإنسانية، وإلى عبادة الخالق الواحد سبحانه، لكن واقع اليوم يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن اغتصاب فلسطين وتشريد أهلها، وقتل ملايين الفلسطينيين الصامدين وتجويعهم، تحت وطأة الاحتلال، لا علاقة له بالخلاف أو عدم الخلاف بين الأديان، كما أن احتلال العراق لم يكن ناتجاً عن خلافات دينية بين الإسلام والمسيحية، أو أن اغتصاب فلسطين واحتلال العراق يمكن حلهما عن طريق الحوار الديني، فقد عاش المسلمون واليهود ألفاً وأربعمائة عام في وئام وانسجام في ظلال المبدأ القرآني "لكم دينكم ولي دين"، إذن فإن الخلاف الداهم والقائم في المنطقة الآن هو سياسي لا ديني، واقتصادي لا أخلاقي، وتحويل الصراع العربي- الصهيوني من طبيعته الأساس المعروفة عربياً وإسلامياً ودولياً، إنما يصب في خانة الأعداء، ويبرر اغتصابهم ويفتح شهيتهم للمزيد.
إن النقطة الأساس في محاججة العدو من خلال حوار الأديان، ومحاولة العرب إظهار المزيد من حسن النوايا - وهي من جانب العرب نوايا صادقة ومخلصة- لن تغير في الأمر شيئاً، والبرهان الأوضح على ذلك أنه في الوقت الذي يدور حوار الأديان في نيويورك، فإن غزة تعيش غارقة في الظلام، وأبناءها يموتون جوعاً، وأن الأمة لترجو من القادة العرب أن يراجعوا مواقفهم في ضوء هذا الواقع المرعب، وأن يتذكروا أن الصراع الدائر هو صراع بين مقاومة عادلة ومشروعة تريد أن تستعيد أرضها وحريتها وكرامتها وقوى غازية غاصبة تسعى إلى بسط نفوذها وهيمنتها على الأرض العربية، تحت دعاوى وذرائع بدأت من مقولة "التمدين" ووصلت ذروتها مع مقولة "الديمقراطية" لذلك فإنه لا المبادرات، ولا مؤتمرات الأديان، ولا الحج إلى القدس، ولا فتح السفارات والمكاتب التجارية، ولا كل النوايا الطيبة الموجودة لدى كل البشر قادرة على حل القضية الفلسطينية، أو إيقاف الزحف الاستعماري الأجنبي على الأرض العربية والإسلامية.
الشاعر المحامي عبدالعزيز البغدادي في ديوانه الجديد:
العذوبة التي يطالعنا بها الديوان الثاني للشاعر المبدع عبدالعزيز البغدادي آتية من أنه شاعر غير محترف، شاعر يكتب متى يشاء ولدواعٍ روحية أو فنية أو عاطفية.
عنوان الديوان "كتاب البحر والشرطي" له دلالات عامة وعميقة تكشف عنها قصيدة طويلة بالعنوان نفسه، ومتابعتي لكتابة الشاعر عبدالعزيز البغدادي منذ أن بدأ يضع أقدامه على طريق الشعر ويرسم بالكلمات عواطفه وأحاسيسه الإنسانية الصادقة، تجعلني أجزم بأن هذا الديوان يشكل تقدماً ملحوظاً في أسلوب الشاعر وطريقة تعبيره عن الموضوعات.
يضم الديوان 24 قصيدة بعض هذه القصائد يبكي فيها الشاعر رحيل عدد من المبدعين الذين كانوا نهار الساحة الأدبية وضوءها الذي لا يخفت.
الديوان صادر عن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين 2008م.
تأملات شعرية:
قلبي مع الحوارْ
روحي مع الحوارْ
صدري مع الحوار
وكل خلجةٍ في جسدي مع الحوارْ
لكنني أسألكم،
أسأل نفسي أولاً وثانياً:
كيف نحاور العدو بالتقبيلْ
وهو الذي يقتل أطفال فلسطين
نساءها... رجالها
يذبحهم سلاحُهُ الثقيلْ؟!
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:26 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-43.htm