صعدة برس - *الخليج الإماراتية
منذ التوقيع على المبادرة الخليجية لنقل السلطة في الثالث والعشرين من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بين مختلف الأطراف السياسية، يعيش اليمن على وقع الآمال في التخلص من هاجس القلق من عودة البلاد إلى نقطة الصفر، بسبب الأوضاع المتدهورة، خاصة في المجالات العسكرية والأمنية، وهي الأوضاع المطلوب من القيادة الجديدة إيلاؤها اهتماماً خاصاً لأنها مرتبطة بمستقبل البلاد وترتيب أولوياتها .
لقد نجحت القيادة اليمنية برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة برئاسة محمد سالم باسندوة في تأمين النقل السياسي للسلطة، رغم العراقيل التي وضعت في هذا الطريق، من خلال تطبيع الوضع السياسي في حدوده الدنيا، إلا أنه يتبقى أمامها مهمة غير عادية تتمثل في تطبيع الأوضاع الأمنية، التي تعيش على إيقاعه مختلف مناطق البلاد .
من المهم أن تبدأ الحكومة في وضع الخطط الأمنية والعسكرية الهادفة إلى توفير بيئة آمنة للاستثمار، فمن دون ذلك لن يكون سوى المزيد من الأزمات، ومن دون استقرار الأوضاع الأمنية وإصلاح القضاء لن يأتي المستثمرون لإنعاش الاقتصاد المنهار بفعل الأوضاع التي عاشها اليمن خلال العام الماضي، فضلاً عن هروب المستثمر المحلي، الذي قد يفضل الخارج على الداخل إذا ما استمرت الأوضاع الأمنية على حالها من التدهور .
هذه القضية مهمة للغاية في ظل الاستعدادات الجارية لانعقاد مؤتمر أصدقاء اليمن، بعد أقل من عشرة أيام في العاصمة السعودية الرياض، وعلى الحكومة ألا تذهب إلى المؤتمر بملفات للحصول على المال بغرض التنمية فقط، بل باتخاذ إجراءات حاسمة وجدية لمعالجة الملف الأمني، الذي يعتبر أهم وأخطر الملفات التي تواجه الحكومة في الوقت الحاضر .
إن توفير الأمن الذي يفتقده المواطن اليمني يحتاج إلى تحرك جاد ومخلص من قبل القيادة اليمنية بأعلى مستوياتها لإعادة تحريك أدوات الدولة الفاعلة والقادرة على إعادة الأمور إلى نصابها وعدم ترك الأمور للمصادفات أو للعلاج الموضعي والمؤقت، الذي يضر بالدولة وبسمعتها وهيبتها، ويترك المجال للخارجين على القانون أن يتحكموا بإيقاع العلاقة بين الدولة ومواطنيها، وهذا ما يجب التحذير منه حتى لا تتحول الدولة فريسة في أيدي المعادين لاستقرار اليمن وأمنه ووحدته .
|