صعدة برس-متابعات - *بسام أبو شريف
كل الزوابع التي يثيرها نتنياهو بالكذب والتضليل والابتزاز تهدف الى ضمان أمر واحد ، وهذا الأمر أهم لدى حكام اسرائيل من أي أمر آخر ، وهو ضم الضفة الغربية .
فقد استبدل نتنياهو بالاتفاق مع غريمه وشريكه غاتس على ضم الضفة تدريجيا وبسرعة حتى لا يغضبا ترامب ، الذي طلب منهما تأجيل ضم الضفة لتعارضه مع النجاحات التي يريد ترامب استخدامها في حملته الانتخابية ، وهي جر دول الخليج الى حلف سياسي عسكري تقوده اميركا لمواجهة ايران ، وثوار اليمن ، واخضاع العراق ، ويتصل طلب ترامب الذي نقله ترامب ثم كوشنر بمخطط ترامب في شمال شرق سوريا ، فترامب يريد أن ينعش مخطط التقسيم في سوريا والعراق ، وهذا ما اقترحه اليوت ابرامز مؤخرا على الرئيس ترامب ، فقد سارع ترامب للموافقة على مقترحات اليوت ابرامز ( حسب مصدر موثوق في واشنطن ) وانه أمر بدعم القوات الاميركية شمال شرق سوريا ، وتدفئة علاقات الأمن الاميركي بقيادات من قسد ، ووضع القواعد الاميركية في المنطقة تحت تصرف هيئة سعودية شكلت اثر اقالة قائد القوات المواجهة لليمن ، والمشرف على المعارك ضد الشعب اليمني ، وهذه الهيئة حدد الملك سلمان مهامها : سلخ أجزاء من سوريا عبر تجنيد العشائر والقبائل كما حاولوا أن يفعلوا في الخمسينيات ( في حينها رفض الرئيس ايزنهاور هذا التحرك وأوقفه ) .
اليوت ابرامز، هو مخطط مشروع التقسيم في مصر وسوريا والعراق ، وبلدان اخرى منها ليبيا واليمن والجزائر ، ولقد صاغ هذا المشروع قبل عشرين عاما هو وريتشارد بيرل واسرائيليون .
تفعيل هذا المشروع يعني انهاك ، واستنزاف القوى الثورية والمقاومة في العراق وسوريا واليمن ، ولكن هذا الاستنزاف في حسابات اسرائيل له نتيجة مباشرة ( ناهيك عن الفوائد البعيدة ) ، وهي تمكين اسرائيل من ضم الضفة تدريجيا دون أن يثير ذلك أي رد فعل ، وربما دون الاشارة اليه ، اتفق نتنياهو وشريكه غاتس على التصويت لصالح بناء آلاف الوحدات السكنية في الضفة الغربية ، وتقوم هيئات اخرى تحت غطاء الأمن ومناطق عسكرية ومناطق استراتيجية بضم آلاف الدونمات ومنع أهلها من زراعة أراضيهم ، واستولت اسرائيل على أماكن تاريخية أثرية ضمن مخطط ازالة كل الآثار التاريخية ، التي تمتلئ أرض فلسطين بها وهي ثروات ثقافية عالمية ، وبدأت ببناء بنايات لتأسيس مدن في هذه المواقع .
وتحتل معسكرات جيش الاحتلال في الضفة مساحات واسعة من أراضي الضفة ، وجميعها في مواقع زراعية خصبة حرم أصحابها من زراعتها منذ عام 1967 ، العدوان يتم بصمت ودون قصف بل بضم الأراضي ، واكراه الفلسطينيين على هدم بيوتهم بايديهم ، هذا الوضع يشكل تحديات للقيادة الفلسطينية الموحدة ، ولقوى المقاومة ، واذا أردنا أن نشير الى من أين نبدأ نقول ان التصدي للمستوطنين والمستوطنات بشكل جدي بحيث يجعل الاقامة في مستوطنة أمرا محفوفا بالمخاطر، هو الواجب الأول ، والثوريون يعلمون كيف يوقف الاستيطان .
معركة المقاومة ضد الاستيطان والمستوطنين ، هي العمل القوي الذي اذا ابتدأ ينهار كل ما حوله ، الدفاع هنا هو الدفاع ، ولايمكن الدفاع عن الأرض الا بمهاجمة من يغتصبها ، نقول هذا لمحور المقاومة : التصدي للاستيطان والمستوطنين يعني الاشتباك مع الجيش الصهيوني والأمن الصهيوني ، اللذين يقومان بحماية المستوطنين سواء عند اقتحامهم للأقصى ” خطوات تمهيدية ” ، للسيطرة ، أو اغتصاب الأراضي ، أو عبر جلب كونتينرات للسكن في تلك الأراضي ثم بدء البناء ، لذلك لابد في حسابات المقاومة من معرفة أن التصدي للاستيطان والمستوطنين ، هو التصدي لاسرائيل التي يحكمها اليمين العنصري .
* المصدر : رأي اليوم |